يواصل سعر صرف الدولار في لبنان مساره ارتفاعاً رغم التقلّبات اليومية التي يشهدها والتي تدفع بالتجار إلى اعتماد تسعيرات عشوائية تتخطى السوق السوداء لزيادة أرباحهم وتفادي الخسائر في حال حصول أي هبوطٍ مفاجئ.
واقترب سعر صرف الدولار في ساعات بعد ظهر اليوم الثلاثاء، من خطّ الـ41 ألف ليرة لبنانية مسجلاً بين 40700 ليرة و40800 ليرة لبنانية تبعاً للتطبيقات الإلكترونية التي يستند إليها أصحاب المحال والتجار لتسعير بضائعهم، علماً أن الصرافين يشترون الدولار من المواطنين بأسعار أقل بنحو ألف إلى ألفي ليرة، ما يبقي الناس بحالة خسارة في ظل هذه الفوارق.
في المقابل، لا تزال أسعار منصة صيرفة التابعة لمصرف لبنان مستقرة على خطّ 30 ألف ليرة لبنانية، وبلغ حجم التداول، أمس الاثنين، 45 مليون دولار بسعر 30300 ليرة لبنانية.
وعلى صعيد أسعار الصرف المتعددة في لبنان، مدّد البنك المركزي اليوم صلاحية التعميم رقم 161 حتى نهاية العام الجاري، ما يعني الاستمرار في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل باعتماد سعر صرف 8 آلاف ليرة لبنانية للسحوبات الدولارية.
ويُنتظر أن يُعمَل بهذا التعميم حتى مطلع شهر فبراير/شباط 2023، وهو التاريخ الذي حدّده حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لتبنّي سعر صرف جديد هو 15 ألف ليرة لبنانية، والذي سيرافقه أيضاً سعر آخر تحدده منصة صيرفة التابعة للمركزي.
ويبدأ لبنان أيضاً في مطلع شهر ديسمبر مسار الدولار الجمركي الجديد الذي سيعتمد على أساس 15 ألف ليرة بعدما كان وفق سعر الصرف الرسمي 1507 ليرات.
ووجه وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل، الأسبوع الماضي، كتاباً إلى مصرف لبنان يتعلق بالبدء باحتساب أسعار العملات الأجنبية على الضرائب والرسوم التي تستوفيها إدارة الجمارك على السلع والبضائع المستوردة على أساس 15 ألف ليرة اعتباراً من 1 ديسمبر المقبل، مشيراً إلى أن هذا التدبير يساعد في الحدّ من استغلال فروقات الأسعار وأيضاً تخفيف التشوهات والخسائر التي تتكبدها الخزينة.
هذه التطورات تحصل أيضاً في ظلّ دخول موازنة 2022 حيّز التنفيذ المثقلة بضرائب ورسوم تزيد من معاناة اللبنانيين وتضع يدها على نسب من أجورهم خصوصاً بالدولار الأميركي لتمويل رواتب القطاع العام من دون أن تؤمّن لهم في المقابل أي خدمات صحية أو حماية اجتماعية، علماً أن أصواتا اعتراضية بدأت تعلو بوجه الموازنة، منها سلوك عدد من النواب مسار الطعن أمام المجلس الدستوري وطلب تعليق العمل بها.
على صعيدٍ آخر، سجلت أسعار المحروقات انخفاضاً، اليوم الثلاثاء، بعد ارتفاعها أمس الاثنين، إذ بلغ 12 ألف ليرة على صعيد البنزين 95 أوكتان، و13 ألف ليرة للبنزين 98 أوكتان، و15 ألف ليرة للمازوت، و4 آلاف ليرة على مستوى الغاز.
وعلى وقع التقلّبات اليومية، بات سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 787 ألف ليرة، بنزين 98 أوكتان 804 آلاف ليرة، المازوت 833 ألف ليرة وقارورة الغاز 455 ألف ليرة.