تشخص أبصار المستثمرين في الأسواق المالية إلى تقرير الوظائف الأميركية المرتقب صدوره في وقت لاحق اليوم الجمعة، فيما قفزت أسعار النفط مدعومة بمراهنات على أن تحالف "أوبك+" سيناقش خفض الإنتاج في اجتماع يعقد الإثنين المقبل، مع أن الأسعار لا تزال بصدد تسجيل أسوأ انخفاض أسبوعي في 4 أسابيع بفعل مخاوف من فرض قيود لمكافحة كورونا في الصين وضعف نمو الطلب العالمي.
وبحلول الساعة 01:17 بتوقيت غرينتش، زاد سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 1.2 دولار أو 1.3% إلى 93.56 دولاراً، والعقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 1.16 دولار أو 1.3% إلى 87.77 دولاراً، وفقاً لبيانات "رويترز".
وتراجعت عقود الخامين 3% في الجلسة السابقة إلى أقل مستوى في أسبوعين، في حين يتجه خام برنت صوب انخفاض أسبوعي بنحو 8%، كما يتجه خام غرب تكساس الوسيط صوب التراجع بنحو 6% خلال الأسبوع.
ومن المنتظر أن يجتمع "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها في 5 سبتمبر/ أيلول الجاري، على خلفية تراجع أسعار النفط وانخفاض الطلب، رغم أن السعودية تقول إن الإمدادات تظل محدودة.
بورصات آسيا تعاني مجدداً رغم الإيجابيات
واليوم الجمعة، عانت الأسواق الآسيوية مجدداً، واستمرت في التذبذب، على الرغم من وجود بعض الإيجابيات.
وتراجع كل من طوكيو وهونغ كونغ وسيدني وويلينغتون وتايبيه، بينما تقدمت شنغهاي وسيول ومانيلا وجاكرتا.
وقالت ميرا بانديت من "جي بي مورغان أسيت مانجمنت" إن التوقعات على المدى القريب ليست إيجابية، مشيرة لتلفزيون "بلومبيرغ" إلى أنه "ليس لدينا الكثير من الأسباب التي تجعلنا متفائلين في هذا النوع من البيئة خلال الأسبوعين والأشهر المقبلة".
رهان الأسواق على الفائدة الأميركية
وحافظ الدولار على مكاسبه مع نمو توقعات رفع أسعار الفائدة، إذ يركز التجار الآن على تقرير الوظائف الرئيسي في الولايات المتحدة.
وتشير القراءات الجيدة لنشاط المصانع الأميركية ومطالبات البطالة وخلق الوظائف الخاصة إلى أن الاقتصاد الأعلى في العالم ظل قوياً على الرغم من ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم المرتفع منذ 4 عقود.
لكن محللين قالوا إن الأرقام هي حالة "أخبار جيدة في الأخبار السيئة" لأنها ستمنح مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي مساحة أكبر لمواصلة تشديد السياسة النقدية، مع اصطفاف المسؤولين للالتزام بضرب التضخم حتى لو تسبب ذلك في ركود.
وتتزايد الرهانات على الزيادة الثالثة على التوالي بمقدار 75 نقطة أساس، في اجتماع سبتمبر/ أيلول الجاري.
في السياق، حذر إدوارد مويا من "أواندا" OANDA من أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قد يبدأون التفكير في الزيادة حتى عام 2023 مع تزايد أهمية بيانات التضخم في وقت لاحق من هذا الشهر.
وكتب في تعليق أنه "إذا ظل الاقتصاد مرناً خلال الأشهر القليلة المقبلة، فقد يعتقد سوق العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي أن بنك الاحتياطي الفيدرالي لن يقوم بالتضييق في نهاية العام".
أضاف: "قد تبدأ الأسواق في التسعير برفع أسعار الفائدة في فبراير/ شباط أيضاً، إذا لم تظهر ضغوط التسعير مزيداً من علامات التراجع مع تقرير التضخم الصادر في 13 سبتمبر/ أيلول".
مكاسب في "وول ستريت" وأسهم أوروبا تعوّض من خسائرها
وكانت "وول ستريت" أنهت تداولات الخميس بارتفاع متأخر، مع تراجع مؤشري "داو جونز" الصناعي و"ستاندرد أند بورز 500" الأوسع نطاقاً لمدة 4 أيام، رغم تمديد مؤشر "ناسداك" الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا سلسلة خسائره المتتالية.
واليوم الجمعة، عوضت الأسهم الأوروبية قدراً من خسائر تكبدتها خلال أسبوع مضطرب تزايدت فيه المخاوف حيال أزمة الطاقة وبيانات التضخم القوي وتوقعات رفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الأسبوع المقبل.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.7%، منهياً سلسلة خسائر استمرت خمس جلسات، لكنه يتجه لتسجيل خسارة أسبوعية بنحو 4%، في ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي. وقادت أسهم قطاعي السيارات والتكنولوجيا المكاسب، إذ ارتفعت 1.5% و1.4% على الترتيب.
وهبط سهم مجموعة إكوينور النرويجية للطاقة 1% بعد أن قالت إنها أكملت تخارجها من روسيا. وصعد سهم رايان إير للطيران منخفض التكلفة نحو 2% بعد بلوغ عدد ركابها رقماً قياسياً في أغسطس/ آب للشهر الرابع على التوالي وترسيخ مكانتها كأكبر شركة طيران في أوروبا من حيث عدد الركاب.
صعود الدولار مدعوماً باستمرار رفع الفائدة
هذا ويتجه الدولار لتسجيل مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي، واقترب من أعلى مستوياته منذ 20 عاماً مقابل العملات الرئيسية الأخرى، مع تركيز المستثمرين على بيانات الوظائف ومن الممكن أن تعزز اتجاه الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة.
وترتفع العملة الأميركية منذ أن أعلن رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول في جاكسون هول بولاية وايومنغ يوم الجمعة الماضي أن هناك حاجة للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة "لبعض الوقت" من أجل كبح جماح التضخم.
وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل 6 عملات أخرى، إلى ذروة جديدة لم يبلغها منذ عقدين عند 109.99، مدفوعاً ببيانات اقتصادية أميركية قوية تظهر انخفاضاً في طلبات إعانات البطالة.
وارتفع الدولار إلى أكثر من 140 يناً للمرة الأولى منذ عام 1998 أمس الخميس، وسجل الين هبوطاً جديداً إلى 140.43 للدولار في اليوم نفسه. وقال وزير المالية الياباني شون سوزوكي اليوم الجمعة إن الحكومة سوف تتخذ الإجراء "المناسب" اللازم.
وعوّض اليورو بعض خسائره أمس الخميس أمام الدولار، وعاد ببطء نحو مستوى التعادل مع العملة الأميركية بارتفاعه ثلث نقطة مئوية إلى 0.99780 دولار. واستقر الجنيه الإسترليني إلى حد كبير اليوم أمام الدولار عند 1.15520 للدولار، ليواصل الأسبوع منخفضاً 1.5% تقريباً.
ويجتمع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل، وسط رهان الأسواق على رفع غير مسبوق لأسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس.
الذهب يتجه لثالث هبوط أسبوعي
في سوق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة، لكن المعدن النفيس يواجه ثالث خسارة أسبوعية على التوالي وسط توقعات بأن يتمسك مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بموقفه المتشدد في رفع أسعار الفائدة.
وارتفع سعر أونصة الذهب في المعاملات الفورية 0.4% مسجلاً 1702.49 دولار بحلول الساعة 08:01 بتوقيت غرينتش، لكنه ظل منخفضاً بنحو 2% منذ بداية الأسبوع. وصعدت سعر أونصة العقود الأميركية الآجلة 0.3% إلى 1714.8 دولاراً.