لقاحات كورونا تنعش أسواق الأسهم والنفط والألماس

09 فبراير 2021
توقعات بعودة الطلب على الألماس إلى مستويات ما قبل الجائحة (أنجيلا فايس/فرانس برس)
+ الخط -

سادت حالة من التفاؤل الأسواق العالمية على خلفية استمرار طرح مزيد من لقاحات كورونا، والاتجاه الهبوطي للإصابات بالعديد من الدول وأبرزها الولايات المتحدة الأميركية. واتجهت أسواق الأسهم والنفط والمعادن النفيسة نحو الارتفاع، أمس الإثنين، وسط توقعات بتحقيق مزيد من المكاسب في حال استمرار موجة التعافي من فيروس كورونا في العديد من دول العالم، ومنها أميركا. 
وأكد مراقبون أن تواصل حملات التلقيح أشاع حالة من الثقة لدى المستثمرين في مختلف المجالات بعودة الأنشطة الاقتصادية إلى معدلاتها الطبيعية خلال الفترات المقبلة، ما أدى إلى تحريك الأسواق في الاتجاه الإيجابي.
وحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية، تراجع مقياس النفور من المخاطرة العالمية إلى أدنى مستوياته منذ تفشي الوباء لأول مرة في العام الماضي. ووفقاً لأحدث الإحصائيات أمس، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا على مستوى العالم 106.19 ملايين شخص. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر/ كانون الأول 2019.

انتعاش الأسهم
شهدت البورصات الأوروبية والآسيوية صعودا لافتاً في ظل تفاؤل المستثمرين بتراجع إصابات كورونا. وقفزت الأسهم اليابانية، أمس الاثنين، ليبلغ المؤشران نيكي القياسي وتوبكس الأوسع نطاقا أعلى مستوياتهما في 30 عاما، إذ رفعت نتائج قوية ثقة المستثمرين حيال تعافي الاقتصاد من الجائحة. 

وقفز مؤشر نيكي 2.12% إلى 29388.50 نقطة، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس/ آب 1990، في حين تقدم مؤشر توبكس 1.75% مسجلا 1923.95 نقطة، المستوى الأعلى منذ يونيو/ حزيران 1991. رفع ذلك إجمالي القيمة السوقية للشركات المدرجة بالسوق الرئيسية لبورصة طوكيو إلى مستوى قياسي بلغ 712 تريليون ين (6.75 تريليونات دولار)، وفقا للبورصة.
وفي هذا السياق، قال مدير استثمارات اليابان لدى كريدي سويس للأنشطة المصرفية الخاصة سويتشيرو ماتسوموتو: "في ظل توزيع اللقاحات وتراجع عدد إصابات كوفيد-19 اليومية، فإن توقعات عودة الأوضاع الطبيعية في الاقتصاد تتزايد". 
وحسب بلومبيرغ، ارتفع مؤشر توبكس أكثر من 6% هذا العام، متفوقًا على المؤشرات الأميركية والعالمية، وساعده جزئيًا التركيز على الأسهم الدورية وسط آمال بإعادة فتح الاقتصاد.
وقال كبير مديري الصناديق في إحدى الشركات، هو ناوكي فوجيوارا: "مع ظهور أكثر من نصف النتائج، فإن أكثر من 68% من الشركات في توبكس تجاوزت التوقعات، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ".
كما ارتفعت الأسهم الأوروبية، أمس، بعد تحقيق أفضل مكاسبها الأسبوعية في نحو ثلاثة أشهر، حيث عززت ديالوج لأشباه الموصلات قطاع التكنولوجيا، بينما تواصلت الآمال حيال تعاف اقتصادي أسرع على خلفية التوزيع العالمي للقاحات. 
وقالت رينيساس إلكترونيكس وديالوج إنهما اتفقتا على أن يشتري صانع الرقائق الياباني شركة تصميم الرقائق المدرجة في فرانكفورت مقابل 4.9 مليارات يورو (5.90 مليارات دولار) نقدا. 
وصعد المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4%، بعد مكاسب بلغت 3.5% خلال الأسبوع الماضي. واستهلت الأسواق العالمية الأسبوع الجاري بقوة، بينما يرقب المستثمرون حزمة الإغاثة الأميركية من كوفيد-19 البالغة قيمتها 1.9 تريليون دولار والتي من المتوقع أن يقرها المشرعون هذا الشهر.
ويضغط الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل إجراء ضخم للإغاثة الاقتصادية بقيمة 1.9 تريليون دولار، ما أثار تعليقات بعض المراقبين، مثل وزير الخزانة السابق لاري سمرز، الذي تساءل حول حجم الحزمة ومخاطر التضخم، وفقا لبلومبيرغ.

ارتفاع أسعار النفط
انعكست حالة التفاؤل بين المستثمرين على أسواق الذهب الأسود، إذ ارتفعت العقود الآجلة لنفط برنت فوق 60 دولارا للبرميل، أمس، للمرة الأولى منذ نحو عام، في ظل تراجع الإصابات بكورونا، ما ينبئ بزيادة الأنشطة الاقتصادية، بالإضافة إلى الاستعداد لمزيد من التحفيزات الأميركية التي ترفع حالة انتعاش المعنويات بالسوق، بعد نجاح مجلس الشيوخ الأميركي في تمرير قرار الميزانية.

طاقة
التحديثات الحية

وتوقع بنك غولدمان ساكس، الأسبوع الماضي، بلوغ سعر برميل برنت 65 دولارا بحلول النصف الأول من العام الجاري، بسبب تراجع معروض الخام عالميا.
ولامست أسعار النفط الخام أمس مستوى 60 دولارا لبرنت، أعلى مستوى خلال عام، مع ظهور مؤشرات لانتعاش الطلب، والشتاء البارد الذي يضرب أوروبا منذ أسابيع.
وتلقت الأسعار دفعة قوية مطلع الشهر، مع تنفيذ السعودية خفضا طوعيا في الإنتاج، بمقدار مليون برميل يوميا، يستمر حتى نهاية مارس/ آذار المقبل.
وتعهدت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بتخفيض الإنتاج في فبراير/ شباط، ومارس/ آذار، لتجنب أي فائض إنتاج من دول أوبك أو دول الحلفاء، ويأتي هذا في أعقاب ما تعرض له الطلب العالمي من ضربة قوية بسبب الإجراءات الحكومية للإغلاق لوقف تفشي كورونا.

الألماس والذهب
توقع تقرير موّله مركز أنتويرب العالمي للألماس، أن يتعافى الطلب على الحُلي المصنعة من الأحجار الكريمة ليعود إلى مستويات ما قبل الجائحة بين 2022 و2024، في انتعاش ستقوده الصين. وقال التقرير الذي أعدته مجموعة باين للاستشارات، إن تعافي الطلب على الألماس سيختلف وفقا لسياسات الإغلاق الشامل والدعم الحكومي وإلى أي مدى سيتمكن التجار من التحول إلى البيع عبر الإنترنت. وأشار التقرير إلى أن قطاع الألماس كان يعاني بالفعل من ضغوط قبل 2020 لكنها تفاقمت بسبب الجائحة، غير أنه في وضع جيد للتعافي.
وفي السياق نفسه، ارتفعت أسعار الذهب، أمس، حيث عززت بيانات ضعيفة للوظائف الأميركية الآمال حيال مزيد من التحفيز المالي وضغطت على الدولار، وإن كان ارتفاع عوائد أدوات الخزانة قد حد من مكاسب المعدن. وصعدت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.1% في التعاملات المبكرة، أمس.

المساهمون