مشروع سكك حديد يربط العراق بالسعودية

14 يونيو 2023
المشروع المقترح يمثل منفذا آخر لتصدير بضائع العراق (فرانس برس)
+ الخط -

تعزز المراجعة الاستراتيجية التي تجريها السعودية لعلاقاتها الإقليمية مستوى التعاون الاقتصادي مع العراق، وهو ما انعكس في إعلان وزير التجارة السعودي ماجد القصبي دراسة مشروع خط سكك حديدية من ساحل البحر الأحمر، غربي المملكة، إلى العراق.

وبحسب القصبي، خلال كلمته ضمن أعمال الملتقى الاقتصادي السعودي العراقي، نهاية الشهر الماضي، فإن المشروع المقترح على طاولة دراسة وزارة النقل السعودية بالفعل، ضمن عدد من المشروعات الداعمة لأهداف رؤية المملكة 2030.

وتشير أحدث الإحصاءات إلى أن حجم التبادل التجاري بين السعودية والعراق عام 2020 ارتفع إلى 3.88 مليارات ريال (1.34 مليار دولار)، من 3.41 مليارات ريال (909 ملايين دولار)، عام 2019.

وتوزع حجم التبادل التجاري بين 3.37 مليارات ريال (898 مليون دولار)، صادرات سعودية، و41.8 مليون ريال (11.2 مليون دولار)، صادرات عراقية، ما يعني أن العراق يحتل المرتبة 11 بين الدول العربية في حجم التبادل التجاري مع السعودية.

ويشير الخبير الاقتصادي عامر الشوبكي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن خط السكة الحديد من ساحل البحر الأحمر، غربي السعودية، إلى العراق، يرفع قيمة التبادل التجاري بين البلدين، مشيرا إلى أنه ربما يكون مفيدا للجانب العراقي أكثر من الجانب السعودي.

ويوضح الشوبكي أن المشروع المقترح يمثل منفذا آخر لتصدير بضائع العراق إلى الخليج العربي ليتفادى التصدير عبر ميناء الفاو أو المرور من الخليج، وبالتالي تقصير مسافة النقل على شحناته المصدرة أو حتى البضائع التي يستوردها.

ويضيف أن خط السكك الحديدية هذا ما بين العراق وساحل البحر الأحمر يساعد على زيادة الترابط والتبادل التجاري بين الدول العربية في المجمل، لكنه ما زال فكرة تحت الدراسة، خاصة في ما يتعلق بتناغمه مع مشروعات أخرى يخطط العراق لها.

ومن أهم المشروعات التي ترتبط بخط السكك الحديدية المقترح مشروع "طريق التنمية"، الذي يشمل خط سكة حديدية بين الفاو، جنوبي العراق، وتركيا.

ويشير الخبير الاقتصادي، في هذا الصدد، إلى أن الهدف من كل هذه المخططات للسكك الحديدية هو إسناد التجارة غير النفطية وتعزيز إيراداتها من دول الخليج العربية.

ويصف الخبير الاقتصادي حسام عايش مشروع خط السكك الحديدية من ساحل البحر الأحمر بالسعودية إلى العراق بأنه "استراتيجي وحيوي"، مشيرا إلى ارتباطه بما جاء في رؤية 2030 أن السعودية ستكون مركزا لوجستيا، إقليميا وعالميا.

ويوضح عايش لـ"العربي الجديد"، أن مشروع السكك الحديدية بين السعودية والعراق عبارة عن محاولة للربط بين رؤية المملكة ومشروع سكك حديدية أخرى تربط ميناء الفاو العراقي بتركيا، وبالتالي فإن السعودية تهدف من الربط بالعراق إلى الاستفادة من مشروع آخر وخط ناقل جديد، يوفر الوقت والجهد ويعزز النقل والتجارة والسياحة ويحررها من أن تكون محكومة بالممرات البحرية، لتكون محكومة بأساليب نقل أكثر استدامة ونشاطا، وهي السكك الحديدية.

ويرى عايش أن هذا التوجه السعودي أمر مهم جدا من الناحية التجارية لأنه يقلل قيمة المخاطر الجيوسياسية التي يمكن أن تحدث حال النقل عبر الممرات البحرية، خاصة مضيق هرمز أو مضيق باب المندب أو قناة السويس.

ومن جهة أخرى، يشير عايش إلى أن مثل هذا التوجه يدعم الاستثمارات السعودية التي يتم الحديث عنها في العراق، فهناك مخصصات بحوالي 3 مليارات دولار من الصندوق السيادي السعودي للاستثمار في العراق، كما يدعم التفكير في نقل النفط عبر أنبوب بين العراق والسعودية بعيدا عن الممرات البحرية.

ويلفت الخبير الاقتصادي إلى أن مشروعات مماثلة من شأنها أن تسمح بتصدير النفط إلى دول العالم عبر الخط الذي توقف سابقا لأسباب سياسية، مؤكدا أن العودة تشكل نافذة لزيادة الصادرات السعودية والعراقية، وكلاهما من أكبر الدول المنتجة للنفط في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، وبالتالي فالعلاقات بينهما في مجال الطاقة استراتيجية.

كما يرى أن زيادة الربط مع السعودية من شأنها أن تعطي العراق فرصة للقيام بأدواره الاقتصادية بفعالية أكبر، خاصة في مجال الطاقة، بما يخدم الإقليم بشكل عام.

المساهمون