ما بين السفر للخارج والاختفاء في الداخل.. الروس يفرون

23 سبتمبر 2022
الآلاف يغادرون موسكو هرباً من التعبئة العامة (العربي الجديد)
+ الخط -

في وسط العاصمة الروسية موسكو تسود حالة من الارتباك بين المواطنين الروس الذين يندرجون تحت قانون التعبئة الجزئية، وسط محاولات منهم للسفر إلى دول مجاورة خارج البلاد، ومن بين هذه الدول جورجيا، أرمينيا، فنلندا، وكازاخستان.

بالفعل هناك من استطاع الخروج إلى دول مجاورة ووصل إلى بر الأمان، على حد قول بعضهم، وهناك من لم يستطع الخروج بسبب الأعباء المادية.

ماكسيم، وهو اسم مستعار لمواطن روسي رفض ذكر اسمه، موجود بالعاصمة موسكو، تحدث لـ"العربي الجديد" قائلاً: "بعد إعلان بيان التعبئة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قمت على الفور بترك عملي والتوجه إلى قرية صغيرة بضواحي موسكو، سأظل هنا حتى يتنهي الأمر. لأ أعرف حتى متى، ولكن أنا هنا في أمان بعيدا عن أعين القوات التي يمكن أن تأخذني للتجنيد الإجباري وتذهب بي للحرب في أوكرانيا".

واشار ماكسيم إلى اعتقاده بـ"أنني سأخسر عملي بسبب هذا التصرف، ولكنني لا أريد الذهاب إلى هناك. أنا لا أريد القتال، سأنتظر راتبي الأخير وسأقتصد في الصرف حتى أستطيع الانتظار هنا لأطول وقت ممكن".

وأضاف ماكسيم، متحدثا لـ"العربي الجديد": "كنت أريد السفر للخارج لأصبح في أمان أكثر، ولكن الوضع المادي لم يساعدني، فراتبي قليل، ولدي ابنة أنا مسؤول عن مصاريفها، بجانب ذلك عندما فكرت في السفر خلال هذه الأيام وجدت ارتفاعا بأسعار تذاكر الطيران بشكل كبير. لا أستطيع أن أشتري تذكرة طيران لأي دولة مجاورة، فجميع التذاكر باهظة الثمن، إضافة إلى أن السفر البري أتوقع أن أجد فيه مخاطر كثيرة بسبب التعامل مع فئات مختلفة من الشرطة والجيش ولا أعلم ماذا سيحدث معي، لذلك سأظل هنا أحاول أن أكون بعيدا عن الأعين".

وفقاً لمحرك البحث غوغل، خلال ساعات بعد إعلان "التعبئة" كان هناك ارتفاع حاد في عدد الأشخاص الذين يبحثون عن "Aviasales" و"إيروفلوت"، وهو محرك مبيعات رحلات الطيران الروسي وشركة الطيران الرائدة في البلاد، لتتضاعف أسعار الرحلات ثلاث مرات عن المعتاد. 

وأظهرت المواقع ووكالات السفر في روسيا زيادة كبيرة في الطلب على الرحلات الجوية إلى وجهات لا يحتاج فيها الروس إلى تأشيرة، مثل صربيا، أرمينيا، والأراضي المحتلة.

وقالت "إيروفلوت" في بيان لها بعد استقبالها العديد من استفسارات المسافرين ووسائل الإعلام: "نود إبلاغكم بأن شركة طيران إيروفلوت تعمل كالمعتاد، ولا توجد أي قيود على مبيعات التذاكر".

في السياق، يقول ستيفين دورلاوف، وهو مواطن روسي ، لـ"العربي الجديد": "دع الجبناء والمتهربين من التجنيد يغادرون ويسافرون خارج البلاد، إنها ليست خسارة كبيرة للجيش، إنهم ليبراليون، بالمناسبة، كيف يفكر هؤلاء الرجال بالعودة لاحقًا؟ الخيار الأفضل أن لا يعودوا للأبد".

وقال الكرملين أمس إن "التقارير عن فرار رجال في سن القتال مبالغ فيها".

ولكن حرس الحدود الفنلندي أعلن أن حركة المرور التي تصل إلى الحدود الشرقية لفنلندا مع روسيا أصبحت "كثيفة" بين عشية وضحاها بعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعبئة عسكرية جزئية، وظلت مرتفعة ولكنها كانت تحت السيطرة.

وأضاف مسؤول حدودي فنلندي أنه عند معبر فاليما الحدودي، على بعد حوالي ثلاث ساعات بالسيارة من ثاني أكبر مدينة في روسيا هي سانت بطرسبرغ، امتدت ثلاثة صفوف من السيارات لمسافة 300-400 متر في حوالي الساعة 1:15 مساء بتوقيت موسكو.

وفي 21 سبتمبر/ أيلول، وقع فلاديمير بوتين مرسوماً بشأن التعبئة الجزئية، وأكد أنه يتحدث عن جنود احتياط لهم خبرة عسكرية ولديهم الاختصاصات العسكرية اللازمة.

 كما أوضح سيرغي شويغو، وزير الدفاع بروسيا، أن "الإجراء ضروري لضمان السيطرة على خط الألف كيلومتر من التماس وضمان أمن الأراضي المحررة" .

ومن المقرر تجنيد إجمالي 300 ألف جندي احتياطي في القوات الروسية، وهو ما يزيد قليلاً عن واحد بالمائة من إجمالي موارد التعبئة فيها.

المساهمون