صناعيو حلب يشكون من انقطاع الكهرباء وسط تراجع إنتاجهم

08 سبتمبر 2021
انقطاع كبير في الكهرباء (Getty)
+ الخط -

تتوفر في المناطق الصناعية داخل مدينة حلب، على غرار حي كرم القاطرجي، كهرباء الدولة أربعة أيام في الأسبوع، من السادسة صباحاً حتى السادسة مساء. وفي أحيان كثيرة، تخضع هذه المدة للتقنين. أما في الأيام المتبقية، فلا تأتي كهرباء الدولة أبداً، فلا يجد الصناعيون أمامهم حلاً إلا بتشغيل المولدات التي تعمل على المازوت لساعات محدودة أو التوقف عن العمل تماماً، وذلك وسط تراجع حجم الإنتاج.

وتعتمد محافظة حلب نظام تقنين في المناطق الصناعية أفضل من تلك السكنية، التي تشهد ساعات تقنين أطول. ويعتمد سكان المدينة بشكل واسع على الاشتراك في مولدات خاصة.

وشهدت مدينة حلب معارك طاحنة بين القوات التابعة للنظام السوري وفصائل معارضة بدءاً من العام 2012. وفي نهاية 2016، وبعد حصار طويل وهجوم عسكري واسع على الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة، استعادت القوات التابعة للنظام السيطرة على كامل المدينة.

واعتادت المناطق الصناعية، وعددها أكثر من عشر في المدينة، قبل الحرب العمل ليلاً نهاراً. لكنّ المعارك أخرجت المئات من المعامل والورش من الخدمة، قبل أن يستعيد بعضها وتيرة الإنتاج بشكل محدود وتدريجي، تبعاً لساعات توفر الكهرباء.

ويقول المدير العام للشركة العامة للكهرباء في حلب محمّد الصالح، لـ"فرانس برس" "بدأنا العمل لإعادة تأهيل المنظومة الكهربائية في المناطق المتضررة منذ العام 2017، لكن المسألة ليست بهذه السهولة". ويُضيف "دخلنا إلى الأحياء الشرقية لحلب ولم نجد لا نواقل ولا أعمدة ولا محطات توليد الكهرباء. نبدأ من الصفر مُجدداً".

وأعلنت الشركة العامة للكهرباء في حلب، في فبراير/شباط، بدء مشروع إعادة تأهيل المحطة الحرارية في المحافظة بدعم إيراني. ووقعت دمشق وطهران في سبتمبر/أيلول 2017 مذكرة تفاهم "للتعاون في مجال القطاع الكهربائي" تتضمن إلى إعادة تأهيل محطة حلب، إنشاء محطة توليد طاقة في اللاذقية وصيانة وتأهيل قطاعات كهربائية في مناطق أخرى.

وبحسب نائب رئيس غرفة صناعة حلب مصطفى كواية، ضمّت حلب قبل الحرب "35 ألف معمل ومنشأة، لكن العدد تراجع في ذروة الحرب إلى نحو 2500 منشأة". وبعد سيطرة القوات التابعة للنظام على كامل المدينة، عادت تقريباً نحو 19 ألف منشأة إلى العمل.

ودارت عجلة الإنتاج مجدداً "بنسبة لا تزيد عن النصف"، وفق كواية، "بعدما خسرنا نحو 50% من إنتاجنا" مقارنة مع ما قبل 2011.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون