استمع إلى الملخص
- أكد وزير النقل أن ميناء الفاو ومشروع طريق التنمية يمثلان بوابة اقتصادية حيوية، مشيداً بالدعم الحكومي الذي ساهم في تجاوز العقبات، مما يعزز مكانة العراق كمركز لوجستي إقليمي.
- تم توقيع اتفاقية رباعية لتعزيز التعاون الاقتصادي عبر مشروع طريق العراق التنموي، رغم العقبات، مما يحقق إيرادات كبيرة ويوفر فرص عمل.
أشرف رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، على تسلّم الأرصفة الخمسة المُنجزة في ميناء الفاو المطل على الخليج العربي بمحافظة البصرة، والذي يعد نقطة انطلاق طريق التنمية الاستراتيجي الذي يربط معظم دول المنطقة. وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رعى مراسم تسلّم الأرصفة الخمسة لميناء الفاو الكبير في محافظة البصرة، ودخولها العمل الفعلي، بعد أن أنجزتها الشركة الكورية المنفذة".
رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يصل إلى ميناء الفاو الكبير بمحافظة البصرة ويرعى مراسم تسلّم أرصفة الميناء الخمسة من الشركة الكورية المنفذة للعمل.#عام_الانجازات pic.twitter.com/lHPCxhLZI3
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) November 7, 2024
وأشار رئيس الوزراء، في كلمة ألقاها خلال مراسم تسلّم الأرصفة الخمسة لميناء الفاو، إلى أن المشروع قد دخل فعلياً في عُقد ومسارات طرق التجارة والنقل العالمية، التي تمرّ بمنطقة الشرق الأوسط"، مؤكداً تمسك حكومته بهدف إكمال مشروع ميناء الفاو، بوصفه بوابة لمشروع العراق الأكبر، المتمثل بمشروع بطريق التنمية الرابط بين موانئ البصرة على الخليج العربي وتركيا.
وفي السياق، أكد وزير النقل العراقي، رزاق محيبس، أن ميناء الفاو ومشروع طريق التنمية يعدان بوابة اقتصادية للعراق والمنطقة، فيما أشار إلى أن الدعم اللامحدود لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني مكّن من تجاوز المعوقات لإكمال الأرصفة الخمسة للميناء. وقال في كلمته خلال تسلّم الأرصفة الخمسة في الميناء، إن ميناء الفاو يعد ركيزة مهمة في تنوع الاقتصاد الوطني العراقي، مؤكداً أن سرعة وجودة الإنجاز حصلت بفضل الدعم الحكومي اللامحدود لهذا المشروع.
وفي شهر إبريل/نيسان من عام 2024، وقّع كل من العراق وتركيا والإمارات وقطر، اتفاقية رباعية بشأن مشروع طريق العراق التنموي، برعاية رئيس الوزراء العراقي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال هذا المشروع الاستراتيجي، حيث ستعمل هذه الدول على وضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروع.
ومن المتوقع أن يساهم المشروع الاستراتيجي لطريق التنمية في تحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي، حيث سيحقق التكامل الاقتصادي والاستدامة بين الشرق والغرب، وتفعيل التجارة الدولية، وتسهيل حركة البضائع، وتوفير طريق نقل تنافسي جديد.
يُذكر أن مشروع "طريق التنمية" هو طريق بري وسكة حديدية تمتد من العراق إلى تركيا وموانئها. ويبلغ طول الطريق وسكة الحديد 1200 كيلومتر داخل العراق، ويهدف بالدرجة الأولى إلى نقل البضائع بين أوروبا ودول الخليج. وتبلغ الميزانية الاستثمارية للمشروع نحو 17 مليار دولار، منها 6.5 مليارات للطريق السريع، و10.5 مليارات لسكة القطار الكهربائي، وسيجري إنجازه على ثلاث مراحل، تنتهي الأولى عام 2028، والثانية في 2033، والثالثة في 2050.
وأكد الباحث الاقتصادي، أحمد صباح، أن هناك العديد من العقبات التي أخّرت مراحل إنجاز مشروع ميناء الفاو الكبير منذ أكثر من 14 سنة، تمثلت بالتحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي شهدها العراق. وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن من أهم العقبات التي واجهت وما زالت تواجه مراحل عمل المشروع هي الفساد وضعف الإدارة، مشدداً على أهمية تسليم إدارته شركات ذات خبرة ورصانة عالية، لأن هذا المشروع فرصة تاريخية للعراق من أجل إنعاش الاقتصاد الوطني.
وأشار صباح إلى أن استلام خمسة أرصفة مرحلة أولى يعد نجاحاً نسبياً تمهيداً لنجاحات قادمة ستمنح العراق فرصة لتطوير وزيادة الأرصفة، لأن ميناء أم قصر يعمل بـ29 رصيفاً، ومخطط لميناء الفاو الكبير أن يحتوي على عدد أرصفة أكبر مما هو موجود في ميناء أم قصر بعدد يتجاوز 90 رصيفاً. وأوضح أن الأهمية الاقتصادية للميناء ستحقق إيرادات سنوية كبيرة من عمليات المناولة والخدمات الأخرى، كما سيحقق إضافة كبيرة لإيرادات الشركة العامة لموانئ العراق، التي تتمثل بزيادة الإيرادات العامة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل كبيرة في مختلف القطاعات.