قرار باكستاني يوقف حركة التجارة على المنافذ الحدودية مع أفغانستان

13 يناير 2024
كانت باكستان تسمح لسائقي الشاحنات بالدخول عبر تصاريح خاصة (فرانس برس)
+ الخط -

توقفت حركة التجارة على الحدود بين باكستان وأفغانستان، تحديدا معبر طورخم الحدودي، أكبر المنافذ التجارية بين الدولتين، منذ صباح اليوم السبت، بعد أن منعت السلطات في إسلام أباد دخول السائقين الأفغان الذين لا يملكون تأشيرات دخول إلى باكستان.

وفي المقابل، قامت السلطات الأفغانية بمنع دخول الشاحنات الباكستانية بشكل تام ردا على قرار باكستان.

واشترطت السلطات الباكستانية في منفذ طورخم الحدودي على السائقين الأفغان الحصول على تأشيرة الدخول وامتلاك جواز سفر للدخول إلى الأراضي الباكستانية، حيث أوقفت العمل بالتصريح الخاص الذي منحته من قبل لسائقي الشاحنات التجارية، وهو ما أدى إلى منع معظم الشاحنات المحملة بالبضائع من الدخول.

ووفقا للبيان الذي أصدرته إدارة منفذ طورخم ، فإن القرار الباكستاني الخاص بضرورة حصول سائقي الشاحنات الأفغان على تأشيرة دخول إلى باكستان قديم، والعمل بالتصاريح كان استثنائيا ولن يُمدد العمل به.

وقال مصدر في غرفة التجارة والاستثمار الأفغانية لـ"العربي الجديد" إن السلطات الباكستانية أثارت قضية التأشيرة عدة مرات، ولكنها توصلت مع الجانب الأفغاني في النهاية إلى السماح لسائقي الشاحنات التجارية الأفغان بالدخول إلى باكستان على أساس تصريح خاص.

وأضاف أن الأمور استمرت وفقا لهذا الاتفاق حتى صباح اليوم، حيث فوجئ سائقو الشاحنات بمنع السلطات الباكستانية لهم من الدخول بالتصريح وبدأت تطلب منهم التأشيرة.

وأكد المصدر أن باكستان تعرف جيدا أن التأشيرات لا تمنح للأفغان بشكل طبيعي، بل هي تباع في السوق وقيمة تأشيرة واحدة لمدة شهر ما بين 800 و1200 دولار، كما أن الأفغان لا يشترون تلك التأشيرات إلا إذا كانت لديهم ضرورة قصوى.

وأشار المصدر، من دون الكشف عن هويته، إلى أن باكستان تقوم دائما بإخضاع الحركة التجارية بين الدولتين لأهداف سياسية ومن أجل الضغط على الحكومة الأفغانية.

وقال: "منذ مدة لا نعتمد على باكستان كجار وكشريك تجاري"، مؤكدا: "أوضحنا ذلك في اجتماعاتنا مع المسؤولين في حكومة طالبان، التي تعي ذلك جيدا وتتعامل مع باكستان الآن على هذا الأساس".

وتساءل المصدر: لماذا أثارت السلطات الباكستانية قضية التأشيرات صباح اليوم في ظل وصول آلاف الشاحنات إلى البوابة الرئيسية للمعبر الحدودي بين البلدين؟ كما أن مئات الشاحنات دخلت الأراضي الباكستانية أمس بالتصاريح الممنوحة للسائقين، ما يعني أن الأمر غير منطقي.

من جانبه، قال التاجر الأفغاني عبيد الله خان لـ"العربي الجديد": "إنني كنت أتوقع حدوث شيء ما؛ بعد فشل زيارة الوساطة التي قام بها الزعيم الديني الباكستاني المولوي فضل الرحمن إلى كابول وقندهار، حيث قوبلت مطالب باكستان التي حملها بمطالب في المقابل من أفغانستان أيضا".

وأضاف أن "طالبان أفغانستان رفضت مطالب باكستان خاصة العمل ضد طالبان الباكستانية، وهو ما أغضب حكومة إسلام أباد، فكان ردها عبر الانتقام من التجار واللاجئين"، مؤكدا أن "هذا ديدن تعامل باكستان مع أفغانستان دائما".
 

المساهمون