في الوقت الذي تشير فيه إحصاءات دولية إلى انتعاش قطاع السياحة العالمي، تزداد حاجة السياح إلى إدارة رحلاتهم بطرق ذكية، سواء لناحية توفير الأموال أو لناحية زيارة عدد كبير من المدن والقرى، أو حضور المهرجانات والفعاليات الثقافية والترفيهية.
تلفت إحصاءات المجلس العالمي للسفر والسياحة إلى أن العام الجديد سيكون على موعد مع حركة نشطة سواء لجهة ارتفاع عدد السياح، أو لجهة الإيرادات المالية، إذ من المرجح أن يستعيد قطاع السياحة دوره السابق أي ما قبل جائحة فيروس كورونا، خاصة وأن القطاع حقق خلال 11 شهراً من العام 2022 نحو 8.7 تريليونات دولار، مقارنة بـ9 تريليونات في عام 2019.
وفي هذا الإطار، شهدت السياحة الدولية انتعاشا قويا في الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023، مع تسجيل نحو 250 مليون سائح، بالمقارنة مع 77 مليونا للفترة عينها من 2021، ما يعني أن القطاع تعافى بنسبة 46%.
هذه الأرقام كفيلة برسم صورة إيجابية لما ينتظر السياح في العام الحالي، لذا، إليكم بعض الطرق البسيطة التي تساعدكم في الاستمتاع بالرحلات القادمة بطريقة مبتكرة.
تغيير خريطة الطرق
من أهم الخطوات الذكية للاستمتاع برحلة مشوّقة، تغيير خريطة الطرق الرئيسية واستبدالها بالطرق الفرعية، وبالتالي إدارة الرحلة بتكاليف بسيطة ماديا، والتعرف على العديد من القرى والأماكن الطبيعية.
عادة ما يتم الترويج للأماكن السياحية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الوصول إلى العديد من هذه المواقع باهظ التكلفة أو قد يكلف مبالغ مالية ضخمة.
لذا، بدلا من التوجه لرؤية هذه الأماكن وسلك الطرق الرئيسية، أو استخدام سيارات الأجرة، يمكن اختيار مسارات أبعد قليلا عن المسار الرئيسي، واختبار شركات النقل العامة والجماعية، أو حتى استخدام شركات الطيران منخفضة التكلفة، حيث إن معظمها يتصل بالمطارات والمدن الأصغر والأقل ازدحاما.
وبالمثل، يمكن أن تتيح رحلات القطار الوصول إلى الأماكن التي لا تخدمها شركات الطيران. هذه الطريقة تساعدكم في توفير الأموال، والاستمتاع بوجهات عديدة، خاصة إن قررتم زيارة أكثر من موقع تراثي أو تاريخي في مناطق مختلفة في وجهتكم السياحية المقبلة.
إدارة كلفة الطعام والإقامة
عادة ينفق الزوار والسياح ما بين 35% و40% على الطعام خلال الرحلات السياحية، وهو ما كشفه العديد من المؤسسات الدولية المعنية بالقطاع السياحي على غرار المجلس العالمي للسياحة والسفر.
وبالتالي، فإن تخفيف الإنفاق من هذا البند يعد أمراً مهماً بالنسبة إلى السياح، وينصح بهذا الصدد، أولا، بحجز وجبة الفطور خلال الإقامة بالفندق، إذ عادة ما تكون تكاليفها رمزية، فيما بعض الفنادق تسعى إلى تقديمها بشكل شبه مجاني أحياناً.
كما يعد أيضا من القواعد الذهبية للسياحة الذكية، حجز الفنادق في القرى والمناطق النائية، بهدف الإقامة بها لمدة تزيد عن ليلتين، أو 3، إذ غالبا ما تؤدي إلى انخفاض سعر الغرفة.
أما الطريقة الثانية، فهي تناول الطعام في المطاعم الشعبية، أو من خلال زيارة أسواق الخضار والفاكهة، حيث يتم بيع المأكولات بأسعار تنافسية، وينصح خبراء السياحة في هذا الصدد، بالابتعاد عن زيارة المطاعم الفاخرة والتي عادة ما تصل تكاليفها إلى مئات الدولارات في الوقت الذي يمكن للسائح أن يحصل على الأطعمة بشكل مختلف، وبأسعار تنافسية.
التصاريح الثقافية
يسعى عدد من الدول إلى تقديم بطاقات مجانية أو بطاقات مخفَّضة الأسعار للترويج للأماكن التراثية والثقافية، وعادة ما تحمل هذه البطاقات خصومات إضافية لزيارة الأماكن السياحية الشهيرة.
يمكن للزائر في جميع المطارات تقريبا، وبعد وصوله إلى الوجهة المقصودة، المبادرة للسؤال عن الهيئات الثقافية أو مكتب وزارة الثقافة في المطار، والذي يقدم سلسلة كبيرة من البطاقات المجانية لحضور الاحتفالات والمهرجانات، ناهيك بزيارة الأماكن التراثية والمتاحف.
على سبيل المثال، في إسبانيا، توفر بطاقة برشلونة الدخول المجاني إلى أكثر من 25 متحفا وموقع جذب، وحسومات في أكثر من 70 موقعا (من المحطات الثقافية إلى الجولات والمطاعم) وفرصة تخطي الخط في بعض المناطق، وكذلك استخدام وسائل النقل العام مجانا.
من ناحية أخرى، تغطي بطاقة متحف Articket Barcelona Museum في المدينة الدخول إلى 6 من أفضل المتاحف الفنية، مع دخول سريع وقبول للمعارض المؤقتة والدائمة.
وقد تتمكن أيضا من زيارة المواقع الثقافية مجانا، بحسب مكان وجودك. في فلورنسا، يمكنك الدخول مجانا إلى معظم المتاحف الكبرى يوم الأحد الأول من كل شهر، بينما في سيول، يحصل أي شخص يرتدي زي الهانبوك التقليدي على دخول مجاني إلى المتاحف والقصور.
اللغة والتواصل
يعد التواصل مع السكان المحليين وطلب المشورة واحدة من القواعد الذهبية للاستمتاع بسياحة بسيطة التكاليف. لذا، عليكم إما تعلم بعض التعابير والجمل البسيطة، والتي يمكن من خلالها التواصل مع السكان للتعرف على الأماكن السياحية، وطرق المواصلات وما إلى ذلك، أو حتى استخدام تطبيقات الترجمة على هواتفكم النقالة.
أضف إلى ذلك، ينصح دائما، بطلب المساعدة إما من إدارة الفندق، أو من مكاتب السياحة والإرشاد المنتشرة في العديد من المناطق، لأن هذه الفئة قادرة على تأمين أفضل العروضات وبأسعار بسيطة.
وفي هذا الصدد، من المهم جدا أن تكون لديكم خريطة أو اطلاع بسيط، حول المساعدات الإرشادية الخاصة بكل منطقة، والابتعاد قدر الإمكان عن الشركات السياحية التي ستقدم لكم المشورة بكل تأكيد، لكنها في المقابل، ستكون مرتفعة الثمن.
لذا سواء كنت في زيارة بيروت أو بانكوك، زود نفسك بمعلومات مسبقا حول الأسعار المعقولة، وتذكر أنك كسائح من المحتمل دائما أن تدفع أكثر.