شهد الاقتصاد البريطاني نمواً بلغ 0.4% في فبراير/ شباط، مقارنة بانخفاض حاد في شهر يناير/ كانون الثاني، حيث عزز الانتشار السريع للقاحات كوفيد-19 الثقة بالتعافي من الوباء.
وأشار مكتب الإحصاء الوطني، اليوم الثلاثاء، إلى أن زيادة بنسبة 1.3% في الإنتاج الصناعي و1.6% في مجال الإنشاءات كانت المحرك الأساسي للنمو، في الوقت الذي ظلت فيه غالبية المتاجر غير الأساسية مغلقة نتيجة تدابير الإغلاق المفروضة على مستوى البلاد.
واحتفلت إنكلترا بنهاية إغلاقها الوطني الثالث أمس الاثنين، بإعادة فتح الصالات الرياضية وصالونات التجميل والمتاجر غير الأساسية. كذلك فتحت الحانات والمطاعم أبوابها، لتقديم الخدمة في الهواء الطلق فقط.
وقال هوارد آرتشر، كبير الاقتصاديين في شركة إي تي آيتم كلاب، لوكالة "أسوشييتدبرس" إنه "بعد التحسن المتواضع في فبراير/ شباط، يبدو أن الاقتصاد قد اتخذ خطوات مهمة إلى الأمام خلال شهر مارس/ آذار، حيث استعدت الشركات الواثقة بشكل متزايد للانفتاح الكبير للاقتصاد في 12 إبريل/ نيسان، وتطلع المستهلكون إلى تحرير الطلب المقيد. يبدو أن خريطة طريق الحكومة للخروج من الإغلاق قد عززت ثقة الشركات والمستهلكين".
لا يزال الاقتصاد أقل بنسبة 7.8% مقارنة بشهر فبراير/ شباط الماضي حيث تتعافى المملكة المتحدة من أسوأ ركود لها منذ 300 عام.
ارتفاع الصادرات
وفي السياق، انتعشت الصادرات البريطانية إلى الاتحاد الأوروبي بشكل كبير في شباط/ فبراير، وفق بيانات معهد الإحصاءات، لكن من دون أن ينجح ذلك في تحويل مسار التراجع القياسي الذي شهده كانون الثاني/ يناير جرّاء بريكست.
وارتفعت المنتجات البريطانية المصدّرة إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 46,6 في المئة حيث بلغت 11,6 مليار جنيه إسترليني، مقارنة بـ7,9 مليارات جنيه إسترليني في كانون الثاني/ يناير.
وأوضحت ناطقة باسم المكتب وفقاً لوكالة "فرانس برس" أن "الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي تعافت بشكل كبير مقارنة بالهبوط الذي سجّل في كانون الثاني/ يناير، لكنها لا تزال دون مستويات 2020".
وتابعت: "لكن لا يزال على الواردات من الاتحاد الأوروبي التعافي بشكل كبير، في ظل وجود مسائل عدة تعرقل التجارة".
وأشار خبير الاقتصاد لدى "بانثيون ماكرو"، سامويل تومز، إلى أن حجم الصادرات "أقل بشكل هامشي" من معدل العام الماضي الشهري قبل تطبيق بريكست الذي بلغ 12 مليار جنيه.
وأكد أن "ذلك يشير إلى أنه جرى سريعاً تجاوز الاضطرابات التي سببها بريكست في تجارة البضائع".
ويذكر أن بريكست دخل حيّز التنفيذ بشكل كامل أواخر العام الماضي، بعدما توصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اتفاق تجاري أبرم في اللحظات الأخيرة مع بروكسل.