تشتهر هونغ كونغ بكونها عاصمة لمحبي التسوق، ومكانا مفضلا للأثرياء. تحتضن أكبر عدد من الأثرياء في منطقة جغرافية لا تتعدى مساحتها 1.100 كيلومتر مربع، وهي بالطبع واحدة من أغلى المناطق في العالم.
التكاليف اليومية مرتفعة جداً، ونادراً ما يسعى الزوار أو السياح من أصحاب الميزانيات المنخفضة إلى زيارتها، لكن لهذه المدينة الجميلة أسرار عديدة، من استطاع امتلاكها، تمكن من زيارتها أكثر من مرة في العام، وبتكاليف مادية بسيطة جداً. على سبيل المثال، تضم المدينة الكثير من النشاطات الترفيهية المجانية خاصة في فصل الخريف، كما أن تطور شبكة المواصلات يجعل من السهل زيارة أكثر من معلم تاريخي أو طبيعي بوقت قصير، وبأسعار مناسبة.
فإن كنتم من محبي عاصمة المال والأعمال في 48 ساعة فقط، وبتكاليف يومية غير مبالغ فيها، إليكم أهم النصائح والإرشادات.
الأماكن المجانية
على الرغم من ارتباط اسمها بالمال والأسهم، إلا أنها تحتوي الكثير من الأماكن التاريخية التي تجعلها أيقونة ثقافية وتقليدية في محيطها. موقعها الجغرافي، وتأثرها بالثقافات المحيطة بها، ساعدا في تنوع الأماكن التراثية والتاريخية. يعتبر كل من معبد وونغ تاي سين، أو معبد مان ودير "بو لي"، من أكثر المعابد التي تستقطب الزوار حول العالم، نتيجة الهندسة المعمارية الفريدة من نوعها.
يعود الزائر إلى منتصف القرن السابع عشر، حيث كانت العائلات الصينية القديمة تعيش في المنطقة، وبدأت بتشييد هذه المعابد، للتأمل والصلاة.
شيد معبد وونغ تاي سين، على غرار القصور الصينية القديمة والغنية بالثقافة الصينية، هو المعبد الأكثر شهرة في هونغ كونغ. داخل الغرف، يستطيع الزائر تعلم معاني التأمل، إذ إن هناك مئات الرهبان الذين يلقون محاضرات يومياً عن التأمل والسلام الداخلي وطبعاً دون مقابل مادي، وهو ما جعله مقصد محبي هذه الأنواع من الرياضات الروحية.
الكثير من المرح
صحيح أن طابع المدينة يبدو جدياً إلى حد ما، بسبب الطابع المالي من جهة، والتقاليد من جهة أخرى، إلا أنها أيضاً مدينة الفرح، ولا عجب أنها تضم مدينة "ديزني لاند" الترفيهية، والتي يقصدها الملايين سنوياً.
إضافة إلى ذلك، فإن المدينة تضم نشاطات ترفيهية مسلية، فما رأيكم بالصعود في التلفريك فوق منطقة "نغونغ بينغ" وهي مرتفعات جبلية خلابة جداً بسعر 5 دولارات للشخص الواحد.
كما يقصد الزوار، جبل "تاي مو شان"، أعلى جبل في هونغ كونغ، حيث يحيط به ما يعرف باسم الحديقة الريفية، وهي غابة كثيفة تضم مئات النباتات، وهي أيضا موطناً لأطول شلال في المدينة بطول 35 متراً. كما يعد متنزه Kam Shan Country Park من أجمل المتنزهات التي تضم المئات من الحيوانات، ويقع في شمال كولون، وهو الموطن المثالي لقرود المكاك المشهورة بسرقة الطعام مباشرة من أيدي الزوار.
مدينة متعددة الثقافات
أعطت الخلفية الاستعمارية لهونغ كونغ اندماجاً لافتاً بين الشرق والغرب. تعد ثقافة هذه المنطقة مختلفة عن أي منطقة أخرى في محيطها، فهي تجمع ما بين التقاليد القديمة الصينية، وما بين الحداثة الغربية، ولذا فهي وجهة للعديد من النخب في العالم.
ففي هونغ كونغ، يمكنك زيارة مقهى مرتفع في ناطحة سحاب والاستمتاع بفنجان من القهوة هناك ورؤية المدينة بأكملها في الصباح، وبعدها يمكن أن تأخذك زيارة خاطفة إلى البحيرات الإصطناعية المحاطة بالبيوت التقليدية، قبل زيارة معبد على الطراز الصيني في فترة ما بعد الظهر. هذا التنوع الثقافي يوفر للزوار الراحة والسعادة، لأنهم سيتمكنون من ممارسة أكثر من نشاط في ساعات قليلة.
في الليل، تعد تجربة تناول الأطعمة الشعبية خياراً موفقاً، تنتشر مئات المطاعم التي تقدم مجموعة كاملة من المأكولات الشعبية المتنوعة في المذاقات والخلطات، من مختلف الدول والعواصم. يمكن الاستمتاع بوجبة عشاء بسعر لا يتعدى 10 دولارات، مع التحلية الشعبية "المون كيك" وهي نوع من أنواع الحلويات التي تشتهر بها المدينة.
تنوع المهرجانات
في فصل الخريف، تتنوع المهرجانات في البلاد، بين ما يجمع التراث والتقاليد، وأخرى تتعلق بالنشاطات الرياضية الممتعة. ويبقى مهرجان منتصف الخريف ورقصة "تنين النار" في تاي هانغ واحداً من أكثر الفعاليات التي تستقطب الزوار.
يعود تاريخ هذا المهرجان إلى العام 1880، حيث يسير تنين كبير من نار وسط الجماهير المحتشدة، يقوده نحو 32 شخصاً، ويصل طول التنين إلى 70 متراً. اعتاد السكان في السابق الاحتفال بمهرجان منتصف الخريف احتفاء بقدوم موسم الحصاد، وقد تحول في الوقت الحالي إلى تقليد دائم ينتشر في المدينة.
ومن ضمن التقاليد التي ترافق هذا المهرجان، تحضير حلوى كعك القمر، وهي نوع من الحلويات التي تشبه القمر، قد تجدها في كل مكان. كما تشهد منطقة "فيكتوريا بارك" الأشهر في البلاد أيضاً احتفالاً يطلق عليه اسم احتفال الفانوس الضخم، إذ يجتمع الأطفال في الحديقة، ويحملون فوانيس حمراء مضاءة يمكن إطلاقها في الهواء في وقت متأخر من الليل، قبل أن تبدأ الفرق الفنية بإحياء الاحتفال.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
