بشق الأنفس توصلت مجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصادات في العالم، إلى بعض التسويات وتغلبت على خلافات رئيسية أُخرى في إعلان القمة الذي صدر مطلع الأسبوع، لكنها لم تقدم سوى القليل من الإنجازات الملموسة في مجال استجابتها للقضايا المرتبطة بالأزمات المالية العالمية.
فقد أحرزت القمة تقدماً ضئيلاً بشأن الديون وتغيّر المناخ، حيث اعتبرت واشنطن أنه ينبغي على المجموعة التوصل إلى توافق في الآراء بشأن العمل، وليس فقط اللغة النصّية لوثائقها، فيما رأت نيودلهي أن عدم التوافق كان سيؤدي إلى الانقسام وخيبة الأمل.
وقال دبلوماسيون ومحللون إن الإجماع المفاجئ في بيان القمة بشأن الصراع الروسي الأوكراني تجنب حدوث انقسام في المجموعة، وإن ضم الاتحاد الأفريقي كعضو جديد يمثل انتصاراً للهند المضيفة وللاقتصادات النامية.
في السياق، يقول الممثل التجاري الأميركي السابق مايكل فرومان، الذي عمل أيضاً كمفاوض لواشنطن في مجموعة العشرين ومجموعة الثماني، إنه: "بالنظر إلى المستقبل، يجب أن يكون التركيز على الأزمات العالمية، وليس على البيان في حد ذاته".
ومع سعي بكين إلى تعديل النظام العالمي من خلال توسيع التجمعات مثل "بريكس" و"منظمة شنغهاي للتعاون"، كان من الممكن أن ينتهي الأمر بـ"مجموعة العشرين" إلى أن تصبح غير ذات أهمية.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إنشاء مجموعة العشرين كمنصة لوزراء المالية ومحافظي المصارف المركزية في العام 1999 لمواجهة آثار الأزمة المالية الآسيوية، وتم توسيع الاجتماع ليشمل القادة بعد الأزمة المالية العالمية في العام 2008.
وقال بعض المحللين إن دورها الأساسي المتمثل في تنسيق الاستجابات للقضايا الاقتصادية، بما في ذلك الضرائب العالمية ومساعدة الدول ذات الدخل المنخفض على إدارة عبء ديونها بموجب الإطار المشترك في السنوات الأخيرة.
كبير المحللين في المعهد البولندي للشؤون الدولية في وارسو باتريك كوغيل: "ليس لدينا أي قرارات أو التزامات أو تعهدات ملموسة وجوهرية من مجموعة العشرين بشأن أي من التحديات العالمية الملحة، من تغيّر المناخ إلى الديون، وهذا ما يجعل المنتدى غير فعّال، بل وحتى عديم الفائدة".
وفي اجتماع نيودلهي، اتفق الزعماء على السعي إلى مضاعفة قدرة الطاقة المتجددة على مستوى العالم إلى 3 أمثالها بحلول العام 2030، وقبلوا الحاجة إلى التخفيض التدريجي لطاقة الفحم. ومع ذلك، لم يحددوا جدولاً زمنياً، وقالوا إنه يجب تقليل استخدام الفحم بما يتماشى مع الظروف الوطنية.
والفحم الذي يتم التخلص التدريجي منه من نظام الطاقة في العديد من الدول الصناعية، لا يزال يشكل وقوداً حيوياً في العديد من الاقتصادات النامية، وقد يظل كذلك لعقود قادمة.
واتفق الاجتماع أيضاً على معالجة نقاط الضعف المتعلقة بالديون في البلدان الفقيرة وتعزيز وإصلاح بنوك التنمية المتعددة الأطراف، ولكن من دون تحديد أي أهداف ملموسة.
ولم يتم إحراز أي تقدم أيضاً في إقناع روسيا بالعودة إلى مبادرة البحر الأسود، رغم أن الإعلان دعا إلى التدفق الآمن للحبوب والأغذية والأسمدة من كل من أوكرانيا وروسيا.
(رويترز، العربي الجديد)