غاوتام أداني... ترك دراسته الجامعية ليصبح رابع أثرياء العالم

25 يوليو 2022
غاوتام أداني (Getty)
+ الخط -

بعد ثلاثة أشهر فقط من دخوله نادي أصحاب الثروات فوق المائة مليار دولار، أضاف الملياردير الهندي غاوتام أداني Gautam Adani لثروته أكثر من ستة عشر ملياراً أخرى، ليتخطى بيل غيتس، مؤسس عملاق تطبيقات الحاسب الآلي مايكروسوفت، محتلاً المركز الرابع في قائمة أغنى أغنياء العالم، بعد ماسك (تسلا) وأرنولت (لوي فيتون) وبيزوس (أمازون)، ومتقدماً على كل أثرياء القارة الآسيوية.

ومع ارتفاع سعر سهم مجموعة أداني بقوة، خلال العامين الأخيرين، تفوق رجل الأعمال البالغ من العمر ستين عاماً على كل أثرياء العالم في حجم ما أضافه لثروته خلال عام 2021، بقيمة تتجاوز 49 مليار دولار.

وخلال الفترة التي مضت من العام الحالي، والتي شهدت تراجع أسعار أسهم العديد من الشركات الكبرى التي يسيطر أصحابها على قائمة أثرياء العالم، تمكّن أدانى من زيادة ثروته بنسبة 45%، مضيفاً 34 مليار دولار أخرى، وهو ما ساعده على الترقي على السلّم الذهبي.

وأسس أداني مجموعته عام 1988، لتصبح خلال السنوات الأخيرة ضمن أكبر وأهم الشركات الهندية، بحجم مبيعات سنوية يتجاوز 20 مليار دولار، يأتي أغلبها من الخدمات اللوجستية، والأعمال الزراعية، وقطاع الطاقة، الذي تعد الشركة أكبر منتج خاص فيه.

وتعدّ المجموعة حالياً أكبر مطور ومشغل للموانئ في الهند. وفي عام 2015، تم تصنيف أداني على أنها الشركة صاحبة العلامة التجارية الأكثر ثقة في الهند، ويعمل بها حالياً أكثر من ثلاثة وعشرين ألف عامل وموظف في خمسين دولة.

وُلد أداني في مدينة أحمد آباد بولاية غوجارات الهندية، وكان له سبعة من الإخوة، واشتغل أبوه بتجارة المنسوجات، حتى تمكن من إدخاله كلية التجارة في جامعة غوجارات، إلا أن الشاب المتعطش للعمل لم يمكث فيها أكثر من عامين، ليخرج إلى معترك الحياة، لكن بعيداً عن مهنة أبيه التي رآها غير مشبعة لطموحاته.

بدأ أداني حياته العملية بدون شهادة جامعية، عام 1978، بالعمل في فرز الألماس لدى إحدى الشركات الهندية الكبرى، قبل أن ينتقل لإدارة عمليات أحد المشروعات التي اشتراها أخوه لتصنيع البلاستيك، فكانت بوابته للانطلاق نحو العالمية.

وفي عام 1985، بدأ أداني استيراد بعض المواد المستخدمة في الصناعات الصغيرة.

وأسس شركة "صادرات أداني"، التي تحولت بعدها إلى "مؤسسة أداني"، الشركة القابضة لمجموعة شركاته، وعملت في بداياتها في تجارة السلع الزراعية والطاقة، قبل أن يتمكن من اقتناص العديد من العقود الحكومية.

في عام 2006، دخل أداني مجال توليد الطاقة، وخلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2012 تمكن من الاستحواذ على ميناء أبوت بوينت بورت، ومنجم كارمايكل للفحم في كوينزلاند بأستراليا.

وبعد شهور قليلة من ظهور وانتشار فيروس كوفيد-19 في أغلب أنحاء المعمورة، وبينما كانت أغلب شركات العالم خاضعة لإغلاق كبير لمنع انتشار الوباء، فاز أداني بأكبر مناقصة في العالم من شركة الطاقة الشمسية الهندية بقيمة ستة مليارات دولار، قبل أن يتمكن في سبتمبر/أيلول من نفس العام من الاستحواذ على 74% من مطار مومباي الدولي، ثاني أكبر مطارات الهند بعد مطار دلهي.

في 2006، دخل أداني مجال توليد الطاقة، وخلال الفترة من 2009 إلى 2012 استحوذ على ميناء أبوت بوينت بورت، ومنجم كارمايكل للفحم في أستراليا

وعلى غرار الأحداث العصيبة التي صادفها صبي فيلم "المليونير المتشرد" الهندي، حفلت حياة أداني بالعديد من الأحداث الجسام والمخاطر، حيث تعرّض للاختطاف، وطلب خاطفوه الحصول على مبلغ 1.5 مليون دولار مقابل الإفراج عنه، إلا أنهم أفرجوا عنه دون الحصول على أموال، لأسباب غير معروفة.

وبسؤاله عن الواقعة، بدا الملياردير الهندي غير راغبٍ في التحدث عن تفاصيلها، أو ذكر الأسباب التي دعت الخاطفين إلى الإفراج عنه، قبل أن يتم القبض عليهم، ثم الإفراج عنهم، بعد المحاكمة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2008، كان أداني يتناول العشاء في فندق تاج الشهير في مومباي، عندما تعرّض الفندق لهجوم من قبل الإرهابيين.

ذهب أداني إلى الطابق السفلي، ليكون شاهداً على مقتل أكثر من 160 شخصاً على يد المسلحين، قبل أن يتمكن من الخلاص مع سيطرة القوات الخاصة على الوضع وقضائها على المهاجمين.

وخلال الحادث، وبينما كان البعض يختبئ تحت الأرائك، جلس أداني على إحداها غير مبالٍ بالرصاص المتطاير على بعد أقل من مائة قدم، ومطالباً الجميع باستحضار إيمانهم بالله، ومحاولاً في نفس الوقت التواصل مع أسرته وسائقه والحرس الخاص به لطمأنتهم.

المساهمون