أعلنت شنغهاي اليوم الأحد خطوات أخرى نحو العودة إلى الحياة الطبيعية بشكل أكبر وإنهاء إغلاق كوفيد-19 الذي استمر شهرين هذا الأسبوع، بينما أعادت بكين فتح أجزاء من وسائل النقل العام وبعض مراكز التسوق وصالات الألعاب الرياضية وأماكن أخرى مع استقرار عدد الإصابات.
واعتباراً من يوم الأربعاء يهدف المركز التجاري الصيني البالغ عدد سكانه 25 مليون نسمة إلى إنهاء الإغلاق الذي ألحق أضراراً جسيمة بالاقتصاد وشهد فقد كثيرين من سكانه دخولهم ومواجهة صعوبة من أجل الحصول على الغذاء والتأقلم نفسياً مع العزلة المطولة.
وتتعارض القيود المؤلمة لفيروس كورونا في المدن الصينية الكبرى مع الاتجاهات التي شوهدت في بقية العالم والتي انتقلت إلى حد كبير نحو التعايش مع الفيروس حتى مع انتشار الإصابات.
وقالت يين شين المتحدثة باسم الحكومة في شنغهاي، أكثر مدن الصين سكاناً، إن المركز المالي الصيني سيخفف من شروط اختبارات الكشف عن كوفيد-19 اعتباراً من يوم الأربعاء لمن يرغبون في دخول الأماكن العامة أو استخدام وسائل النقل العام لتشجيع استئناف العمل والعودة إلى الحياة الطبيعية.
وقالت يين، وفقاً لوكالة رويترز، إن "الوضع الحالي للجائحة في المدينة مستمر في الاستقرار والتحسن". وأضافت أن استراتيجية شنغهاي "تتمحور الآن نحو تطبيع الوقاية والسيطرة".
وقالت في إيجاز صحافي إنه اعتباراً من يوم الأربعاء سيتعين على من يدخلون الأماكن العامة أو يستقلون وسائل النقل العام إظهار نتيجة سالبة لاختبار للكشف عن كورونا تم إجراؤه في غضون 72 ساعة مقابل 48 ساعة قبل ذلك. ولن تحدث تغييرات على الاختبارات بالنسبة لمن يريدون مغادرة المدينة.
وتم السماح لعدد أكبر من الناس بمغادرة شققهم ولمزيد من الشركات باستئناف نشاطها رغم أن العديد من السكان لا يزالون محصورين إلى حد كبير في مجمعاتهم السكنية ومعظم المحلات التجارية تقتصر على خدمات التوصيل.
وقالت صحيفة شنغهاي سيكيوريتيز نيوز الحكومية، اليوم الأحد، إن السلطات وافقت على إعادة فتح 240 مؤسسة مالية في المدينة اعتباراً من يوم الأربعاء، لتضاف إلى قائمة تضم 864 شركة أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر. وهذا من أصل ما يقرب من 1700 شركة مالية في شنغهاي.
وقالت الصحيفة إن أكثر من عشرة آلاف مصرفي ومتعامل يعيشون ويعملون في مكاتبهم منذ بدء الإغلاق سيعودون تدريجياً إلى ديارهم.
وسمحت شنغهاي بالفعل لشركات التصنيع في مجالات صناعة السيارات وعلوم الحياة والمواد الكيميائية وأشباه الموصلات باستئناف الإنتاج منذ أواخر إبريل/ نيسان.
وفي العاصمة بكين سُمح للمكتبات والمتاحف والمسارح وصالات الألعاب الرياضية بإعادة فتح أبوابها اليوم الأحد في المناطق التي لم تشهد حالات إصابة مجتمعية بفيروس كورونا لمدة سبعة أيام متتالية.
وأدّت تداعيات الإغلاق المفروضة منذ شهرين تقريباً إلى قيام رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ بالدعوة الأربعاء الماضي إلى بذل مزيد من الجهود لإعادة الاستقرار إلى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في تحذير غير معهود حيال الوضع الراهن في وقت تؤثّر استراتيجية "صفر كوفيد" التي تتبعها السلطات على النمو.
وقال لي كه تشيانغ، أثناء اجتماع لمجلس الدولة (الوزراء)، إن "الصعوبات هي في بعض الجوانب وإلى حدّ ما أكبر من تلك التي كانت عام 2020 عندما كان الوباء يضرب بشدة".
وقال لي للمسؤولين إن عليهم ضمان تحقيق نمو "معقول" في الربع الثاني من العام، ما يعزز المخاوف من أن هدف البلاد الطموح في تحقيق نمو نسبته 5,5 في المائة قد لا يكون قابلاً للتطبيق على أرض الواقع.
وخفضت "إس آند بي للتصنيفات العالمية" توقعاتها هذا الشهر للنمو على مستوى العام بأكمله للصين من 4,9 في المائة إلى 4,2 في المائة بسبب قيود كوفيد.
وحذّر محللون لدى شركة "نومورا" في مذكرة مؤخراً من أن "هناك احتمالاً متزايداً أن يكون نمو إجمالي الناتج الداخلي سلبياً في الفصل الثاني" من العام.
كذلك تراجعت أرباح الشركات الصناعية في الصين بأسرع وتيرة في عامين في إبريل/ نيسان، وتقلصت الأرباح 8.5 بالمائة عنها قبل عام، انخفاضاً من زيادة 12.2 بالمائة في مارس/ آذار، والتراجع هو الأكبر منذ مارس/ آذار 2020.
وانخفض الناتج الصناعي لشنغهاي، المركز التجاري بالبلاد، بنسبة 61.5 بالمائة في إبريل/ نيسان، وسط إغلاق شامل، وهو تراجع أكثر حدة بكثير مقارنة مع انخفاض 2.9 بالمائة على الصعيد الوطني.
(الدولار = 6.7 يوان صيني)
(رويترز، العربي الجديد)