قطر تسترد عرش الغاز من أميركا

04 مايو 2022
ارتفاع الطلب على الغاز القطري (Getty)
+ الخط -

استردت قطر عرشها من الولايات المتحدة الأميركية باعتبارها أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، مع انتهاء فصل الشتاء، إذ انخفض الطلب على وقود التدفئة في نصف الكرة الشمالي.

وتجاوزت صادرات شهر إبريل/ نيسان من الغاز القطري المسال مستوى 7.5 ملايين طن متري، متخطية الولايات المتحدة، وفق أرقام تتبع حركة السفن التي جمعتها وكالة بلومبيرغ الأميركية. وأثناء شهور الشتاء، أدى انخفاض درجات الحرارة، وتزامن ذلك مع رغبة أوروبا في تخفيض الاعتماد على الطاقة من روسيا، إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي ورفع أسعار هذا الوقود.

ومع انتهاء فصل الشتاء، استخدمت بعض موانئ التصدير في الولايات المتحدة فترة تراجع مستوى الطلب وانخفاض الأسعار لتنفيذ أعمال الصيانة، مما أدى إلى تراجع الإنتاج الأميركي. وحولت ثورة الغاز الصخري، علاوة على مليارات الدولارات من الاستثمارات في مرافق تسييل الغاز، الولايات المتحدة من مستورد صافٍ للغاز الطبيعي المسال إلى أكبر مصدر في أقل من عشرة أعوام.

وينتظر أن تشارك الولايات المتحدة وقطر في سباق بينهما من أجل الهيمنة على السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال في المستقبل، وفق بلومبيرغ. ومع اكتمال محطة تصدير الغاز "كالكازيو باس" في لويزيانا في وقت لاحق من هذا العام، ينتظر أن تحقق الولايات المتحدة ذروة طاقتها الإنتاجية من الغاز الطبيعي المسال البالغة 13.9 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً.

في هذه الأثناء، تخطط قطر لمشروع تصدير ضخم سيدخل على خط التشغيل في الأعوام الأخيرة من العقد الحالي، والذي يمكن أن يعزز موقف الدولة الخليجية كأكبر مورد لهذا الوقود في العالم.

كانت الولايات المتحدة قد تخطت قطر في تصدير الغاز المسال لأول مرة في ديسمبر/ كانون الأول 2021، بحسب بيانات تتبع السفن، التي أظهرت حينها أن صادرات الغاز الأميركي وصلت إلى 7.7 ملايين طن، فيما أشارت تقارير متخصصة في قطاع الطاقة إلى أنّ التفوق الأميركي ربما يكون قصير المدى، إذ ارتفع إجمالي صادرات قطر من الغاز المسال بنسبة 1.1% العام الماضي إلى نحو 83.9 مليون طن، بما يعادل 22% من تجارة العالم من هذه السلعة.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وتعزز الحرب الروسية في أوكرانيا وضع الغاز القطري، إذ يجبر الغزو والعقوبات الغربية الواسعة ضد موسكو أوروبا على البدء في التخلص من واردات الطاقة الروسية.

فقد توجه العديد من كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي إلى الدوحة في الأسابيع الأخيرة، وكلهم يحملون رسالة واضحة: نحن بحاجة إلى غازكم بأسرع ما يمكن، إذ طلبت ألمانيا من الشركات أن تبدأ في التفاوض لإبرام صفقات التوريد. وأصبحت الحاجة الملحة أكثر حدة في الأيام الأخيرة، بعد أن أوقفت روسيا الإمدادات عن بولندا وبلغاريا.

ومن المتوقع بالفعل أن تصل صادرات الطاقة القطرية إلى 100 مليار دولار هذا العام لأول مرة منذ 2014 بناء على الاتجاهات من الربع الأول، وفقاً لحسابات بلومبيرغ.

ووصلت صادرات قطر من الغاز المسال في عام 2021 إلى 25 وجهة حول العالم، منها حوالي 54.2 مليون طن للسوق الآسيوي بنسبة 67.6%، والسوق الأوروبي بحوالي 16.4 مليون طن بنسبة 20.5%.

المساهمون