مائة يوم من العذاب

18 سبتمبر 2014
المصريون ازدادوا فقراً بسبب الأزمات المعيشية المتلاحقة
+ الخط -

 

أنا العذاب..هكذا أطلَّ علينا القائد قبيل انتخابه، ونحن "أحسن من سورية والعراق"، هكذا كانت المبررات الأخيرة التي قدمها مؤيدوه بعد أن قضى في القصر مائة يوم، عجز خلالها عن تحقيق أي إنجاز اقتصادي حقيقي على الأرض.

عندما انتُخب المشير، وفاز فوزاً كاسحاً، هكذا قال مؤيدوه، بَشَّرَنا من حوله أن ازدهاراً اقتصادياً في الطريق وأن الناس ستأكل الشهد، "إنتو مش عارفين إنكم نور عنينا ولا إيه".. ولم لا؟، فالاستقرار السياسي والأمني مسافة السكة وعلى الأبواب، والاستثمارات الأجنبية ستتدفق على مصر، ولن يجد المستثمرون شبراً واحداً لإقامة مشروعاتهم العملاقة، و"يا تلحق يا مستثمر ويا متلحقش".

أما السياحة فلن تعود فقط كسابق عهدها قبل "المؤامرة الأميركية الإخوانية" المسماة بثورة 25 يناير، بل ستدر على مصر 20 مليار دولار، بدلاً من خمسة مليارات "ملطوش"، التي تدرها حالياً، وثلاثة الملايين التي استغنى عنهم قطاع السياحة منذ المؤامرة ستعود ثلاثة أضعافها، وبرواتب خيالية.

والظلام الذي كان يحل في مصر لساعات وربما لدقائق، أيام مرسي، سيختفي إلى الأبد، لأن غزة حوصرت ودمرت أنفاقها. ولم لا؟ "إنتو مش عارفين إنكم نور عنينا ولا إيه"..هكذا خاطب القائد المصريين.

وبما أنه العذاب، كما قال عن نفسه، فإن عذابه لم يتوقف عن إظلام مصر بالكامل في يوم الظلام الأعظم، لكن عذابه امتد إلى الفقراء الذين ازدادوا فقراً، وبات عددهم يقترب من نصف الشعب بل وأكثر، لا يهم، فملايين الفقراء باتوا مقتنعين وراضين بما يقوله الزعيم لأن "مش مش عاوز.. مش قادر أديك"، حتى الأثرياء ازدادوا خوفاً وابتزازاً؛ لرفضهم التبرع لصندوق أسود لا يعرفون "وشه من قفاه".

ولأن "مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا" فقد فُضِّلت مليارات الخليج على العمل والإنتاج.

نتسول نفطاً ومشتقات نفطية فاسدة ومنتهية الصلاحية.. لا يهم، فهم أشقاء لنا يزودوننا بأموال نشتري بها المدرعات والقنابل لقتل جزء من المصريين لا يستحق الحياة، لأنهم كافرون بالنعمة ولا يشكرون الله على الخدمات الجليلة التي يقدمها القائد.

المساهمون