تعتبر جزيرة كورسيكا، الفرنسية الواقعة في البحر المتوسط، واحدة من من أكثر الجزر جذباً للزوار، سواء لمحبي اللهو واللعب والتسلية، أو لمحبي التراث والثقافة، على اعتبار أنها مسقط رأس القائد الفرنسي نابوليون بونابرت.
تقع هذه الجزيرة الصغيرة غربي إيطاليا، وتحديداً في شمال جزيرة سردينيا، وجنوب شرقي فرنسا، موقعها الجغرافي هذا بين فرنسا وإيطاليا خلق لها مكانة خاصة في قلوب الأوروبيين، وحتى السياح، إذ تساعدهم أجواء الفرح الإيطالية الممزوجة بأجواء الرومانسية والذوق الفرنسي، في خوض تجربة عفوية وحيوية في أن معاً، فمن زارها مرة واحدة اعتاد على زيارتها مراراً.
تحتوي الجزيرة على ما هو أكثر من مجرد شواطئ مبهجة، سيجد عشاق الأدرينالين ملعباً للأنشطة من التزلج الشراعي والتجديف إلى تسلق الصخور.
تنطلق المغامرات منذ أن يصل الزائر إلى العاصمة أجاكسيو، نظراً لما تحمله من أسرار رياضية وترفيهية مثيرة.
نشاطات يومية
ما يميز السياحة الشاطئية هو دعوة الجميع لتجربة هذه الرياضات، بسبب تنوع المدارس التدريبية المختصة بكل نوع من هذه الألعاب الرياضية المسلية.
حتى وإن لم تكن على سبيل المثال، على دراية كاملة بركوب الأمواج، يمكن ممارسة ساعات من التدريب حتى تنطلق في تجربة فريدة، والأهم أن الأسعار تنافسية لا تتخطى 45 دولاراً.
لا تنهي الرياضات الشاطئية هنا، إذ إن هواة التحليق مع الطائرات الشراعية، سيجدون فرصتهم، وتُفضَّل زيارة موقع Plage de Piantarella ، أو التوجه إلى جزر لافيزي الشاعرية، لخوض هذه التجربة.
رحلات برية أيضاً
ومحبو تسلق الصخور والمشي لمسافات طويلة، عليهم التوجه إلى كالفي، وهي نقطة الانطلاق لمغامرات لمدة نصف يوم في مسار Via Cordata الأكثر ملاءمة للعائلات في كورسيكا، يكفي التنزه هناك لتحفيز الأدرينالين.
فسواء أكنتم عائلة أو أشخاصاً بمفردكم، يمكنكم الاستمتاع بالسير على كورنيش Via cordata، أو حتى استئجار دراجة هوائية والتقاط الصور الفوتوغرافية.
التراث والثقافة
يتكون قلب باستيا التاريخي من حيين متميزين: تيرا فيكيا، وهو الحي الذي يحيط بالميناء الأصلي الصغير للمدينة، وحي تيرا نوفا، وهو الممتد في الجزء الجنوبي للمدينة، حيث تسيطر قلعة تاريخية، تتميز بجدرانها العالية، والتي كانت يوماً مقراً لملوك القرن السادس عشر. تم بناء القلعة في القرن الخامس عشر، وهي نموذج حي للفن الأوروبي في تلك الحقبة الزمنية، ويقصدها الكثير من مهندسي العمارة والفن التشكيلي.
السر في الطعام
يستلهم أسلوب الطبخ في كورسيكا، الذوق الإيطالي مع لمسة فرنسية ذواقة، وهي ميزة لا يمكن أن تجدها سوى في الجزيرة. كما يحاول سكان المدينة الاعتماد أيضاً على الفواكه والخضروات بشكل لافت، فلا تتعجب إن قُدِّم إليك طبق من السمك مع الفراولة والأناناس، أو أطباق اللحوم مع التفاح.
إضافة إلى ذلك، تشتهر المدينة بتقديمها الكثير من الأطباق الجاهزة، أو كما يطلق عليها "المؤنة"، فهناك خيارات واسعة من المربيات، الفاكهة المجففة، وأنواع مختلفة من الشوكولا التي تشكل خياراً رائعاً كنوع من الهديا التذكارية.
محبو التسوق أيضاً، ستكون الفرصة أمامكم لزيارة المحال التجارية خاصة في الأحياء الشعبية، حيث يسعى السكان إلى تقديم المنتجات اليدوية، من الثياب والحلي، وصولاً إلى أواني المنزل الفخرية، والتحف الفنية، لذلك يحرص الزوار على تخصيص يوم كامل لزيارة المتاجر القديمة والاستمتاع بالمنسوجات والبضائع البسيطة والأنيقة معاً.