مؤشرات تقلّب أسواق المال العالمية على نار الانتخابات الأميركية

04 نوفمبر 2020
(فرانس برس)
+ الخط -

تتسم تعاملات المستثمرين في أسواق المال العالمية بالحذر والترقب على وقع الانتخابات الأميركية التي يتنافس فيها الرئيس الحالي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، بحيث تشهد مختلف المؤشرات حالة من التقلّب بانتظار نتائج الاقتراع النهائية.

وبرز يوم الأربعاء حث الرؤساء التنفيذيين في "وول ستريت" وقطاع المال على التحلي بالحذر مع عدم وضوح الفائز المتوقع في انتخابات الرئاسة الأميركية في الساعات التي تلت إغلاق مراكز التصويت، ما ينذر بعملية مطولة لعد الأصوات تبقي الأسواق والشركات في حالة ترقب.

ورغم أن ترامب قدّم لقطاع المال إعفاءات ضريبية ضخمة ومكاسب تتعلق بتخفيف القيود التنظيمية، فإن فترته الرئاسية الأولى اتسمت بالضبابية والتقلبات، لا سيما على صعيد التجارة الدولية، بسبب حروب الرسوم الجمركية التي خاضها في غير اتجاه، خصوصاً مع الصين.

وتميل وول ستريت نحو اليسار في الانتخابات الراهنة حيث تفوق المرشح الديمقراطي جو بايدن على ترامب في جمع الأموال من القطاع المالي. وعلى الرغم من أن العديد من الرؤساء التنفيذيين قالوا إنهم لا يدعمون جميع سياسات بايدن فإنهم يرون أنه سيكون من الأسهل توقع خطواته فضلا على أنه سيكون أفضل لصالح البلد.

وتوقع محللون نسبة مشاركة قياسية في التصويت خاصة عبر البريد، وهو ما يعني أن الأمر قد يستغرق أياما لإعلان النتيجة النهائية المؤكدة. ويتأهب كلا الفريقين للطعن في نتيجة الانتخابات.

وقال أنتوني سكاراموتشي المسؤول التنفيذي بأحد صناديق التحوط، الذي قضى 11 يوما مديرا للاتصالات لدى ترامب في 2017، إنه بعد إغلاق العديد من مراكز التصويت على الساحل الشرقي من المرجح أن تكون المنافسة أكثر احتداما عما توقعه في البداية، لكنه لا يزال يتوقع أن يحرز بايدن الفوز. وصوت ساراموتشي للمرشح الديمقراطي في هذه الانتخابات. وأضاف: "نعم يمكنه الفوز وسيكون هذا جيدا للغاية للأسهم".

وصعد المؤشر "ستاندرد أند بورز 500" الواسع النطاق، بنسبة 48.8% خلال فترة رئاسة ترامب، وهو ما يشير إليه الرئيس الحالي في كثير من الأحيان كمقياس للنجاح.

وعلى صعيد وضع السياسات، ركزت إدارة ترامب على خفض الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية وإعادة النظر في وضع الولايات المتحدة في اتفاقيات التجارة الدولية بهدف دعم الصناعات التحويلية المحلية، فيما دعا بايدن لزيادة ضرائب الشركات وتشديد القيود التنظيمية ووضع أقل تنافسية مع الشركاء التجاريين.

الأسهم

هذا وفتحت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية على ارتفاع اليوم الأربعاء، بعد أن صارت نتيجة السباق نحو البيت الأبيض بعيدة عن التوقع، غير أن المستثمرين ما زالوا قلقين من احتمالات النزاع على النتيجة. وصعد المؤشر داو جونز الصناعي 0.12% إلى 27512.83 نقطة، وفتح المؤشر ستاندرد آند بورز 500 على ارتفاع 1.11% إلى 3406.46 نقاط، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 2.54% إلى 11443.78 نقطة.

في غضون ذلك، تراجع العجز التجاري للولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول في ظل زيادة صادرات المواد الغذائية والسلع الرأسمالية، غير أن إجراءات الإغلاق الجديدة في أوروبا لإبطاء انتشار فيروس كورونا تحد من تحقيق المزيد من التحسن. وقالت وزارة التجارة إن العجز التجاري انخفض 4.7% إلى 63.9 مليار دولار في سبتمبر/أيلول.

وفي أوروبا، أغلقت الأسهم على مكاسب قوية الأربعاء، إذ قلص المستثمرون الرهانات على اكتساح ديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية بعدما بدا أن الفارق في السباق أقل بكثير مما توقعته استطلاعات الرأي.

وبعد نزوله بما يصل إلى 1.3% في وقت سابق من الجلسة، صعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 2.1%، في حين ربح المؤشر داكس الألماني 2% وارتفع المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 1.7%.

وحققت الأسواق الأوروبية مكاسب في وقت سابق هذا الأسبوع بدعم توقعات بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن مما يؤدي إلى علاقات تجارية أفضل مع واشنطن وحزمة تحفيز مالي أكبر للاقتصاد المتضرر من فيروس كورونا.

وفي طوكيو، ارتفعت الأسهم اليابانية الأربعاء، فيما تتابع الأسواق بحذر نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، بينما كانت المكاسب محدودة. وصعد المؤشر نيكاي 1.72% ليغلق على 23695.23 نقطة متخليا عن جزء من مكاسبه المبكرة التي تجاوزت 2% ليلامس أعلى مستوى منذ فبراير/شباط. وكسب المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 1.2% إلى 1627.25 نقطة، وفقا لبيانات "رويترز".

العملات

وفي أسواق العملة، قفز الدولار الأميركي وضعفت العملات الشديدة التأثر بالمخاطرة اليوم الأربعاء، فيما تظهر نتائج مبكرة للانتخابات الرئاسية الأميركية تقاربا شديدا في السباق. وقال شينيتشيرو كادوتا في "باركليز" إن "هذه بالتأكيد ليست الموجة الزرقاء التي كان يتحدث عنها البعض"، في إشارة إلى تصور عن فوز الديمقراطيين بسهولة في البيت الأبيض ومجلسي النواب والشيوخ.

وبالنسبة للعملات الرئيسية، نزل اليورو بما يصل إلى واحد في المائة لمستوى منخفض لم يشهده منذ أواخر يوليو تموز، وسجل في أحدث تعاملات 1.1665 دولار منخفضا 0.45% خلال اليوم.

وفقد الدولار الأسترالي 0.6% ونزل إلى 0.7120 دولار أميركي بينما نزل الجنيه الإسترليني 0.5% إلى 1.2983 دولار. وفقد الدولار الكندي 0.7% ونزل إلى 1.3225 دولار كندي أمام نظيره الأميركي. وتراجعت كل هذه العملات أكثر من 1% لبعض الوقت.

وتراجع الين الياباني 0.35% ليهبط إلى 104.87 مقابل الدولار. وكسب مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من العملات 0.3% إلى 93.82.

الذهب

وفي سوق المعادن الثمينة، انخفضت أسعار الذهب الأربعاء، إذ ارتفع الدولار بعد نتائج أولية للانتخابات الرئاسية الأميركية أظهرت تقاربا شديدا يفوق المتوقع، مع فوز ترامب في فلوريدا وتقدمه في عدة ولايات أخرى متأرجحة.

سعر أونصة الذهب انخفض في المعاملات الفورية 0.5% إلى 1898.97 دولاراً بحلول الساعة 6:42 بتوقيت غرينتش، ليقلص خسائر بأكثر من 1% تكبدها في وقت سابق بعد أن استغل بعض المستثمرين انخفاض السعر لشراء المعدن الأصفر. وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5% إلى 1900.20 دولار.

كايل رودا، المحلل لدى "آي.جي ماركتس"، قال إن "السوق تفقد الثقة في مسار واضح لفوز بايدن في الوقت الراهن... نشهد تراجعا في التداولات استنادا إلى فوز بادين والتأثير الكبير لذلك أننا نرى الدولار يرتفع".

وفي حال فوزه، من المتوقع أن يضخ بايدن تحفيزا أكبر في الاقتصاد الذي تعصف به جائحة فيروس كورونا، فيما يُعتبر الذهب تحوطا في مواجهة التضخم وانخفاض العملة، وهو ما ينتج عادة عن تحفيز كبير.

وبالنسبة للمعادن الثمينة الأخرى، نزلت الفضة 1.7% إلى 23.75 دولاراً، وتراجع البلاتين نحو 1% إلى 858.38 دولاراً، وهبط البلاديوم 0.5% إلى 2270.78 دولاراً.

النفط

في قطاع الطاقة، تحول النفط إلى الارتفاع الأربعاء، بعد هبوطه في بداية التعاملات، حيث ارتفع سعر البرميل أكثر من 2% بعدما زعم ترامب فوزه في الانتخابات الشديدة التقارب رغم عدم الانتهاء من فرز ملايين الأصوات وبعد بيانات أظهرت نزولا كبيرا في مخزونات الخام الأميركية، علماً أن فوز ترامب يُعد داعما للنفط بسبب العقوبات على إيران ودعمه لتخفيضات أوبك النفطية التي تقودها السعودية لدعم الأسعار.

وصعد خام غرب تكساس الوسيط 80 سنتا، بما يعادل 2.1%، إلى 38.46 دولاراً بحلول الساعة 16:13 بتوقيت غرينتش. وزاد خام برنت 92 سنتا، أو 2.3%، إلى 40.63 دولار.

وانخفضت أسعار النفط أكثر من 10% الأسبوع الماضي، مع زيادة الإصابات بفيروس كورونا وفرض مزيد من القيود على الحركة مما أضر بآفاق الطلب. وعوضت أسعار النفط هذه الخسائر تقريبا في مكاسب على مدار 3 أيام هذا الأسبوع قبل الانتخابات.

ودعمت الأسعار في وقت سابق بيانات معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء والتي أظهرت انخفاضا حادا للمخزونات الأسبوع الماضي، بينما زادت مخزونات البنزين. ونزلت مخزونات الخام الأميركية 8 ملايين برميل في الأسبوع الماضي لحوالي 487 مليون برميل حسب المعهد.

ودعم الأسعار أيضا إعلان الجزائر عضو "أوبك" تأييدها تأجيل زيادة مزمعة في إنتاج "أوبك+" النفطي في يناير/كانون الثاني، بعد تلميح وزير الطاقة الروسي إلى إمكان ذلك من خلال اجتماعه مع شركات النفط بالبلاد.

ومن المقرر أن تقلص "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا، في إطار مجموعة "أوبك+"، حجم التخفيضات البالغة 7.7 ملايين برميل يوميا، بنحو مليوني برميل يوميا اعتباراً من يناير/كانون الثاني. وقالت مصادر إن "أوبك" وروسيا تدرسان تعميق تخفيضات النفط في العام المقبل لدعم الأسعار.

والأربعاء، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبطت بشكل كبير في الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت مخزونات البنزين وانخفضت مخزونات نواتج التقطير. وتراجعت مخزونات الخام 8 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 30 أكتوبر/تشرين الأول مقارنة بتوقعات محللين في استطلاع لرويترز لزيادة 890 ألف برميل.

وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينج بولاية أوكلاهوما زادت 936 ألف برميل. كما أفادت بأن استهلاك الخام في مصافي التكرير زاد بمقدار 164 ألف برميل يوميا. وارتفعت معدلات تشغيل المصافي 0.7 نقطة مئوية.

المساهمون