استمع إلى الملخص
انخفضت عائدات تصدير النفط السعودي إلى 17.7 مليار دولار في يونيو، نتيجة انخفاض أسعار النفط العالمية وقرار المملكة بكبح الإنتاج، مما أثر على جهود تنويع الاقتصاد.
- **تحديات السوق العالمية وتأثيرها على المشاريع السعودية**:
تراجع خام برنت إلى حوالي 76 دولارًا بسبب المخاوف الاقتصادية، مما أجبر المملكة على تقليص أو تأخير مشاريع كبرى مثل مدينة نيوم، رغم استراتيجية خفض الإنتاج.
- **صندوق الاستثمارات العامة وأداء أرامكو**:
ارتفعت عائدات صندوق الاستثمارات العامة بفضل الاستثمارات، ونقلت المملكة حصة 4% من أرامكو للصندوق، مما ساعد في الاقتراب من هدف إدارة تريليون دولار من الأصول بحلول 2025.
انخفضت عائدات تصدير النفط السعودي إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات، بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية بالتزامن مع قرار المملكة العربية السعودية بكبح الإنتاج. وانخفضت مبيعات شحنات النفط السعودي الخام والمنتجات المكررة إلى 17.7 مليار دولار في يونيو/ حزيران، وفقًا لهيئة الإحصاء الرئيسية في البلاد، بنسبة تراجع سنوي تزيد عن 9%، وتقترب من 12% مقارنة بأرقام شهر مايو/أيار.
وتظل عائدات النفط حاسمة للمملكة العربية السعودية، القائد الفعلي لكارتل أوبك وأكبر مصدر للنفط الخام في العالم، وفقاً لـ"بلومبيرغ"، التي قالت إن أموال النفط تدعم حملة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد، باستثمارات ضخمة يتم بثها في كل شيء، من المركبات الكهربائية إلى أشباه الموصلات وكرة القدم.
وقالت "بلومبيرغ" إن جهود بن سلمان تعطلت بسبب انخفاض تدفقات الـ"بترودولار" بعد الطفرة التي شهدتها في عام 2022، عندما أدى غزو روسيا لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار النفط الخام إلى ما يزيد عن 120 دولارًا للبرميل. وأشارت الوكالة إلى أنه في ذلك الوقت، وعلى الأقل لبضعة أشهر، كانت السعودية تتحصّل على مليار دولار من صادرات النفط كل يوم.
ويتداول خام برنت الآن عند حوالي 76 دولارًا، بانخفاض 6.2% منذ بداية العام، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تنامي المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة والصين. واضطرت المملكة إلى تقليص أو تأخير بعض أكبر مشاريعها، بما في ذلك أجزاء من مدينة صحراوية جديدة مترامية الأطراف تُعرف باسم نيوم. وقالت "بلومبيرغ" إن المملكة "فشلت في رفع أسعار النفط باستراتيجيتها المتمثلة في خفض الإنتاج".
ومن المتوقع أن تبدأ أوبك+، التي تضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول وآخرين مثل روسيا، في زيادة الإنتاج في الربع الرابع من العام الحالي. وتقول شركة "بريتيش بتروليوم" إن المجموعة ستكون "متوترة" بشأن هذه الخطة بسبب الضغوط التي تتعرض لها للإبقاء على الأسعار منخفضة.
النفط السعودي وصندوق الاستثمارات العامة
وعلى نحو متصل، قال صندوق الاستثمارات العامة السعودي، صندوق الثروة السيادي في المملكة، إن العائدات ارتفعت العام الماضي مدفوعة بالاستثمارات المحلية والمكاسب من محفظة الاستثمارات الدولية. وارتفعت العائدات السنوية لصندوق الاستثمار منذ عام 2017 إلى 8.7%، مقارنة بنحو 8% قبل عام، وفقاً لتقرير سنوي نُشر يوم الاثنين. وقد تعزز الأداء بفضل ارتفاع الأسواق العالمية في العام الماضي، حيث حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عائداً بنسبة 24% في عام 2023.
وبلغت الأصول المدارة في الصندوق 760 مليار دولار في نهاية العام الماضي، بتحرك المملكة لنقل حصة 4%، بقيمة تزيد على 70 مليار دولار، في أرامكو السعودية إلى إحدى الشركات التابعة لصندوق الاستثمارات العامة في عام 2023، وفقاً لما ذكرته "بلومبيرغ". وفي وقت سابق من هذا العام، نقلت المملكة حصة أخرى بنسبة 8% في أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة، مما ساعدها على الاقتراب من هدف إدارة أكثر من تريليون دولار من الأصول بحلول عام 2025. وتحول الصندوق إلى الربح العام الماضي، وفقاً للحسابات المنشورة في يوليو، حيث حقق 25 مليار دولار من أنشطة الاستثمار، مقارنة بخسارة 11 مليار دولار في العام السابق.
وأرامكو هي شركة النفط الوطنية للمملكة العربية السعودية، وهي شركة نفط وغاز طبيعي مملوكة للدولة، واعتبارًا من عام 2022، أصبحت ثاني أكبر شركة في العالم من حيث الإيرادات، ويقع مقرها الرئيسي في الظهران. وتمتلك أرامكو السعودية ثاني أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام في العالم، بأكثر من 270 مليار برميل (43 مليار متر مكعب)، ولديها أكبر إنتاج يومي للنفط بين جميع شركات إنتاج النفط في العالم، ما جعلها أكبر مساهم في انبعاثات الكربون العالمية بين كل شركات العالم، منذ عام 1965.