أقرّ مجلس النواب الليبي في جلسة طارئة في مقره بمدينة بنغازي مساء الخميس، ميزانية طوارئ بقيمة 10 مليارات دينار تعادل ملياري دولار، لمعالجة آثار الفيضانات في المناطق المتضررة من العاصفة دانيال التي اجتاحت المدن الساحلية شرقيّ ليبيا، وبخاصة درنة.
وقال الناطق باسم المجلس عبد الله ليحق، عبر اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن مجلس النواب صوّت بالإجماع على إقرار ميزانية طوارئ بقيمة 10 مليارات دينار لمعالجة آثار الفيضانات في المناطق المتضررة.
وشُكِّلَت لجنة برئاسة رئيس مجلس النواب وعضوية محافظ مصرف ليبيا المركزي، وعضوية مندوب عن قوات حفتر تتولى فتح حساب في "المركزي" تودع فيه المخصصات أو المعونات المحلية والدولية والإشراف على صرفها للأغراض المخصصة لها.
وفي سياق متصل، خصصت حكومة الوحدة الوطنية ملياري دينار، ما يعادل 413 مليون دولار لصندوق إعادة إعمار طرابلس وبنغازي، ونصف مليار دينار، ما يعادل 102 مليون دولار للمدن المتضررة، تُصرف عاجلاً.
كذلك خُصِّص مبلغ إيجار شهري للأسر المتضررة، وكُلِّفَت وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق التضامن توفير الاحتياجات الأساسية.
وقال المتحدث باسم إسعاف الطوارئ، أسامة علي، لـ"العربي الجديد": "إن ليبيا لم تكن مستعدة لكارثة كهذه"، حيث سبّب الإعصار "دانيال" الذي اجتاح مناطق شرقيّ ليبيا، الأحد والاثنين الماضيين، دماراً واسعاً على مستوى البنية التحتية، وخلّف موجة نزوح كبيرة.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة في ليبيا، الأربعاء، بأن أكثر من 30 ألف شخص نزحوا بسبب الفيضانات في درنة.
وتابعت أن الأضرار الكبيرة التي لحقت بالبنية التحتية في المنطقة جعلت من الصعب على المجموعات الإنسانية الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة، حيث إن اثنين فقط من نقاط الدخول السبع إلى درنة متاحة الآن.
ودفع هول الدمار الحكومة إلى تكثيف إجراءاتها من أجل مواجهة الكارثة عبر ضخّ أموال طارئة ومساعدات إغاثية بهدف نجدة المتضررين وإزالة آثار الخراب الهائل الذي ضرب مدن شرقيّ ليبيا.
ورغم ذلك، دعت الحكومة إلى تسريع المجتمع الدولي خطواته من أجل تقديم الدعم والمساعدة، لأن حجم الكارثة يفوق قدرات السلطات بسبب الخراب المفاجئ والكبير للعديد من المدن.
وتتمركز حكومة الوحدة الوطنية المدعومة من الأمم المتحدة، بقيادة عبد الحميد دبيبة، في طرابلس شمال غربيّ ليبيا، فيما يسيطر على منافستها الشرقية القائد خليفة حفتر وجيشه الوطني الليبي، الذي يدعم مجلس النواب المتمركز في الشرق بقيادة أسامة حماد.