تلوح في الأفق أزمة في سلسلة التوريد في الولايات المتحدة، في ظل احتمال حدوث مواجهة بين عمال الشحن والتفريغ وأرباب عملهم في بعض أكثر الموانئ أهمية على وجه الأرض، بينما يكافح أكبر اقتصاد في العالم لتقليص تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا وتضرر سلاسل التوريد العالمية منذ تفشي جائحة كورونا.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير، أمس الثلاثاء، أن الصراع المحتمل يتركز على المفاوضات حول عقد جديد لأكثر من 22 ألف عامل نقابي يعملون في 29 ميناء على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن هذا العدد يمثل نحو 75% من قوة العمل في مينائي لونغ بيتش ولوس أنجليس، وهما البوابتان الرئيسيتان للبضائع المشحونة إلى الولايات المتحدة من آسيا، ومكان المشاكل التي تؤثر على سلسلة التوريد العالمية.
وينتهي العقد الخاص بهؤلاء العمال في نهاية يونيو/حزيران، بينما قد لا تنحصر الأزمة في العمل داخل الموانئ في حال عدم التوصل إلى اتفاق وإنما تتسع لتطاول سائقي الشاحنات وشركات الخدمات اللوجستية وتجار التجزئة، ما يؤدي إلى زيادة أسعار السلع للمستهلكين.
ويقول عمال الشحن والتفريغ إنهم لا يعتزمون إبطاء أو إيقاف العمل، مشيرين إلى أنهم عملوا دون انقطاع خلال أسوأ جائحة منذ قرن، في إشارة إلى وباء كورونا. وقال جيسي لوبيز، مسؤول نقابي "عندما كان الجميع يغلقون أبوابهم لم نتوقف .. كنا نعلم أن الشعب الأميركي بحاجة إلى منتجاته".
لكن مع موجات الغلاء الناجمة عن قفزات أسعار الطاقة وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا، يدرك عمال الشحن والتفريغ أن نفوذهم قد يكون قوياً بشكل فريد، ويمكن أن يتسبب المأزق أو الإضراب في إحداث صدمة أخرى للاقتصاد العالمي.
وقال ماريو كورديرو، المدير التنفيذي لميناء لونغ بيتش، خلال مقابلة أجريت معه مؤخراً في مكتبه، وفق نيويورك تايمز: "هناك الكثير على المحك لكلا الجانبين".
ومع جذب الموانئ الانتباه الآن في واشنطن، أعرب البعض داخل صناعة الشحن عن ثقتهم في أن المفاوضات بين العمال وأرباب العمل ستسفر عن صفقة، ما يؤدي إلى تجنب إضراب عن العمل.
وكانت الحرب الروسية في أوكرانيا وما تبعها من عقوبات غربية صارمة على موسكو، قد فاقمت من أزمة سلاسل التوريد العالمية، التي نجمت بالأساس عن تداعيات جائحة فيروس كورونا قبل عامين.
وتطاول الأزمة مختلف الأسواق، ووفق بيانات صادرة عن دائرة الجمارك الكورية الجنوبية في وقت سابق من مارس/آذار الجاري، فإن تكاليف شحن حاويات التصدير ارتفعت بشدة في فبراير/شباط مقارنة بنفس الشهر من 2021.
وبلغ متوسط سعر حاوية يبلغ حجمها 40 قدما من كوريا الجنوبية إلى الاتحاد الأوروبي 14.02 مليون وون (11300 دولاراَ) الشهر الماضي، بارتفاع هائل قدره 261.5% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
كما بلغ متوسط سعر شحن حاوية نفس الحجم من كوريا الجنوبية إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة 15.57 مليون وون في فبراير/شباط، بارتفاع نسبته 188% على أساس سنوي.