أظهرت بيانات تتبع السفن التي نشرتها وكالة أسوشييتد برس، أنّ ناقلة النفط "سويس راجان" التي يُشتبه بأنها تحمل نفطاً خاماً إيرانياً خاضعاً للعقوبات الغربية، بدأت تفريغ حمولتها بالقرب من ولاية تكساس الأميركية، في وقت متأخر من يوم السبت.
وتعود قصة الناقلة "سويس راجان" إلى فبراير/ شباط من العام 2022، عندما قالت نشرة "جماعة متحدون ضد إيران النووية"، إنها تشتبه في أنّ الناقلة كانت تحمل النفط الإيراني، وأنها أبحرت من جزيرة خرج الإيرانية.
وأظهرت بيانات تتبع السفن التي حللتها "أسوشييتد برس"، أنّ ناقلة النفط "سويس راجان" التي ترفع علم "جزر مارشال"، نقلت نفطها من سفينة إلى أخرى حتى ظهرت في المياه جنوب شرقي هيوستن، وأفرغت شحنتها هنالك، حيث استولت شركة أميركية على الشحنة.
وطوال الفترة الماضية، ظل مصير الشحنة على متن الناقلة "سويس راجان"، غير معروف، حتى في الوقت الذي تعمل فيه طهران وواشنطن على فك تجميد مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية، مقابل الإفراج عن خمسة أميركيين محتجزين في طهران.
وتحاول إيران التهرب من العقوبات الأميركية ومواصلة بيع نفطها في الخارج، بينما تصادر الولايات المتحدة وحلفاؤها الشحنات منذ العام 2019 بعد انهيار الاتفاق النووي الذي وقعته القوى الدولية مع طهران.
وحذر الحرس الثوري الإيراني شبه العسكري من أنّ المتورطين في تفريغ حمولة الناقلة "سويس راجان"، "عليهم أن يتوقعوا الرد على ذلك".
وعززت البحرية الأميركية وجودها بشكل مطرد، خلال الأسابيع الأخيرة، في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج، حيث أرسلت القوات حاملة الطائرات "يو إس إس باتان"، عبر مضيق هرمز، وتفكّر في وضع أفراد مسلحين على متن سفن تجارية تسافر عبر المضيق لمنع إيران من العبور أو الاستيلاء على ناقلات نفط وشحنات تجارية.
وبحسب تقرير "أسوشييتد برس"، لم يرد المسؤولون الأميركيون ومالكة الناقلة "سويس راجان" أي شركة أوكتري كابيتال مانجمنت ومقرها لوس أنجليس، على طلبات للتعليق من الوكالة.
ووفق مصادر ملاحية، بقيت السفينة في بحر الصين الجنوبي قبالة الساحل الشمالي الشرقي لسنغافورة قبل أن تبحر فجأة إلى خليج المكسيك دون تفسير.
ويعتقد محللون أنه من المحتمل أن يكون المسؤولون الأميركيون قد استولوا على شحنة السفينة، على الرغم من عدم وجود وثائق حول هذا الأمر.
وفي وقت سابق، احتجزت إيران ناقلتين بالقرب من مضيق هرمز، إحداهما تحمل شحنة لشركة النفط الأميركية شيفرون كورب. وقال قائد القوات البحرية في الحرس الثوري العميد علي رضا تنكسيري في ذلك الوقت: "نعلن أننا سنحمّل أي شركة نفط سعت إلى تفريغ نفطنا من السفينة المسؤولية كما نحمّل أميركا المسؤولية". وأضاف: "لقد انتهى عصر الضرب والهروب وإذا ضربوا، يجب أن يتوقعوا الرد".
وأصبح التأخير في تفريغ شحنة "سويس راجان" قضية سياسية أيضاً لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث ظلت السفينة لأشهر في خليج المكسيك، ربما بسبب قلق الشركات من التهديد الإيراني.
ووفق "أسوشييتد برس"، طلبت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في رسالة مؤرخة يوم الأربعاء الماضي، من البيت الأبيض، تحديثاً لما سيحدث مع شحنة السفينة التي تقدر قيمتها بحوالي 56 مليون دولار.
وقالوا إنّ الأموال يمكن أن تذهب إلى صندوق ضحايا الإرهاب الذي ترعاه الولايات المتحدة، والذي يعوض المتضررين من هجمات 11 سبتمبر/ أيلول وأزمة الرهائن في إيران عام 1979. وجاء في الرسالة: "نحن مدينون لهذه العائلات الأميركية بفرض عقوباتنا".