كوريا الجنوبية: فحص منظومة تشغيل الطيران بعد كارثة بوينغ 737-800

30 ديسمبر 2024
تعمل 101 طائرة بوينغ 737-800 في كوريا الجنوبية، مطار موان في 30 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أمر القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية بفحص طارئ لمنظومة تشغيل الطائرات بعد تحطم بوينغ 737-800، مع التركيز على تحديد هوية الضحايا وأسباب الحادث ودعم أسرهم.
- تجري عمليات تفتيش خاصة لطائرات بوينغ 737-800، مع احتمال اصطدام الطائرة بسرب طيور أو سوء الأحوال الجوية كأسباب محتملة، وتأثر أسهم جيجو إير سلباً.
- أثارت الحادثة مخاوف بشأن الاستخدام المفرط للطائرة، مع مشاركة جهات دولية في التحقيقات، وتسليط الضوء على الحاجة لمراجعة شاملة لسلامة الطائرات.

أمر تشوي سانج-موك، القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، بإجراء فحص طارئ لمنظومة تشغيل الطائرات بالكامل في البلاد للوقوف على معايير السلامة، في حين يعمل المحققون على تحديد هوية ضحايا حادث تحطم طائرة ركاب من طراز بوينغ 737-800 ومعرفة السبب وراء وقوع الكارثة.

وأضاف تشوي في اجتماع لإدارة الكوارث في سول وفقاً لوكالة رويترز، أن الأولوية القصوى في الوقت الراهن هي تحديد هويات الضحايا ودعم أسرهم وعدم ادخار أي جهد في علاج فردي الطاقم اللذين نجوَا من الكارثة، وقال "حتى قبل ظهور النتائج النهائية (للتحقيق)، نطلب من المسؤولين الكشف بكل وضوح عن سير التحقيق في حادث تحطم طائرة بوينغ 737-800 وإبلاغ أسر الضحايا على الفور".

وتابع "فور الانتهاء من عملية انتشال جثث الضحايا، نطالب وزارة النقل بإجراء فحص طارئ لمنظومة تشغيل الطائرات بالكامل للوقوف على معايير السلامة لمنع تكرار حوادث الطائرات". وقالت وزارة النقل في كوريا الجنوبية إن الحادث وقع عند وصول الرحلة (رقم 7 سي) 2216 من بانكوك عاصمة تايلاند وعلى متنها 175 راكباً وستة من أفراد الطاقم، ومحاولتها الهبوط في المطار بجنوب البلاد بعد التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي بقليل.

وقال مسؤولون في إدارة الإطفاء إن المحققين ينظرون في أمر اصطدام الطائرة بسرب طيور وفي أحوال الطقس بوصفها عوامل محتملة للتسبب في الحادث. ويقول خبراء إن تساؤلات كثيرة لا تزال من دون إجابة بما في ذلك السبب في انطلاق الطائرة ذات المحركين من طراز بوينغ 737-800 بهذه السرعة ولماذا لم تظهر عجلات الهبوط عندما انحرفت عن المدرج واصطدمت بالجدار.

ويبذل المحققون جهوداً حثيثة للتعرف إلى هويات بعض آخر الضحايا المتبقين بينما كانت عائلات الضحايا تنتظر داخل مبنى مطار موان. ويعكف عمال الطوارئ حالياً على البحث بدقة في حطام الطائرة التي دمرت بالكامل تقريباً عندما انفجرت وتحولت إلى كرة من اللهب. وقال مسؤولون في وزارة النقل إنه تم انتشال مسجل بيانات الرحلة (الصندوق الأسود)، ولكن يبدو أن أضراراً لحقت به ولم يتضح بعد ما إذا كانت البيانات سليمة بما يكفي لتحليلها.

ويظل مطار موان مغلقاً حتى يوم الأربعاء. وهبطت أسهم شركة الطيران الاقتصادي جيجو إير إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق حيث انخفضت بنحو 15.7%. وبموجب قواعد الطيران العالمية ستقود كوريا الجنوبية تحقيقاً مدنياً في الحادث وستدعو مجلس سلامة النقل الوطني في الولايات المتحدة للمشاركة في التحقيق حيث تم تصميم الطائرة وبناؤها.

وقال مجلس سلامة النقل الوطني إنه يقود فريقاً من المحققين الأميركيين لمساعدة هيئة الطيران في كوريا الجنوبية. وتشارك أيضاً بوينغ وإدارة الطيران الاتحادية في جهود المساعدة. 

عمليات تفتيش خاصة لأسطول طائرات بوينغ 737-800

في السياق، أعلنت كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، أنها تدرس إمكانية إجراء "عمليات تفتيش خاصة" لطائرات بوينغ 737-800 العاملة في البلاد، وذلك غداة مقتل 179 شخصاً في كارثة تحطّم طائرة من هذا الطراز في مطار موان (جنوب غرب). وقال جو جونغ-وان، رئيس مكتب سياسة الطيران في وزارة النقل الكورية الجنوبية للصحافيين إنّ "101 طائرة من طراز B737-800 تعمل حالياً في كوريا الجنوبية. لذلك، ندرس الخيارات لإجراء عمليات تفتيش خاصة لطائرات B737-800".

والأحد، لقي 179 شخصاً مصرعهم في تحطّم طائرة ركاب أثناء هبوطها في مطار موان قادمة من بانكوك وعلى متنها 181 شخصاً، في حادث لم ينج منه سوى شخصين ورجّحت السلطات أن يكون نتيجة اصطدام الطائرة بطيور ورداءة الطقس. والطائرة، وهي من طراز بوينغ 737-800، دخلت الخدمة عام 2009 بحسب موقع "فلايتردار" المتخصص، وقد تحطمت أثناء هبوطها. وكانت شركة بوينغ قد أعلنت في بيان أنّها على اتصال بشركة طيران "جيجو" المالكة للطائرة المنكوبة و"مستعدّة لتقديم الدعم لها".

وهذا أول حادث مميت في تاريخ شركة طيران "جيجو" التي/ تأسست في 2005 وتعتبر من بين أكبر شركات الطيران المنخفض الكلفة في كوريا الجنوبية. وحوادث الطيران المميتة نادرة في كوريا الجنوبية، وأبرزها تحطم طائرة من طراز بوينغ 767 عائدة للخطوط الجوية الصينية قرب مطار بوسان في 15 نيسان/إبريل 2022، ما أدى إلى مقتل 129 شخصاً.

الطائرة المنكوبة قامت بـ 13 رحلة خلال 48 ساعة

وقالت مصادر في صناعة الطيران، اليوم الاثنين، إن الطائرة المنكوبة من طراز بوينغ 737-800 التابعة لشركة طيران "جيجو إير"، قامت بتشغيل 13 رحلة خلال 48 ساعة قبل وقوع الحادث، ما أثار المخاوف بشأن استخدامها بشكل مفرط خلال فترة زمنية قصيرة. وأفادت وكالة يونهاب بأنه يُعتقد أن الطائرة التي واجهت عطلا في معدات الهبوط أثناء هبوطها بمطار موان الدولي أمس الأحد، كانت قد سافرت بين موان وجزيرتي جيجو وإنتشون، غربي سول، خلال فترة زمنية مدتها 48 ساعة سابقة.

كما تبين أنه تم تشغيل الطائرة على وجهات دولية، تشمل بكين وبانكوك وكوتا كينابالو وناكازاكي وتايبيه. وكانت0 الطائرة بمثابة رحلة مستأجرة للجولات الجماعية التي تنظمها في الغالب وكالة سفر مقرها جوانججو، والتي عرضت رحلة لمدة 5 أيام إلى بانكوك لموسم عيد الميلاد (الكريسماس).

ويتم جدولة الرحلات الجوية المستأجرة بشكل خاص بناء على الطلب، وعادة ما تكون مملوءة حصريا بالركاب الذين يتم دعوتهم من قبل وكالات السفر. وأثار مراقبو الصناعة مخاوف بشأن ما إذا كانت شركة "جيجو إير" الكورية الجنوبية قد تجاوزت طاقتها من خلال الإفراط في جدولة رحلات الطيران المستأجرة خلال موسم الذروة في نهاية العام. وتعتمد المطارات الإقليمية في كوريا الجنوبية بشكل كبير على رحلات الطيران المستأجرة التي تديرها شركات الطيران منخفضة الكلفة مثل "جيجو إير".

عودة طائرة بسبب مشكلة في عجلات الهبوط

في السياق، عادت طائرة تابعة لشركة "جيجو إير" إلى المطار الذي أقلعت منه في كوريا الجنوبية، اليوم الاثنين، بسبب المشكلة نفسها في عجلات الهبوط التي كانت السبب في حادث طائرة من الطراز نفسه وقع في اليوم السابق أسفر عن مقتل 179 شخصاً، وفقاً لمصادر في الصناعة.

وذكرت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية أن الرحلة "رقم 7سي101"، التابعة لجيجو إير، أقلعت من مطار جيمبو الدولي متجهة إلى جزيرة جيجو في الساعة 6:37 صباحاً بالتوقيت المحلي يوم الاثنين (21.37 بتوقيت غرينتش يوم الأحد)، وقد اكتشفت مشكلة في معدات الهبوط بعد وقت قصير من الإقلاع. وأبلغت شركة الطيران الركاب الـ161 عن العطل الميكانيكي الناجم عن مشكلة في عجلات الهبوط، وعادت الطائرة إلى مطار جيمبو عند الساعة 7:25 صباحاً. وتخطط جيجو إير لاستئناف رحلتها باستخدام طائرة بديلة. 

(فرانس برس، رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون