بدأت الشركات في الدول الكبرى في توقّع خسائرها المقبلة مع بدء فصل الشتاء، وترجيح حصول اضطرابات في قطاع الطاقة.
وقال اتحاد الأعمال الأوروبي، اليوم الخميس، إن ارتفاع تكاليف الغاز والكهرباء يشكل تهديداً وشيكاً لآلاف شركات الاتحاد الأوروبي، ويتعين على بروكسل التحرك بسرعة لتخفيف الضربة.
وكتب لوبي الأعمال، في رسالة مفتوحة إلى رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون ديرلاين: "الوضع الحالي لارتفاع أسعار الغاز والكهرباء يحمل مخاطر وشيكة من خسائر الإنتاج وإغلاق آلاف الشركات الأوروبية".
وتابع: "يجب إيجاد طرق عاجلة على مستوى الاتحاد الأوروبي للتخفيف من تأثير أسعار الطاقة المعوقة التي تواجهها الشركات الأوروبية. الأمر مسألة بقاء".
ويتدافع المسؤولون التنفيذيون في الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، البالغ عددها 27 دولة، للتوصل إلى طرق لتقليل الضرر الناجم عن التكاليف الباهظة التي تخلفها أزمة الطاقة.
ويجتمع وزراء الطاقة من جميع أنحاء الكتلة في بروكسل يوم الجمعة وسط مسعى من قبل بعض الدول لوضع حد أقصى لسعر تكلفة الغاز. لكن الاختلافات الصارخة في مقاربة مشكلة الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي تجعل إيجاد حل مشترك تحدياً كبيراً.
وقال الاتحاد التجاري: "التقديرات تظهر أن 70 في المائة من إنتاج الأسمدة في أوروبا قد توقف أو تباطأ، في حين أن 50 في المائة من إجمالي طاقة الألمنيوم قد ضاعت. هناك خطر حقيقي من أن تنتقل الشركات، ولا سيما الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة، إلى خارج أوروبا بشكل دائم".
وتابعت مجموعة الأعمال: "يتعين على صانعي السياسة النظر على وجه السرعة في إجراء مؤقت على مستوى الاتحاد الأوروبي لفصل أسعار الكهرباء عن أسعار الغاز. لا يمكن تبرير هذا الإجراء الاستثنائي إلا من خلال الوضع الاستثنائي في سوق الطاقة".
وفي السياق ذاته، تراجعت العروض العامة الأولية لشركات التكنولوجيا الأميركية إلى أدنى مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، حيث تسببت تقلبات أسواق الأسهم وارتفاع التضخم وارتفاع أسعار الفائدة في توتر معنويات المستثمرين تجاه الإدراجات الجديدة.
وفقاً لبيانات ريفينتيف، قامت 14 شركة تقنية فقط بطرح أسهمها في البورصات حتى الآن هذا العام، مقارنة بـ12 في عام 2009. وقد جمعت الاكتتابات الأولية هذا العام 507 ملايين دولار، وهو أقل مبلغ تم جمعه من خلال الطرح منذ عام 2000.
وانخفض إجمالي حجم الاكتتاب العام الأولي بنسبة 90.4% في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام، مقارنة بالعام الماضي. وقال محللون قابلتهم "رويترز" إن التراجع الحاد في تقييمات سوق الأسهم قد منع شركات التكنولوجيا من متابعة عمليات طرح الأسهم.
وكانت أكبر مجموعة أعمال في بريطانيا حذرت نهاية الشهر الماضي من أن حكومة المملكة المتحدة بحاجة إلى التصرف بشكل حاسم لمساعدة الشركات على زيادة فواتير الطاقة هذا الشتاء، حيث يمكن أن تنهار آلاف الشركات دون مزيد من الدعم.
وحث اتحاد الصناعة البريطانية (CBI) الحكومة على تجميد أسعار الطاقة لقطاع الأعمال لمدة عام آخر، واتخاذ إجراءات سريعة وموجهة لمنع الشركات القابلة للحياة من الإفلاس.
(رويترز، العربي الجديد)