ليبيا: أزمة البنزين تتجدّد في طرابلس

01 أكتوبر 2021
الحكومة تؤكد اقتراب حل مشكلة نقص الوقود (محمود تركيا/فرانس برس)
+ الخط -

تجددت في العاصمة الليبيّة طرابلس وضواحيها أزمة نقص الوقود، إذ أغلقت معظم المحطّات أبوابها، مع تدنّي كميات البنزين المتوافرة، وفي المقابل، طمأنت شركة البريقة المواطنين بأنّ الأزمة في طريقها إلى الحل.

وتصطفّ طوابير طويلة من السّيّارات مند ساعات الفجر الأولى يومياً أمام محطّات الوقود لغرض الحصول على بضع لترات من البنزين، فيما لا يوجد وقود بشكل كاف في ضواحي طرابلس والمناطق النّائية منذ أكثر من أسبوع.
يرجع سبب نقص الوقود في المحطّات لروايتين، أولاهما الرّسميّة لشركة البريقة التي تنفي نقص البنزين وتقول عبر بيانات لها إنّ هناك مخزونا يكفي المستهلكين.

تصطفّ طوابير طويلة من السّيّارات مند ساعات الفجر الأولى يومياً أمام محطّات الوقود لغرض الحصول على بضع لترات من البنزين

أما الرواية الثانية، فتؤكد أنّ سبب الأزمة يتمثل في تأخّر نواقل البنزين عبر الموانئ وتحمّل إدارة شركة البريقة والمؤسّسة الوطنيّة للنّفط المسؤوليّة، حسب تصريحات رئيس جمعيّة نقل النّفط ومشتقّاته توري المنقوش، لـ"العربي الجديد".
المنقوش أوضح أنّ سبب شح الوقود في المحطّات يرجع إلى النّقص الحاصل في توريدات البنزين للموانئ اللّيبيّة.

وقال: لا توجد أيّ إشكاليّة مع سيّارات نقل المشتقّات النّفطيّة وهي تعمل بشكل طبيعيّ لنقل البنزين للمحطّات، ولكنّ في الفترة الأخيرة لا يوجد بنزين لدى الشّركة وجلّ المحطّات مغلقة.

ومن جانبه، قال رئيس شركة البريقة لتسويق النّفط إبراهيم بوبريدعة، خلال اتّصال هاتفيّ مع "العربي الجديد"، إنّ الأزمة في طريقها للحلّ، وأن الشّركة لديها مخزون يقدر بنحو 65 مليون لتر من البنزين يكفي جميع المحطّات ولا داعي للهلع.

ورداً على سؤال بشأن سبب تأخير نواقل البنزين من الخارج، قال إنّ هناك سوء تنسيق حصل في بعض النّواقل، وقد وضعنا خططاً بديلة من أجل تغذية جميع أنحاء البلاد، مشيراً إلى أن نواقل البنزين تصل تباعا لموانئ مصراتة وطرابلس وبنغازي لمعالجة النّقص الحاصل.

وحسب بيانات رسميّة شهريّة لشركة البريقة لتسويق النّفط، فإنّ ليبيا تستهلك شهريّا 540 مليون لتر من البنزين.

رئيس شركة البريقة لتسويق النّفط، لـ"العربي الجديد": الأزمة في طريقها للحلّ، والشّركة لديها مخزون يقدر بنحو 65 مليون لتر من البنزين

وخصّصت حكومة الوحدة الوطنيّة 3 مليارات دولار لدعم المحروقات عبر الموازنة المقترحة في 2021. وتدعم ليبيا البنزين بشكل كبير، حيث يباع بسعر زهيد (0.15 قرش للّتر الواحد). ويبلغ سعر الدولار 4.48 دنانير.

ويقول وليد اللّافي، وهو صاحب محطّة وقود بمنطقة الفرناج، لـ"العربيّ الجديد"، إنّ البنزين غير متوفّر للمحطّة منذ ما يقرب من أسبوع والمواطن ينتظر فترة طويلة حتى يحصل على الوقود.

وأضاف: "في الأوقات الطّبيعة توجد كلّ يوم نواقل وقود للمحطّات والآن لا يوجد أيّ شيء".

وفي مدينة الزّاوية (40 كلّم غرب طرابلس)، يصرّح تاجر البنزين في السّوق الموازي علي الأحرش بأنّ سعر لتر البنزين ارتفع خلال اليومين الماضيين إلى دينار ونصف دينار في السوق السوداء بعد النّقص الحاصل في المحطّات.

ومن جهته، أكّد المواطن محمّد الطّارقي، من مدينة غات بالجنوب اللّيبيّ، أنّ البنزين غير متوفر في المحطّات وسعر اللتر ارتفع كثيرا في السّوق الموازي.
وحسب مراقبين، تعاني ليبيا، وهي من أهمّ منتجي النّفط في أفريقيا، من أزمات وقود متلاحقة بفعل تهريب كميات هائلة من الوقود لدول مجاورة عبر الشّحن البحريّ أو البرّيّ، استغلالا للدّعم السّخيّ الذي تقدّمه الحكومة لهذه السّلعة.

المساهمون