حصلت عملية اقتحام جديدة لمصرف لبناني اليوم الاثنين، قام بها المودع وفيق كالو لفرع بنك "لبنان والمهجر" في صيدا جنوبي البلاد، الذي هدّد بإحراق نفسه في حال لم يحصل على جزءٍ من وديعته المصرفية بالدولار الأميركي بغرض إجراء عملية جراحية لطفله الرضيع.
وأصرّ المودع كالو على البقاء داخل المصرف حتى تحصيل وديعته، رافضاً منحه أي مبلغ على سعر صرف 8 آلاف ليرة لبنانية، مصمماً على نيله بالدولار الأميركي النقدي. إلا أنه بعد المفاوضات مع إدارة المصرف، حصل كالو على 280 مليون ليرة (7567 دولاراً بسعر السوق السوداء اليوم) من وديعته، وتوجه إلى أحد مراكز أمن الدولة في صيدا.
إشكال كبير أمام بلوم بنك فرع صيدا ومحاولة اقتحام من قبل مودع يحتاج ابنه لعملية جراحية عاجلة pic.twitter.com/pxaiXOfeYT
— جمعية المودعين اللبنانيين (@Lebdepositors) October 24, 2022
ونقلت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية في البلاد عن والد كالو قوله: "جئنا اليوم بناء على ما قاله لنا مدير المصرف: تعالوا نهار الاثنين خذوا المبلغ، ونحن منذ أسبوع حضرنا الأوراق والصور، وقال لنا الطبيب المعالج إن الطفل، وعمره شهران، يعاني من ثقب في قلبه ويحتاج عملية قلب مفتوح وكلفة العملية 5 آلاف دولار".
وأضاف: "نحن لدينا 5 حسابات في البنك ولا نريدها كلها، ما نريده فقط كلفة العملية. ولما طالب ابني بحقه منعوه من الدخول.. يريدون إعطاءه المبلغ على أساس 8000 ليرة.. علماً أن كل الحساب لا يكفي كلفة العملية على هذا الأساس. هكذا عاملونا وكأننا نشحذ أو نستجدي.. لماذا؟ هل سرقنا هذه الأموال أو وجدناها على الطريق؟".
ولا تزال المصارف اللبنانية تحتجز أموال المودعين بالدولار الأميركي منذ أواخر عام 2019، وترفض تسليمهم إياها بالعملة المودعة بها، بينما تمنحهم إياها وفق تعاميم يصدرها حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة وتؤدي إلى اقتطاع قسم كبيرٍ من قيمتها.
واحتجاجاً على عمليات الاقتحام التي تخطت العشرين في الفترة الماضية، لجأت المصارف إلى الإضراب وإقفال أبوابها أكثر من مرة، قبل أن تستأنف نشاطها إنما بتدابير مشددة، حصرت فيها علاقتها مع الوكلاء والزبائن بالصرافات الآلية، والمواعيد المحددة مسبقاً ولفئات معيّنة، خصوصاً الشركات والتجار، في إجراءات وضعها خبراء اقتصاديون في خانة العدائية، كونها ستزيد الاحتقان بين البنوك والمودعين، الذين تتآكل قدرتهم الشرائية ويعانون من سعر صرف دولار مرتفع بينما هم عاجزون عن الوصول إلى حساباتهم.
ويشهد سعر صرف الدولار منذ يوم أمس الأحد تقلّبات كبيرة، بحيث يتأرجح اليوم على خطّي 36 ألف ليرة و37 ألف ليرة، بعدما سجل أمس تراجعاً في حدود 5 آلاف ليرة دفعة واحدة، بينما كان تجاوز 40500 ليرة.
وساهم التعميم، الصادر عن مصرف لبنان بشكل مفاجئ يوم الاحد، بالتراجع الحاصل، وذلك مع إعلانه أنه سيقوم ومن خلال منصة "صيرفة" ببيع الدولار الأميركي حصراً ابتداءً من يوم الثلاثاء، وأنه لن يكون شارياً للدولار عبر المنصة من حينه وإلى إشعار آخر.
وأشار التعميم إلى أنه "كما نص عليه التعميم 161، يستمر دفع معاشات القطاع العام بالدولار الأميركي، ومن ناحية أخرى تستمر سحوبات الـ400 دولار لأصحاب الحسابات المصرفية، كما يستمر العمل بالتعميم 151 والتعميم 158 وأيضاً يجرى الدفع بالدولار الأميركي".