غينادي تيمتشينكو: الملياردير الروسي الذي دفع ثمن القرب من بوتين مرتين

28 فبراير 2022
غينادي تيمتشينكو (Getty)
+ الخط -

"عليك أن تؤدي ثمن كلّ شيء في هذه الحياة، حتى صداقتك مع الرئيس". هكذا صرح الملياردير الروسي، غينادي تيمتشينكو، لوكالة "تاس" تعليقاً على العقوبات الأميركية التي استهدفته قبل ثمانية أعوام.
دأب على نفي استفادته من صلاته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل الحصول على مزايا في قطاع النفط، إلّا أنّه استهدف بالعقوبات الغربية التي قررت في حق سياسيين ورجال أعمال وشركات روسية، وهو الذي كان ضُمّ قبل ذلك إلى لائحة سوداء أميركية.

تقدر قيمة ثروة غينادي تيمتشينكو، بـ15.8 مليار دولار، تحصّل عليها من مساهماته في شركتي "نوفاتك" Novatek المتخصصة في إنتاج الغاز الطبيعي، و"سايبور هولدينغ" Sibur Holding العاملة في قطاع البتروكيماويات.

يتصدّر تيمتشينكو قائمة المليارديرات الروس الذين شهدوا هبوطاً في ثرواتهم مع اختفاء ما يقرب من ثلث ثروته منذ الأول من يناير/كانون الثاني الماضي، وفقاً لمؤشر "بلومبيرغ" للمليارديرات الذي يضم قائمة بأغنى 500 شخص في العالم.

كان من بين الذين تعرضوا لعقوبات الولايات المتحدة التي استهدفت روسيا في مارس/ آذار 2014 بعد ضم القرم، ما حدا به إلى التخفيف من مساهمته في شركة تجارة النفط "كونفر".

وبررت الخزانة الأميركية ضم الملياردير الروسي إلى اللائحة السوداء، التي شملت مليارديرات آخرين، بكون نشاطه في مجال النفط والغاز له علاقة مباشرة بالرئيس فلاديمير بوتين.

وعمد حينها إلى بيع 43 في المائة من حصته في الشركة التي يوجد مقرها بجنيف إلى شريكه السويدي توربيورن تورنكفيست، من أجل ضمان استمرار عمليات الشركة.

وتتجلى أهمية تلك الشركة التي تتوفر على مصاف ومناجم معادن، في كونها تبيع حوالي 2.1 مليون برميل من المحروقات في اليوم، وتتاجر في حوالي ثلث صادرات الخام الروسية.

رغم العقوبات الأميركية، حافظ الملياردير الروسي البالغ من العمر 69 عاماً على توازنه. و تيمتشينكو حاصل على الجنسيتين الروسية والفنلندية ويستقر منذ 2011 على ضفاف بحيرة ليمان، في سويسرا.

عندما تعرض للعقوبات الأميركية أعاد تنظيم محفظته التجارية، إذ باع حصصاً في العديد من الدول ونقل العديد من ممتلكاته إلى روسيا حتى لا تخضع للولايات القضائية الخارجية، حسب "فاينانشال تايمز".

وحسب "فوربس" احتل تيمتشينكو المركز 78 ضمن أثرياء العالم، بعدما جاء في المركز 72 في 2020 و49 في 2019.

خضع هذا الأب لثلاثة أبناء، إلى تدريب في مجال الهندسة، وعمل مسؤولاً تجارياً في الثمانينيات من القرن الماضي، واغتنم الفرص التي أتيحت مع تفكيك الاتحاد السوفياتي كي ينتقل للعمل في القطاع الخاص.

وتذهب الروايات التي تناولت سيرة الملياردير الروسي المولود بأرمينيا، إلى أنه على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ارتبط بصلات مع المخابرات الروسية "كي جي بي"، بل إن هناك من يؤكد أنّ للرئيس الروسي نصيباً في نشاطه الاقتصادي.

وتشير تقارير إلى أنّ تيمتشينكو تعرف على بوتين منذ التسعينيات من القرن الماضي، عندما كان الرئيس الحالي مسؤولاً في مكتب عمدة سان بطرسبورغ. ساهم في تأسيس نادٍ للجودو في المدينة، وهو نادٍ يعدّ بوتين رئيسه الفخري، ويشارك في مباريات هوكي الجليد بمعية الرئيس وثلة من المسؤولين السياسيين والاقتصاديين في البلد.

كما العديد من المليارديرات المتهمين بالارتباط بالرئيس الروسي، تراجعت ثروته مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وينتظر أن تتآكل أكثر بعد استهدافه بالعقوبات، حيث سيتذكر من تابعوا سيرته قوله: "عليك أن تؤدي ثمن كلّ شيء في هذه الحياة، حتى صداقتك مع الرئيس".

وتراجعت ثروات فاحشي الثراء في روسيا بشكل حاد خلال العام الحالي، إذ يمهد الصراع المتصاعد في أوكرانيا لتدمير الثروة بحجم أكبر للغاية.

وعقب غزو روسيا لأوكرانيا، أطلق الغرب العنان لعقوبات تستهدف موسكو، وحسب موقع "فوربس" خسر المليارديرات الروس 38.162 مليار دولار في يوم واحد (الخميس الماضي).

وجاء ذلك بعدما انخفض مؤشر بورصة موسكو بأكثر من 45%، ليصل إلى مستوى بداية عام 2016.

المساهمون