استمع إلى الملخص
- شركة سوناطراك الجزائرية شحنت 30 ألف طن من الفيول لدعم لبنان، مما يعكس عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
- رئيس الحكومة الجزائرية أبلغ نظيره اللبناني بقرار تزويد لبنان بالفيول فوراً، وطلب ميقاتي تحقيقاً في انقطاع الكهرباء، ودعت نقابة عمال الكهرباء لتسوية الخلافات السياسية.
أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية وليد فياض أن باخرة الفيول الجزائرية لمصلحة كهرباء لبنان ستصل إلى بيروت يوم الاثنين المقبل، موضحاً في حديث إذاعي اليوم الجمعة، أن الوزارة أخذت عيّنة من الحمولة أرسلت عبر شركة البريد السريع "دي أتش إل" إلى دبي، حيث سيتم فحصها، مشيراً إلى أنه إذا تطابقت مع المواصفات اللازمة سيبدأ المواطن بالاستفادة من تحسّن تدريجي في التغذية بدءاً الثلاثاء.
وعن سيناريوهات مواجهة الحرب المفتوحة، تحدث فياض عن أن "بعض المستشفيات الحكومية تحصل على التغذية مباشرة من شركة كهرباء لبنان، وفي حال حصول أي طارئ ممكن الاعتماد على الشبكة الكهرمائية في بعض المستشفيات بحسب موقعها". ولفت إلى أن "منظومة المولدات الكهربائية المنتشرة في كل المناطق كما امتداد الطاقة الشمسية ممكن أن يشكل حماية نوعاً ما لأزمة الطاقة، في حال أراد العدو الصهويوني استهداف شبكة الكهرباء". وأكد فياض أن "لدى لبنان ما يكفي لمدّة شهر أو أكثر من الحاجة إلى المواد النفطية للاحتياجات الضرورية، لا سيّما لسيارات الإسعاف والمستشفيات وتأمين ضخّ المياه".
وكانت شركة المحروقات الجزائرية سوناطراك قد أعلنت يوم الأربعاء، شحن أول حمولة وقود باتجاه بيروت للمساهمة في حل أزمة كهرباء لبنان من خلال تشغيل معامل التوليد، وذلك تطبيقاً لقرار أصدره الرئيس عبد المجيد تبون يوم الأحد الماضي. وأفاد بيان لشركة سوناطراك بأنها "شرعت في شحن أول حمولة من مادة الفيول إلى دولة لبنان، وتأتي هذه المبادرة لتدعيم لبنان بالطاقة ومساعدته على تجاوز أزمته الحالية، في خطوة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين الجزائر".
وأكد المصدر نفسه أن "الشحنة التي يتم تجهيزها في ميناء سكيكدة البترولي، تُقدَّر بحوالي 30 ألف طن من مادة الفيول مرحلةً أولى، وستُشحن إلى لبنان عبر ناقلة الفيول إينيكر، التابعة لمجمع سوناطراك والتي ستنطلق يوم 22 أغسطس/آب الجاري باتجاه لبنان".
وتهدف هذه العملية – بحسب البيان- إلى الوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف الصعبة، من خلال تزويده فوراً بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد، كما "ترجم هذه المبادرة التزام سوناطراك الراسخ، بدعم قرارات الدولة الجزائرية، وتعزيز الروابط الأخوية مع لبنان، مما يعكس روح التعاون والتضامن بين البلدين".
وكان رئيس الحكومة الجزائرية نذير العرباوي قد أبلغ في اتصال هاتفي رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي، بالقرار الصادر عن الرئيس تبون "بتزويد لبنان الشقيق وبشكل فوري، بكميات من الفيول من أجل تشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية وإعادة التيار الكهربائي في البلاد، وبالوقوف بجانب لبنان الشقيق في هذه الظروف العصيبة".
ويوم الاثنين الفائت، طلب ميقاتي إجراء تحقيق فوري في موضوع الانقطاع الكلي لتيار كهرباء لبنان مع الأشخاص المعنيين بالملف من دون استثناء وذلك في سبيل ترتيب المسؤوليات القانونية بناءً على النتائج. وذكر في كتاب أن "تقصيراً ظهر بعدم دعوة مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان للانعقاد أدى إلى وقوع أزمة كان من الممكن تفاديها ما يقتضي معه مساءلة المسؤولين عنها منعاً لتكرارها بعدما وضعت الحكومة مسألة الكهرباء من أولويات خطة الطوارئ لديها"، لافتاً إلى أن مجلس إدارة المؤسسة لم ينعقد بسبب غياب المدير العام لا بل بسبب قطع التواصل مع الجميع ولم يفوّض أي من أعضاء المجلس بالصلاحيات ولا سيما المالية منها.
وجاءت تصريحات فياض الإذاعية غداة توزيع نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان بياناً الخميس، طلبت فيه من "جميع الأفرقاء تسوية خلافاتهم السياسية بعيداً من مؤسسة كهرباء لبنان، ليتسنى لها القيام بواجبها تجاه المواطنين والسير بتنفيذ خطة النهوض بقطاع الكهرباء، خاصةً في هذه الظروف القاهرة".
وأشارت النقابة في بيانها إلى أن انقطاع الكهرباء في لبنان هو من المرافق الرافعة للاقتصاد الوطني، وعلى تماس مباشر مع كل المواطنين، معتبرة أن المطلوب من كل الأفرقاء النأي بالخلافات السياسية التي أوصلت حال هذا القطاع إلى ما وصل إليه مع ما رافقته من تداعيات على مؤسسة كهرباء لبنان.
وبعد خطة النهوض في قطاع الكهرباء وتحسن الوضع المالي للمؤسسة، قالت النقابة إنها فوجئت بما اعتبرته "الهجمة على المؤسسة بشخص مديرها ورئيس مجلس إدارتها كمال الحايك، والتي تخفي ما تخفيه في طياتها من خلافات سياسية ونيات مبيّتة".