لبنان: الدولار يعاود مساره التصاعدي إلى نحو 40 ألف ليرة

08 نوفمبر 2022
عدم وجود سياسات نقدية مالية واضحة يدفع الدولار للارتفاع (حسين بيضون/العربي الجديد)
+ الخط -

عاود سعر صرف الدولار في لبنان مساره التصاعدي ليلامس مرّة جديدة عتبة الأربعين ألف ليرة لبنانية اليوم الثلاثاء، رغم الانخفاض الكبير الذي سجّله في الأسبوعين الماضيين إلى ما دون الـ36 ألفاً، إبان صدور تعميم مصرف لبنان الذي أعلن فيه بيع الدولار حصراً من دون أن يكون شارياً له.

وسجّل سعر صرف الدولار صباح الثلاثاء بين 38500 و38700 ليرة، قبل أن يشهد زيادة سريعة تخطت الألف ليرة دفعة واحدة خلال ساعات الظهر، لتبقى الأنظار متجهة إلى مساره خلال اليوم، في ظل عدم استقراره وتقلّباته المستمرّة التي تدفع التجار إلى اعتماد تسعيرات مسبقة تتخطى تلك التي تسجلها أسعار الصرف والتطبيقات الإلكترونية التي تعلن عنها.

وبتاريخ 23 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الذي صودِف يوم أحدٍ، أصدر حاكم البنك المركزي رياض سلامة بياناً أعلن فيه أن مصرف لبنان سيقوم ومن خلال منصة صيرفة ببيع الدولار الأميركي حصراً، وأنه لن يكون شارياً للدولار عبر المنصة حتى إشعار آخر.

ووضعت هذه الخطوة وقتها، من البوابة السياسية، في خانة المعركة القائمة بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة والرئيس ميشال عون، بحيث وجهت اتهامات من فريق رئيس الجمهورية و"التيار الوطني الحر" برئاسة صهره النائب جبران باسيل، بتعمده تخفيض سعر صرف الدولار الذي يتحكّم به، بالتزامن مع انتهاء ولاية عون.

في السياق، تقول الخبيرة في الاقتصادات المدولرة ليال منصور لـ"العربي الجديد"، إن "المسار التصاعدي هو طريقٌ طبيعيٌّ للدولار، في ظلّ عدم وجود سياسات نقدية مالية واضحة، أما الانخفاض فهو مؤقتٌ، ولن يطول، ويأتي فقط نتيجة تدخلات مصرف لبنان العشوائية التي تقابلها ردود فعل الناس".

وتشدد منصور على أن "كل التعاميم التي يصدرها البنك المركزي لا ترقى إلى مستوى السياسة النقدية، في حين أن الخروج من الأزمة الاقتصادية لا يكون إلا بسياسة واضحة، تخصص نوع نظام سعر الصرف، الذي حتى الآن ليس معروفاً في لبنان وغير مصنَّفٍ، وكأننا نعيش كل يوم بيومه"، لافتة إلى أن "الدولار ليس وجهة نظر أو رأي، بل طريقه تصاعدي لأن هناك بنية تحتية اقتصادية غير قادرة على خفضه لمدى طويل".

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وعلى خطّ مسار الدولار التصاعدي، تواصل أسعار المحروقات أيضاً ارتفاعها، فبعد الزيادة التي سجلت في جدول أمس الاثنين، شهدت الأسعار اليوم أيضاً ارتفاعاً بلغ على صعيد البنزين 34 ألف ليرة وذلك بنوعيه 95 و98 أوكتان، والمازوت 22 ألف ليرة، والغاز 10 آلاف ليرة.

وأصبحت الأسعار على الشكل الآتي: بنزين 95 أوكتان 777 ألف ليرة، 98 أوكتان 794 ألف ليرة، المازوت 879 ألف ليرة، وقارورة الغاز 437 ألف ليرة.

وأوضح عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان جورج البركس أن الزيادة اليوم ترتبط بارتفاع 1100 ليرة في سعر صرف الدولار الذي احتسب 39100 ليرة عوضاً عن 38000 ليرة في الجدول السابق، في المقابل، تسجيل ارتفاع 15.36 دولاراً في كيلوليتر البنزين المستورد، وتراجع 1.80 دولار في سعر كيلوليتر المازوت المستورد.
 

المساهمون