تتفاقم معاناة اللبنانيين يوماً بعد آخر، ولا سيما مع إقدام السلطات الحكومية على رفع أسعار الوقود والخبز، فيما لا تزال الليرة اللبنانية على ضعفها أمام الدولار، مقوّضة القدرة الشرائية لمواطنين التهمت البطالة أكثر من نصف وظائفهم.
فقد أعلنت وزارة الطاقة والمياه، اليوم الأربعاء، رفع سعر صفيحة (20 لترا) البنزين 98 أوكتان 600 ليرة، والبنزين 95 أوكتان 500 ليرة، والديزل أويل 200 ليرة، فيما بلغ سعر قارورة الغاز صباحاً 24300 ليرة، أي بزيادة بلغت 300 ليرة.
ورغم ارتفاع أسعارها، تعيش مناطق نائية شحاً في المحروقات، وهذا ما دفع إلى عقد اجتماع موسع في مقر اتحاد بلديات الهرمل، اليوم، حضره النائب إيهاب حماده ورؤساء بلديات ورابطة مخاتير الهرمل وعدد من أصحاب المحطات، وأصدر المجتمعون بياناً أشاروا فيه إلى أزمة المشتقات في قضاء الهرمل، مؤكدين أنه "رغم كل الوعود إلا أن أهلنا لا يزالون يرزحون تحت عبء هذه الأزمة".
وناشد المجتمعون المعنيين، خصوصاً وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ريمون غجر، "المساعدة في تأمين حاجة القضاء من هذه المواد الحياتية في أقرب وقت ممكن، وإلا فنحن مقبلون على كارثة ونحمله مسؤوليتها المباشرة".
غلاء الخبز
وفي جديد أزمة الرغيف، سألت نقابة "عمال المخابز في بيروت وجبل لبنان" في بيان: "لماذا رفع سعر ربطة الخبز من دون أي وجه حق في ظل الأزمة الراهنة من الوباء والغلاء والاحتكار وفلتان الأسعار والوضع المزري الذي نعيشه؟".
وأوضحت النقابة "أنه في بداية يوليو/ تموز 2020، سُعّرت ربطة الخبز زنة 1000 غرام بـ2000 ليرة على أساس سعر صرف كان بلغ 8000 ليرة للدولار، على قاعدة أنه إذا انخفض سعر الدولار يخفض سعر ربطة الخبز".
وأشارت إلى أنه "إثر الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت في 4 أغسطس/ آب، تدنى سعر الدولار وتدفقت المساعدات والهبات، ومنها هبات الطحين التي توزعت على الأفران بنسبة 25% لكل فرن حسب حصته من الطحين مجاناً، ودُعمت المواد الأساسية في صناعة الخبز، مثل السكر والخميرة والزيت، بحيث كان السعر بالليرة اللبنانية، وكان 36% من المواد الأساسية على سعر الدولار".
وسألت: "لماذا لم يخفض سعر ربطة الخبز على اثر هبوط سعر الدولار والهبات ودعم المواد التى تدخل في صناعة الخبز؟".
وتابعت أنه "في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، حدد وزير الاقتصاد طن الطحين بسعر 812 ألف ليرة، وخفض وزن ربطة الخبز 100 غرام، ثم في 11 يناير/ كانون الثاني 2021، حدد سعر طن الطحين بـ860 ألف ليرة ورفع سعر ربطة الخبز 250 ليرة".
وأمس، الثلاثاء، حدد الوزير سعر طن الطحين بـ980 ألف ليرة ورفع سعر ربطة الخبز 250 ليرة، وما يثير الدهشة، برأي النقابة، تسعير ربطة الخبز الصغيرة زنة 450 غراماً بـ1750 ليرة، يعني أكتر من 3500 ليرة لكيلوغرام الخبز، علماً أن طن الطحين الواحد على أساس 930 غراماً ينتج أكتر من 1300 ربطة خبز.
عليه، دعت النقابة وزير الاقتصاد إلى التراجع فوراً عن القرار المتسرع برفع سعر ربطة الخبز، مطالبة بتأليف لجنة لدراسة كلفة سعر ربطة الخبز لدراسة ميدانية على أرض الواقع وبكل شفافية من ذوي الخبرة والكفاءة، ووضع حد لكل ما يجري من زيادات على ربطة الخبز لأنه المادة الأساسية والحيوية والقوت اليومي لجميع المواطنين، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية والمعيشة الصعبة".
وكان قد صدر عن "الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان" (FENASOL)، بيان، أمس الثلاثاء، أعلن فيه رفضه "المساس بلقمة خبز الفقراء"، داعياً وزير الاقتصاد والتجارة إلى التراجع عن قراره وأصحاب الأفران زيادة سعر ربطة الخبز".
سعر الدولار
في موازاة ذلك، يجري تداول الدولار الأميركي في السوق السوداء اليوم، الأربعاء، في هامش بين 8800 ليرة للشراء، و8850 ليرة للمبيع، فيما تعتمد نقابة الصرافين تسعير سعر صرف الدولار بهامش متحرّك بين الشراء بسعر 3850 حداً أدنى والبيع بسعر 3900 حداً أقصى، علماً أن متوسّط السعر الرسمي المعتمد لدى "مصرف لبنان" المركزي لا يزال ثابتاً على 1507.5 ليرات منذ العام 1997.