لامست العملة المشفرة، بيتكوين، اليوم الأربعاء، مستوى 93.4 ألف دولار، حيث أظهر ارتفاعها المستمر عدم وجود أي إشارات للتباطؤ، وسط توقعات بأن رئاسة دونالد ترامب وإدارته ستدعم العملات المشفرة. وأصبحت بيتكوين واحدة من أكثر الأصول اللافتة للنظر منذ الإعلان عن فوز ترامب في الانتخابات، بعد أن واصلت تحطيم مستوياتها القياسية، مرتفعة بأكثر من 30% في أقل من أسبوع. ويأتي هذا في الوقت الذي يقترب فيه الجمهوريون من السيطرة الكاملة على الكونغرس، بعد تأمين الرئاسة والأغلبية في مجلس الشيوخ. وخلال الحملة الانتخابية، تعهد الرئيس المنتخب بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة على هذا الكوكب".
وشهدت الفترة الأخيرة تحولًا كبيرًا في موقف دونالد ترامب من بيتكوين والعملات المشفرة بصفة عامة، حيث أصبح يدعم هذه الأصول الرقمية ويدعو لتبنيها باعتبارها جزءًا من الاقتصاد الأميركي.
ومثّل هذا التحول مفاجئة كبيرة للأسواق نظرًا لموقفه السابق الذي وصف فيه بيتكوين بأنها "خدعة" وأنها "ليست أموالًا حقيقية". ومع اقتراب عودته إلى البيت الأبيض، دعا ترامب إلى دعم العملات المشفرة، مما أثار موجة من التساؤلات حول دوافعه، وتأثير هذا التحول على مستقبل الأصول الرقمية.
وكان ترامب، مثل العديد من السياسيين الأميركيين، متشككًا في العملات المشفرة في البداية، معتبرًا أنها تشكل تهديدًا للاستقرار المالي ولسيطرة الدولار على التعاملات المالية العالمية.
وفي عام 2019، انتقد بيتكوين والعملات المشفرة الأخرى، ووصفها بأنها أدوات غير آمنة ومستخدمة في أنشطة غير قانونية. ولكن مع تغير الظروف السياسية والاقتصادية وزيادة شعبية العملات المشفرة، بدأ ترامب في تبني موقف أكثر إيجابية تجاهها، حيث يرى فيها فرصة لتعزيز الاقتصاد الأميركي وجذب المستثمرين الشباب الذين يرون في بيتكوين وبعض العملات المشفرة الأخرى أداة للتحرر المالي.
ويعد ترامب من أنصار تقليص دور الحكومة والتدخل الحكومي، ويعتبر دعم العملات المشفرة وسيلة لتقليص السيطرة المركزية للبنوك والمؤسسات المالية التقليدية، وهو ما يتناسب مع رؤيته لحكومة أقل تدخلاً وأكثر مرونة.
ومع تبني الصين للتقنيات المالية الرقمية، بما في ذلك اليوان الرقمي، قد يكون ترامب مدفوعًا بمنافسة الصين وسباق التفوق التكنولوجي، من خلال دعم بيتكوين والعملات المشفرة، على أمل أن يجعل الولايات المتحدة متقدمة في هذا المجال، ويحولها إلى مركز مالي عالمي للعملات الرقمية.
وبعد الارتفاعات الأخيرة، لم تعد توقعات وصول سعر بيتكوين لمستوى 100 ألف دولار بعيدة عن الأسواق، حيث أجمع العديد من المحللين على أن العملة المشفرة قد تشهد مزيدًا من الارتفاع، مستندين إلى عوامل عدة كان في مقدمتها زيادة القبول المؤسسي والمجتمعي، كما تزايد اهتمام الشركات الكبرى وصناديق الاستثمار بالعملات المشفرة. ويتوقع المحللون أن يؤدي هذا إلى تدفق رؤوس أموال جديدة، مما سيدفع السعر للارتفاع.
ويرى المحللون أيضاً أن السياسات المالية الأميركية المتوقعة، خاصة في ظل إدارة ترامب التي يتوقع على نطاق واسع أن تدعم الابتكار في العملات المشفرة، ستوفر بيئة مواتية لنمو بيتكوين. ومع تزايد المخاوف من عودة معدلات التضخم وتراجع قيمة العملات التقليدية، يرى العديد من المستثمرين في بيتكوين ملاذًا آمنًا، مما يعزز من قيمتها بأن تكون أصلًا بديلًا.