بينما ركز المستثمرون أنظارهم على حزمة الإنقاذ الأميركية وسياسات بايدن الاقتصادية والمالية، وارتفاع عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19، قالت جانيت يلين، المرشحة لمنصب وزارة الخزانة، إنها لن تتدخل في سعر صرف الدولار وستتركه لقوى السوق. وفي أعقاب هذه التصريحات، ارتفع الدولار خلال الجلسة الأوروبية، أمس الاثنين، مستفيداً في ارتفاعه من توجه المستثمرين لشراء عملة الملاذ الآمن وسط ارتفاع الشكوك حول التعافي الاقتصادي العالمي، في الوقت الذي تستمر فيه حالات الإصابة بفيروس كورونا في الارتفاع. وحسب وكالة رويترز، ارتفعت أسعار الذهب والدولار، أمس الاثنين، مدعومة بفرص إقرار حزمة أميركية ضخمة لإنقاذ الاقتصاد الأميركي من تداعيات فيروس كورونا، الأمر الذي طغى على صعود الدولار وعزز من جاذبية المعدن الأصفر كأداة تحوط من التضخم. وارتفع المؤشر الأميركي الذي يقيس أداء سعر صرف الدولار مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1% إلى 90.787، بعد أن كان قد سجل أعلى مستوى له في شهر كامل عند 90.860 في وقت سابق من الجلسة.
ويتوقع خبراء أن تؤكد جانيت يلين، الرئيسة السابقة لبنك الاحتياطي الفيدرالي ومرشحة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لمنصب وزيرة الخزانة، في إفادتها أمام الكونغرس غداً الثلاثاء، على عدم التدخل في سوق الصرف والتزام الولايات المتحدة بسعر صرف الدولار الذي يحدده السوق. وهذا من شأنه التأكيد على أن الولايات المتحدة لن تسعى إلى إضعاف الدولار من أجل الوصول إلى ميزة تجارية تنافسية. ومن المقرر أن تدلي يلين بمثل هذه التصريحات من خلال شهادتها أمام اللجنة المالية بمجلس الشيوخ الأميركي. وحينما سُئلت يلين عن سياسة أسعار الصرف، قالت إنه يجب أن تحدد الأسواق قيمة الدولار والعملات الأخرى، حيث تتكيف الأسواق لتعكس الاختلافات في الأداء الاقتصادي وتعكس بشكل عام وضع الاقتصاد الأميركي.
ولكن التداولات كانت محدودة في أسواق الصرف، بسبب إغلاق الأسواق الاميركية احتفالاً بيوم مارتن لوثر كينغ، كما أن هناك الكثير من الأحداث المقبلة خلال الأسبوع الجاري التي من المتوقع أن تجعل المتداولين يتعاملون بحذر مع الدولار وأدواته. وأظهرت البيانات الاقتصادية الأميركية، التي صدرت يوم الجمعة الماضي، أن مبيعات التجزئة تقلصت بنسبة 1.4% على أساس شهري خلال ديسمبر/ كانون الأول، وهو رقم أسوأ بكثير من التوقعات التي وضعها خبراء الأسواق وبتراجع نسبته 0.1%، وأيضاً أسوأ قليلاً من رقم شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، الذي تراجعت فيه مبيعات التجزئة بنسبة 1.3%، ما يشير إلى أن إنفاق المستهلكين في أكبر اقتصاد في العالم قد تأثر بالانتشار السريع لعدوى كورونا. كما أظهرت بيانات منفصلة كذلك أن مؤشر أسعار المنتجين في أميركا ارتفع بنسبة 0.3%.
بالإضافة إلى ذلك، يتخوف المستثمرون من العنف المحتمل في أميركا خلال حفل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن يوم غدٍ، الأربعاء، وعلى الرغم من الإجراءات الاحترازية العديدة التي اتخذتها السلطات الفيدرالية، خاصة في واشنطن العاصمة، لا يستبعد بعض المحللين أن يتفاقم العنف بسبب ضغط الديمقراطيين لمحاكمة الرئيس دونالد ترامب، في حين أن هناك أيضاً معارضة من الجمهوريين لبعض بنود خطة التحفيز التي أعلن عنها الرئيس المنتخب، وتبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار.
في شأن الذهب، قال ستيفن إينس، كبير استراتيجيي السوق العالمية لدى شركة أكسي لرويترز، إن "سوق الذهب ما زالت مدعومة نسبياً عند هذه المستويات، إذ إن صعود الدولار الأميركي في الوقت الحالي يتعلق أكثر بالبحث عن ملاذ آمن، وليس بتحول ملحوظ صوب دولار أقوى". وتابع أن "التحفيز الأميركي كبير للغاية، وسنحصل على حوالي 1.9 تريليون دولار أو 1.5 تريليون دولار، وكلا التصورين جيد للذهب". وعادة ما تساهم الزيادة في الكتلة النقدية الدولارية في خفض سعر صرف الورقة الخضراء، كما يفاقم هذا التحفيز من الدين الأميركي الذي تجاوز 26 ترليون دولار.
وسجل الدولار ذروته في أربعة أسابيع، وهو ما يزيد كلفة الذهب لحَمَلة العملات غير الدولارية. ويذكر أن الرئيس المنتخب جو بايدن كشف، الأسبوع الماضي، عن حزمة تحفيز مقترحة حجمها 1.9 تريليون دولار لتنشيط الاقتصاد، وقال إنه يريد توزيع 100 مليون جرعة من لقاح كوفيد-19 خلال أول 100 يوم من رئاسته.
(العربي الجديد)