استمع إلى الملخص
- رئيس منظمة إرشاد المستهلك يؤكد على وجود منافسة غير متكافئة بين العلامات المحلية والمستوردة، مما يؤدي إلى إغلاق المصانع وتسريح العمال.
- الحملة تهدف إلى توجيه المستهلكين نحو المنتجات التونسية للحفاظ على فرص العمل وتعزيز الاقتصاد المحلي، خاصة خلال مواسم التنزيلات التي تستفيد منها العلامات الأجنبية بشكل أكبر.
تساند منظمات مدنية تونسية صناعة الملابس المحلية ضد المنافسة الشرسة التي تواجهها خلال مواسم التنزيلات، داعية المشترين إلى تكثيف الإقبال على المنسوجات المصنعة في تونس لدعم صناعات بلادهم.
وأطلقت منظمة إرشاد المستهلك مع بداية موسم التنزيلات الصيفية هذا الشهر، حملة وطنية تحت شعار "كانك تونسي اشري تونس" (إذا أنت تونسي استهلك منتجاً تونسياً)، دعت فيها إلى الإقبال على المنتجات المصنعة محلياً وإعطاء العلامات التونسية فرصاً أكبر للاستفادة من موسم التخفيضات.
ويشارك نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي وسم الحملة بكثافة بسبب الأضرار التي تلحق بمصانع النسيج المحلي خلال مواسم التنزيلات تصل حد الإغلاق المؤقت وتسريح العمال نتيجة إقبال التونسيين على العلامات المستوردة.
وأكد رئيس منظمة إرشاد المستهلك لطفي الرياحي، وجود منافسة غير متكافئة في السوق التونسية بين علامات النسيج والملابس المحلية ونظيراتها الموردة بسبب الامتيازات الضريبية التي تمنح للعلامات الأجنبية على حساب المصانع المحلية التي تكابد من أجل الصمود.
وقال الرياحي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن استهلاك التونسي للملابس والنسيج تحول إلى استهلاك موسمي ينحصر بدرجة كبيرة في موسم التخفيضات الذي تستفيد منه العلامات الموردة أيضاً، بينما لا تحصل الماركات التونسية إلا على النزر القليل من مردود هذا الموسم.
وأضاف أن المصانع التونسية تضطر إلى الإغلاق وتسريح العمال بعد فترة التنزيلات الموسمية، نتيجة ضعف الطلبيات، ما يضعف قدرتها على الصمود ويؤدي إلى اضمحلال العلامات المحلية رغم جودتها مقارنة بالسلع التي توفرها العلامات المستوردة، مشيراً إلى أن صناعة الملابس التونسية كانت رائدة قبل انتشار الماركات الأجنبية في البلاد.
ويقدر عدد مصانع قطاع المنسوجات في تونس بنحو 1126 مصنعاً، يوفر أكثر من 152 ألف وظيفة. وشدد الرياحي على أهمية إعادة النظر في السياسات التجارية للعلامات الأجنبية واستبدالها بعلامات تونسية المنشأ للحفاظ على فرص العمل، معتبراً أن إطلاق حملة دعم شراء المنتج التونسي تزامناً مع موسم التنزيلات مهم جداً لتوجيه خيارات المستهلكين نحو منتجات بلادهم.
وبحسب دراسة أعدّها المعهد الوطني للاستهلاك (حكومي) يحقق التجار نحو 40% من أرقام معاملاتهم خلال موسم التنزيلات الدورية. وتنتشر في تونس علامات تجارية في مختلف الأنشطة من ملابس وأحذية ومنتجات جلدية وعطور، وتعمل عبر ما يعرف بـ "الفرانشايز". ويؤكد الرياحي أن القسط الأكبر من إيرادات موسم التنزيلات تذهب إلى العلامات الأجنبية التي تتولى لاحقاً تصدير أرباحها إلى دول المنشأ ما يُلحِق بالاقتصاد التونسي خسائر مضاعفة وفق قوله.
وتجيز القوانين التجارية في تونس تنظيم موسم التنزيلات في مناسبتين في السنة الأولى في بداية فبراير/شباط، تستمر 6 أسابيع، والثانية في منتصف يوليو/تموز أو بداية أغسطس/آب، بحسب ما يقرره التجار بالاتفاق مع وزارة التجارة، ويستمر أيضا 6 أسابيع مع إمكانية تمديده أسبوعين أو أكثر.