عمر البرغوثي... دينامو حركة المقاطعة التي تفضح إسرائيل

23 أكتوبر 2023
عمر البرغوثي مؤسس حركة مقاطعة إسرائيل (Getty)
+ الخط -

زاد العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة من حضور حركة مقاطعة إسرائيل "بي دي إس" (BDS)، التي تخوض منذ سنوات طويلة معركة لم تكن دائما سهلة من أجل فضح ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، والدعوة إلى مقاطعة سلع الاحتلال والدول الداعمة له.

"لماذا أعتقد أن حركة المقاطعة BDS لم تكن أبداً أكثر أهمية مما هي عليه اليوم"، ذلك عنوان مقال نشر بعد اندلاع "طوفان الأقصى" في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، لمؤسس الحركة عمر البرغوثي، الذي طالما دفع حضوره الكبير في وسائل الإعلام العالمية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى ممارسة الضغوط والتضييق عليه، باعتباره خطراً لا يقل أهمية عن خطر المقاومة المسلحة للاحتلال.

تأسست حركة مقاطعة إسرائيل في عام 2005 من قبل نشطاء فلسطينيين، وأطلقت منذ ذلك التاريخ نداءً من أجل المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل، حيث دأبت على فضح ممارسات الاحتلال والتنديد بعنصريته، والدعوة إلى مقاطعة منتجات الشركات الإسرائيلية والأجنبية العاملة في المستوطنات أو الأراضي المحتلة.

لم يكف البرغوثي، في كتاباته الكثيرة، عن توضيح أهداف الحركة، حيث يؤكد على التطلع، أولاً، إلى تفكيك المستوطنات في الضفة الغربية وتدمير جدار العزل العنصري، والعمل، ثانياً، من أجل وضع حد للنظام الإسرائيلي القائم على التمييز القانوني ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، وهو النظام الذي يطابق معايير "الأبارتهايد" كما تعرفها منظمة الأمم المتحدة.

يشير إلى أن الهدف الثالث للحركة يكمن في السماح للاجئين الفلسطينيين، الذين طردوا بالقوة في 1948 و1967 بالعودة إلى منازلهم أو مناطقهم التي ينحدرون منها، وذلك في إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بهذا الموضوع.

رأى عمر البرغوثي النور في دولة قطر قبل تسعة وخمسين عاماً، قبل أن ينتقل إلى مصر. حصل الفلسطيني الذي نذر نفسه منذ شبابه لفضح ممارسات الاحتلال، على درجتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك الأميركية.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

له حضور كبير في وسائل الإعلام العالمية، حيث دأب على التعبير عن آرائه ضد ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، في صحف "نيويورك تايمز" الأميركية و"ذا غارديان" و"لوموند" الفرنسية وقنوات تلفزة أميركية وعالمية. بالموازاة مع ذلك، يصدر كتباً تعرف بحركة المقاطعة أشهرها مؤلفه الصادر بالإنكليزية "حملة المقاطعة: النضال العالمي من أجل حقوق الفلسطينيين".

كان البرغوثي، باعتباره عضواً مشاركاً في تأسيس الحركة، دائماً هدفاً لاتهامات من قبل وسائل إعلام إسرائيلية. فقد تم تأويل حديثه عن شروط نهاية نظام الأبارتهايد الذي تقيمه إسرائيل من قبل وسائل إعلام في دولة الاحتلال بكون هدف "بي دي إس" يتمثل في نهاية إسرائيل.

قبل أربعة أعوام، كشف صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عن نية وزارة الداخلية الإسرائيلية إلغاء الإقامة الإسرائيلية الدائمة التي يحملها عمر البرغوثي. وقبل أربعة أعوام ونصف، منعته الولايات المتحدة من الدخول إلى أراضيها رغم توفره على وثائق السفر اللازمة.

وقبل ذلك رفضت إسرائيل في 2016 تجديد وثائق سفره، حيث اعتبر أرييه ديري وزير الداخلية في دولة الاحتلال آنذاك، أن البرغوثي "يوظف وضعه كمقيم للسفر إلى جميع أنحاء العالم من أجل العمل ضد إسرائيل بأكثر الطرق خطورة".

عندما كان يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة للحصول على جائزة غاندي للسلام في جامعة ييل في عام 2017، صدر قرار بمنعه من السفر في سياق تحقيق أجرته مصلحة الضرائب في دولة الاحتلال معه ومع زوجته، وهو ما اعتبره نشطاء محاولة لتشويه سمعته.

وصفت إسرائيل حركة "بي دي إس" بأنها "تهديد استراتيجي"، بعد نجاح الحركة في توسيع حضورها في العديد من الدول الغربية وشن حملات مقاطعة، إلى درجة دفعت أحد الخبراء الإسرائيليين إلى نعتها بـ"تسونامي سياسي"، بينما اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنها الحركة بمثابة "حملة دولية لتسويد سمعة إسرائيل".

في مقاله الذي نشرته "ذا غاريان" مؤخراً، يؤكد البرغوثي أن "بي دي إس" حركة مناهضة للعنصرية وغير عنيفة، تدعمها النقابات العمالية والفلاحية، والحركات المدافعة عن العدالة بجميع أصنافها، والتي تمثل عشرات الملايين من الأشخاص عبر العالم، وتستلهم المعركة ضد الأبارتهايد في جنوب أفريقيا وحركة الحقوق المدنية الأميركية.

يشدد البرغوثي على أن ما تدافع عنه الحركة متجذر في الموروث الذي يعود إلى قرن من الزمن، فمشاهد الموت والتدمير وقصص التهجير، تحرضه على التأكيد في مقاله على أن "ذلك يدفعنا أكثر للمساهمة في حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات ومعاقبة إسرائيل".

المساهمون