لبنان: حريق ضخم بخطّ أنابيب نفط كركوك – طرابلس نتيجة "تخريب مجهول"

14 نوفمبر 2020
يعول لبنان على التنقيب عن النفط والغاز لحل أزمته الاقتصادية (فرانس برس)
+ الخط -

اندلع حريقٌ كبير في أنبوبٍ لنقل النفط بمنطقة العبدة شمال لبنان، نتيجة اعتداء مجهولين ليل أمس الجمعة، قاموا بإحداث ثقوبٍ عدّة في خطّ أنابيب نفط "كركوك - طرابلس"، علماً أنّ الأنابيب متوقّف الضخّ عبرها منذ سنين طويلة.
وأضرمت النيران في المواد النفطية المتسرّبة، مما شكّل حالة من الهلع والخوف مع ارتفاع أعمدة الدخان، وخطورة الوضع الذي قد يتفاقم الى حدّ الكارثة التي بات اللبنانيون يترقّبونها مع كلّ حادث قادر بسرعة على إعادة شريط انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/ آب الماضي.

 

وعلى الفور، توجهت فرق الدفاع المدني إلى المكان لإخماد النيران، وحضرت الأجهزة الأمنية التي فتحت تحقيقاً بالحادث.
من جهتها، أوضحت المديرية العامة للنفط في بيان اليوم السبت، أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها التعدي على خط الغاز والنفط في منطقة الشمال بهدف السرقة التي تندرج في إطار القرصنة الواضحة لأملاكٍ عمومية رغم الدوريات المستمرة ليلاً نهاراً لموظفي المنشآت وإجراء ما يلزم من صيانة وقائية منعاً لوقوع أي خطأ تقني غير محسوب.

 

ووجه النائب عن الشمال، وهبة قاطيشه، سؤالاً إلى وزير الطاقة في تغريدة على حسابه عبر تويتر، قائلاً إن "خط نفط كركوك - طرابلس أقفله النظام السوري عام 1982 بطلب إيراني. الآن يشب حريق في هذا الخط المقفل في منطقة العبدة. فمن أين أتى النفط؟ وبأي اتجاه؟ ولمصلحة من؟".

 

وشكّل خطّ الأنابيب في مراحل ماضية مدار بحثٍ وتفاوضٍ، خصوصاً بين لبنان والعراق وسورية، دخلت على خطّه روسيا أيضاً، بهدف إعادة تشغيله وهو الذي يربط كركوك العراقية وعاصمة شمال لبنان طرابلس.

وتطرّق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري خلال زيارةٍ رسمية قام بها إلى العراق عام 2019 إلى أهمية إعادة تشغيل الخطّ النفطيّ.
وكان ثمة تشديد من رئيس الحكومة العراقية السابق عادل عبد المهدي على أهمية العلاقة الثنائية بين البلدين، وما يمكن أن يقدّمه لبنان للعراق، وكذلك يستطيع العراق أن يقدّم للبنان.

الرئيس بري في العراق بزيارة رسمية: تهنئة العراق بالإنتصار على الإرهاب وتأكيد على الوحدة وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري...

تم النشر بواسطة ‏‎Nabih Berri‎‏ في الأحد، ٣١ مارس ٢٠١٩

 

ووقع لبنان العام الماضي عقداً مع شركة "روسنفت" الروسية يمتد عشرين عاماً بهدف تطوير منشآت تخزين نفط في ميناء طرابلس شمال لبنان، وأكد يومها وزير الطاقة والمياه آنذاك سيزار أبي خليل أن الاتفاق يسمح بإعادة تطوير منشآت نفط في طرابلس، وأن بلاده تنسق مع سورية والعراق ومصر بشأن إعادة تشغيل خطوط الغاز والنفط الموجودة في المنطقة.
في حين، اعتبر رئيس الشركة الروسية، إيغور سيتشين، أن العقد يسمح لـ"روسنفت" بتعزيز وجودها في الشرق الأوسط.
وكان لبنان قد وقَّع في فبراير/ شباط 2018 أول عقد لاستكشاف واستخراج النفط من المياه الإقليمية مع تحالف شركات "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية و"نوفاتيك" الروسية.

ويعلق لبنان آمالاً كبيرة على "التنقيب" عن ثروته النفطية والغازية كفرصة للنهوض من أسوأ أزمة اقتصادية يعيشها، ومرجح تفاقمها في حال لم تشكل الحكومة الجديدة ولم تمضِ ببرنامج إصلاحي يعيد الدعم الفرنسي والدولي إليها.

 

وقالت المحامية والدكتور في القانون ريان عساف عام 2014، في تقرير أعدته لمجلة الجيش اللبناني إن "التقديرات كثرت وتفاوتت الأرقام التي تشير إلى كميات كبيرة من النفط والغاز، إلا أنّ وزير الطاقة والمياه عام 2013 جبران باسيل أعلن أن التقديرات تشير إلى أنّ لدى لبنان 95.9 تريليون قدم مكعب من الغاز و865 مليون برميل من النفط في 45% من مياهه الاقتصادية".
ويخوض لبنان اليوم مفاوضات تقنية وغير مباشرة مع العدو الإسرائيلي لترسيم الحدود البحرية جنوباً، بدأت في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واستكملت في 28 و29 أكتوبر، وعقدت الجولة الرابعة في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، على أن تعقد جولة خامسة مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، ويرى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أنّ هناك مجالاً كبيراً في حال نجح الترسيم، ووُفّق الجيش ولبنان، ولا سيما بالنسبة إلى البلوك رقم 8 و9، أن "يكون أحد أسباب سداد ديوننا".

المساهمون