تعترض مهنة تربية المواشي في شمال غرب سورية صعوبات جمّة خلّفتها عمليات التهجير التي مارسها النظام السوري بدعم روسي خلال الحملات العسكرية الشرسة على المنطقة، وعلى رأس تلك الصعوبات نقل المواشي من مكان إلى آخر.
واجهت مهنة تربية المواشي في المنطقة مشاكل كثيرة، من أبرزها ندرة العلف وعدم توافر المراعي، فضلاً عن ارتفاع الأسعار وعدم وجود جهات داعمة للعاملين في المهنة. كذلك إن اضطرار العاملين إلى المال دفعهم إلى بيع قسم كبير من القطيع الذي يملكونه. وتعيش نسبة كبيرة من المهجرين في المنطقة ضمن خيام هشة غير قادرة على مواجهة الأمطار الغزيرة، وبالتالي لا يتمكنون من الحفاظ على المواشي التي لا تقوى أجسادها على مواجهة البرد والأمطار، وتحتاج إلى حظائر مزودة بالتدفئة ووسائل الحماية.
ويشتكي مربي الأغنام أمين مرجان، في حديث مع "العربي الجديد"، من عدم صلاحية الأراضي في شمال غرب سورية لرعي الأبقار والأغنام، مضيفاً أنّ "المنطقة هنا جبلية غير مناسبة لرعي الأغنام، وسعر الأعلاف مرتفع جداً. لذلك، مصاريف الأغنام لا تتناسب مع الإنتاج، وكله خسارة بخسارة".
وكانت قوات النظام السوري قد دفعت مرجان إلى الهجرة من قرية أم الخلاخيل في ريف إدلب الجنوبي الشرقي إلى مخيم ماميش قرب قرية كفر عروق شمالي محافظة إدلب.
ويشير مرجان إلى عدم وجود مؤسسة أو منظمة تدعم العاملين في الثروة الحيوانية، أو تشرف على صحة الحيوانات ولقاحها، حيث أدى ذلك إلى ترك بعض المربين لهذه المهنة.
من جهته، يقول أبو محمد الذي يعمل في تربية الأبقار ويعيش في المخيم نفسه، إنّ معظم مربي الأبقار من جيرانه باعوا ما لديهم من أبقار وتركوا المهنة "لأنّ من الصعب أن تربي بقرة في خيمة، حيث إن البقرة يمكن أن تهدم الخيمة في أي لحظة وتخرج إلى العراء".
ولفت، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى انتشار مرض حمى الثلاثة أيام الذي يحتاج إلى عزل البقرة المصابة ومتابعة علاجها، وذلك أدى إلى نفوق عدد من الأبقار، في ظل عدم إمكانية الحصول على الأدوية. ويوضح أبو محمد: "الأدوية متوافرة، لكن سعرها مرتفع جداً كارتفاع سعر العلف، لكن حبي للمهنة هو ما يجعلني أتمسك بها". وتعاني عموم المناطق في شمال غرب سورية من صعوبات جمّة، وخاصة في ظل العواصف المطرية والثلجية التي ضربت المنطقة أخيراً، وأدت إلى نفوق في القطعان، والتسبب بخسائر مادية فادحة للمهجرين.