شركات الطيران الأميركية تتوقع نهاية الخسائر والعودة للأرباح

18 مارس 2021
زيادة كبيرة في الحجوزات وعدد المسافرين بالمطارات
+ الخط -

يبدو أن الضوء بدأ يظهر بقوة في نفق صناعة السفر والطيران الأميركية بعد 12 شهرا عجافا عاشتها شركات الطيران ووكالات السفر والسياحة في الولايات المتحدة وكادت تفلس العديد منها.

وفي أولى البشائر قال عدة رؤساء تنفيذيين بشركات الطيران الكبرى في الولايات المتحدة وهيئات أمن السفر بالمطارات الأميركية، إن هنالك زيادة كبيرة في الحجوزات وعدد المسافرين بالمطارات خلال شهر مارس/ آذار الجاري.
وتشير بيانات إدارة أمن السفر في أميركا إلى أن عدد المسافرين يومياً عبر المطارات الأميركية ارتفع من مستوياته الدنيا في إبريل/ نيسان الماضي البالغة في المتوسط 87.534 ألف مسافر أو نحو 4% من عدد المسافرين في الظروف العادية، إلى أكثر من مليون مسافر يومياً خلال شهر مارس/ آذار الجاري ليبلغ العدد أعلى مستوياته في يوم الاثنين الماضي عند 1.36 مليون مسافر.

وهذه مؤشرات قوية تدعم توقعات الانتعاش الاقتصادي الأميركي المتوقع خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وفي شأن التحسن السريع الذي طرأ على حركة السفر وحجوزات الطيران، قال الرئيس التنفيذي لشركة " أميركان أيرلاينز"، دوغ باركر" في تعليقات بمؤتمر "جي بي مورغان الاستثماري" السنوي المنعقد يوم الثلاثاء، إن حجوزات السفر عبر الطيران بلغت أعلى مستوياتها خلال الثلاثة أسابيع الماضية، وهو أكبر ارتفاع منذ بداية الإغلاق في العام الماضي.

شركات الطيران في أميركا تخسر يومياً نحو 150 مليون دولار بسبب عمليات الإغلاق وتقييد الحركة بسبب جائحة كورونا

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة "ساوث ويست أير لاينز" غاري كيلي، في لقاء مع صحيفة "واشنطن بوست" يوم الأثنين، " يبدو أن هذه بداية النهاية لمحنة السفر والطيران".
من جانبها ترى شركة "ويست أيرلاينز" الأميركية، أنها ستتمكن من التشغيل دون خسائر بحلول شهر يونيو/ حزيران المقبل.

وفي ذات الشأن، يتوقع الرئيس التنفيذي لشركة "يونايتد أيرلاينز"، سكوت كيربي، في تعليقات بمؤتمر" جي بي مورغان"، أن تتمكن شركته من التشغيل دون خسائر بنهاية شهر مارس/ آذار الجاري.
وتشير بيانات اتحاد شركات الطيران في أميركا إلى أن الشركات كانت تخسر يومياً نحو 150 مليون دولار بسبب عمليات الإغلاق وتقييد الحركة بسبب جائحة كورونا، وذلك وفق البيانات التي نشرتها مجلة "غلوبال ترافل" العالمية.
وعمدت شركات الطيران الأميركية لخفض النفقات خلال العام الماضي لتفادي الوقوع في شراك الإفلاس، عبر تنفيذ مجموعة من الخطوات التقشفية، شملت التخلص من أسطول الطائرات القديمة ومنح الموظفين إجازات طوعية عن العمل ومنح خيار التقاعد المبكر وخفض شبكة مكاتبها العالمية والمحلية.

ووفق محللين فإن حملات التطعيم القوية والسريعة التي نفذتها إدارة الرئيس جوزيف بايدن خلال الشهرين ضد فيروس "كوفيد 19" كانت وراء عودة الثقة للمواطن الأميركي في المستقبل واقباله على استهلاك السلع والخدمات ومن بينها خدمات السفر والسياحة.
كما أن التقارير المتواترة التي تتوقع حدوث انتعاش قوي في الاقتصاد الأميركي رفعت معنويات المواطنين وزادت من اقبالهم على السفر والترفيه خلال الربيع والصيف المقبلين. وتشير بيانات مراكز السيطرة على الأمراض المعدية والوقاية الأميركية، إلى أن 72% من المواطنين الأميركيين فوق سن البلوغ تم تطعيمهم حتى بداية الأسبوع الجاري.

نحو 60% من الأميركيين يخططون للسفر خلال الشهور الثلاثة المقبلة، وهو ما يعني أن حركة السياحة والسفر الداخلي بالولايات المتحدة ستشهد انتعاشاً كبيراً خلال الصيف

وفي ذات الشأن، يشير مسح نشره موقع قناة "سي بي أس" التلفزيونية الأميركية، يوم الاثنين، إلى أن نحو 60% من الأميركيين يخططون للسفر خلال الشهور الثلاثة المقبلة، وهو ما يعني أن حركة السياحة والسفر الداخلي بالولايات المتحدة ستشهد انتعاشاً كبيراً خلال الصيف المقبل وتضيف إلى الانتعاش الذي تشهده قطاعات الإسكان والخدمات المصاحبة الأخرى. وتعد صناعة السفر والسياحة في الولايات المتحدة من الصناعات الرئيسية في مكونات الناتج المحلي.
وحسب بيانات موقع "ستاتيستا" الذي يعنى بالبيانات الإحصائية للاقتصاد العالمي، فإن صناعة السفر والسياحة ساهمت بنحو 1.1 ترليون دولار من إجمالي الناتج المحلي الأميركي في العام 2019.

ويزور أميركا سنوياً نحو 80 مليون سائح من أنحاء العالم في المتوسط قبل جائحة كورونا. ولكن من المتوقع أن تتأخر حركة الطيران والسفر إلى المحطات الخارجية خلال العام الحالي بسبب عمليات الإغلاق الجارية في أوروبا والعديد من الوجهات العالمية وتعقيدات الفحص الصحي ووثائق السفر التي سببتها جائحة كورونا.
وتواجه الوجهات المحبذة لدى مواطني الولايات المتحدة، في أوروبا مثل باريس وروما ولندن عمليات إغلاق وتقييد للحركة والسفر.

في هذا الصدد، قال مارتان إيرش، المدير العام لمنظمة مستشفيات باريس أمس الأربعاء، إن انتشار فيروس كورونا يتفاقم في منطقة باريس الكبرى حيث تواجه المستشفيات ضغوطاً هائلة.
وصرح إيرش لإذاعة "آر.تي.إل" الفرنسية بأن هناك اختيارين لاحتواء المرض، إما إغلاق محلي في عطلة نهاية الأسبوع مثلما يحدث في أنحاء أخرى من البلاد أو تطبيق إغلاق أوسع نطاقاً في المنطقة.

وفي روما قررت الحكومة الإيطالية غلق المدارس والمطاعم والمتاجر في أغلب مناطق البلاد، منذ بداية الأسبوع خوفاً من موجة جديدة من وباء كورونا بعد تسجيل تصاعد في أعداد الإصابات بالفيروس.

وعلى الرغم من التفاؤل بعودة صناعة السفر والطيران للانتعاش في كل من أميركا والصين، فإن صناعة السفر العالمية لا تزال تعاني من الخسائر الضخمة، إذ تقدر وكالة بلومبيرغ، أن خسائرها ستبلغ في العام الجاري 3.3 تريليونات دولار. وتمثل صناعة السفر والسياحة نحو 10% من حجم الاقتصاد العالمي.

المساهمون