جورج كورتز: رئيس شركة تسببت بالعطل التكنولوجي العالمي
استمع إلى الملخص
- **مسيرة جورج كورتز المهنية**: يتمتع كورتز بخبرة طويلة في الأمن السيبراني، عمل في شركات بارزة وألف كتاب "Hacking Exposed". أسس كراودسترايك في 2012، وحققت الشركة نجاحًا كبيرًا بإيرادات بلغت 2.24 مليار دولار في يناير 2022.
- **تداعيات العطل على كراودسترايك وكورتز**: العطل أدى إلى فقدان سهم كراودسترايك 11.10% من قيمته، وخسر كورتز 300 مليون دولار من ثروته. الانتقادات وجهت إليه بسبب حادث مشابه في 2010 عندما كان في McAfee.
دفع العطل التكنولوجي الذي عرفه العالم يوم الجمعة الماضي، الرئيس التنفيذي لشركة كراودسترايك CrowdStrike جورج كورتز إلى الواجهة. وأعرب كورتز الخبير في الأمن السيبراني والبالغ من العمر 59 عاماً، عن اعتذاره من كل مؤسسة وكل مجموعة وكل شخص طاله الضرر بعد العطل غير المسبوق الذي أفضى إلى اضطرابات ضخمة في خدمات شركات طيران ومصارف ومؤسسات مالية وغيرها من المرافق.
الشركة صرحت بأن العطل نجم عن تحديث برنامج مضاد للفيروسات، حيث أثر ذلك على مستخدمي برنامج كراودسترايك فالكون في العديد من دول العالم، غير أن كورتز لم يكتف بالاعتذار، بل عاد ليحذر من زيادة محاولات الاحتيال والتصيد الالكتروني عقب العطل.
فقد صرّح بأن هناك من يستغلون أحداثاً كهذه، في إشارة إلى أن أشخاصاً قد يتدخلون ويعرضون المساعدة لإعادة تشغيل حواسيب، ويسعون إلى الحصول على معلومات شخصية أو تفاصيل بطاقات الائتمان، داعياً إلى التواصل فقط مع ممثلي كراودسترايك.
الرئيس التنفيذي الذي يعرّفه الموقع الإلكتروني لشركته ومقرها الرئيسي في أوستن الأميركية، بأنه "خبير أمني ومؤلف ورجل أعمال"، سعى إلى التأكيد على أن الأمر لا يتعلق بحادث أمني أو هجوم إلكتروني، بعدما تدفقت التعليقات المشككة والميالة إلى نظرية حصول هجوم سيبراني أدى إلى الخلل.
مسيرة جورج كورتز
ولدى كورتز خبرة طويلة في مجال الأمن السيبراني، فقد عمل في العديد من الشركات البارزة مثل McAfee، وراكم تجربة كبيرة بعد تخرجه من جامعة سيتول هول، بعدما التحق بشركة الاستشارات "برايس ووترهاوس" PWC وشركة إرنست أند يونغ، حيث احتل مناصب لها علاقة بالأمن السيبراني. انخرط قبل 25 عاماً في عالم التأليف، حيث أصدر بمعية ستيوارت مكلور وجويل سكامبراي، كتاباً بعنوان Hacking Exposed، حيث بيعت 600 ألف نسخة من كتابه وتُرجم إلى أكثر من ثلاثين لغة.
وبعدما تولى في شركة McAfee، منصب نائب الرئيس ومنصب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا، زعم أن عدم مواكبة الشركة للسرعة التي تعرفها التهديدات السيبرانية، دفعته إلى تأسيس كراودسترايك. كان شعار الشركة التي أطلقها في عام 2012 بمعية ديمتري ألبيروفيتش "نوقف الخروقات"، وذلك بعد الحصول على تمويل بنحو 25 مليون دولار، قبل أن تطرح للاكتتاب العام في 2019، لكي تصل إيراداتها إلى غاية يناير/كانون الثاني من العام الماضي إلى 2.24 مليار دولار.
وقد تعرف الأميركيون على الشركة في 2016 عندما أُسندت إليها مهمة التحقيق في تسرب رسائل البريد الإلكتروني للجنة الوطنية الديمقراطية، حيث توصلت إلى وجود محاولات استخبارية روسية لاختراق مؤسسات أميركية مثل البيت الأبيض وهيئة الأركان المشتركة ووزارة الخارجية.
وساعدت السمعة الجيدة لفرق التحقيق في حصول الشركة على عقود عديدة لدى شركات كبيرة، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، وهو ما يفسر حجم تأثيرات العطل المعلوماتي الذي مس كبرى المرافق الاقتصادية في العالم. يعتبر كورتز الذي يمتلك 5% من أسهم الشركة، من بين الأشخاص الذين يحصلون على أعلى الإيرادات الشخصية في العالم، حيث بلغت 230 مليون دولار في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وهو في الوقت نفسه سائق في فريق سباق سيارات يحظى برعاية الشركة التي يرأسها. يعيش جورج كورتز الذي لم يولد في أسرة ثرية، في بارادايس فالي في ولاية أريزونا مع زوجته وطفله.
وقد فقد جرّاء العطل المعلوماتي 300 مليون دولار من ثروته، التي انتقلت من 3.2 مليارات دولار إلى 2.9 مليار دولار، حسب تقديرات فوربس. يرى مراقبون أن حجم العطل المعلوماتي له تداعيات كبيرة على الشركة، التي فقد سهمها الجمعة 11.10% من قيمته.
يلاحظ موقع "بيزنس إنسايدير" أن الانتقادات بعد العطل وجهت إلى الرئيس التنفيذي كورتز، محيلاً إلى تدوينة للمحلل إنشيل ساغ الذي يعود بذاكرة متابعيه على موقع X إلى إبريل/نيسان 2010، حيث يقول إن شركة McAfee، واجهت خلال تشغيل نظام Windows XP، عطلاً طاول الملايين من أجهزة الكومبيوتر. ويشير ذلك المحلل المتخصص في صناعة التكنولوجيا، إلى أن المدير في شركة McAfee حينها لم يكن سوى جورج كورتز، الرئيس التنفيذي الحالي لكراودسترايك، مؤكداً أن ذلك الحادث كلف McAfee كثيراً في تلك الفترة.
