سوق الغذاء يلتقط الأنفاس...هل تتراجع الأسعار؟

07 يونيو 2022
القمح الأوكراني يعود لأسواق العالم عبر الممرات الآمنة (Getty)
+ الخط -

تنفس سوق الغذاء العالمي الصعداء بعد فترة توتر دامت أكثر من 3 شهور، وتلقى السوق دعماً وتطورات إيجابية خلال الأيام الأخيرة بشكل قد يدفع أسعار الحبوب نحو التراجع، كما يساهم في تلبية جزء من احتياجات الدول المستوردة للأغذية والحاصلات الزراعية.

أبرز التطورات ما كشفته صحيفة "إزفيستيا" الروسية، يوم الاثنين، أن موسكو وضعت مع كييف وأنقرة صيغة أولية لإخراج السفن الأوكرانية المحملة بالحبوب من ميناء مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود، وأن أوكرانيا وافقت على السماح بدخول السفن التركية إلى مياهها الإقليمية لإزالة الألغام من المنطقة المتفق عليها وإقامة "ممر الحبوب".

ومن المقرر اعتماد الممر الآمن وخريطة الطريق خلال زيارة وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، إلى تركيا اليوم وغداً.

موسكو وضعت مع كييف وأنقرة صيغة أولية لإخراج السفن الأوكرانية المحملة بالحبوب من ميناء مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود

بل إن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو سبق زيارته بتصريح مهم اليوم الثلاثاء قال فيه إن ميناءي بيرديانسك وماريوبول الأوكرانيين، اللذين استولت عليهما القوات الروسية، جرى تطهيرهما من الألغام ليكونا جاهزين لاستئناف شحن الحبوب إلى الأسواق العالمية. وأنه تم الانتهاء من إزالة الألغام من ميناء ماريوبول الذي بات يعمل بشكل طبيعي، وقد استقبل أولى سفن الشحن الخاصة به.

وتأتي هذه الخطوة في اطار خطط تعمل الأمم المتحدة على وضعها مع كييف وموسكو حول كيفية استئناف تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وتوفير تركيا مرافقين بحريين لضمان مرور آمن سفن الحبوب خارج البحر الأسود.

يواكب هذا التطور المهم أيضاً حديث مسؤولين أوكرانيين أن بلادهم تستهدف زيادة طاقتها التصديرية من موانئ نهر الدانوب، ما قد يسمح بشحن الحبوب إلى موانئ رومانيا على البحر الأسود.

وهذا خبر مهم للأسواق، خاصة أن أوكرانيا أحد اللاعبين الأساسيين في سوق الأغذية العالمي، وهي دولة إنتاج زراعي كبرى خاصة من القمح والذرة والشعير، وقبل الحرب كانت تقوم بتصدير معظم سلعها عبر موانئ بحرية عدة.

لكن الغزو الروسي أجبرها على تصدير السلع والحبوب بواسطة الطرق البرية ومنها سكك الحديد وعبر حدودها الغربية، أو عبر موانئ أصغر على نهر الدانوب.

من أبرز التطورات أيضاً حدوث قفزة في صادرات روسيا من الحبوب، إذ صدّرت 620 ألف طن الأسبوع الماضي، مقابل 360 ألف طن في الأسبوع السابق.

مصر تقترب من استيراد أولى شحنات القمح الهندي، والحكومة تؤكد أن البلاد لديها مخزون استراتيجي يكفي لنحو ستة أشهر

صحيح أن روسيا رفعت أسعار تصدير القمح 15 دولاراً لتصل إلى 425 دولاراً للطن، بسبب زيادة الاقبال عليه، لكن إمدادات الغذاء النشطة من موانئ روسيا المطلة على البحر الأسود هي بمثابة خبر سار لأسواق الأغذية في العالم.

عربياً بدت هناك أخبار إيجابية أيضاً، فقد نجحت الحكومة المصرية حتى الآن في توريد 3.6 ملايين طن من القمح المحلي منذ بداية موسم الحصاد، وهو ما يعني أن البلاد لديها مخزون استراتيجي من القمح يكفي لنحو ستة أشهر وفق تصريحات مصدر مسؤول اليوم.

كما اقتربت الحكومة من استيراد أولى شحنات القمح الهندي، فيما تدرس خياراً لمبادلة القمح المستورد من الهند بصادرات، مثل الأسمدة. وينتظر القطاع الخاص تسلم أول مركب من القمح الهندي بشحنة تبلغ 60 ألف طن خلال الفترة المقبلة.

وانطلق اليوم موسم حصاد القمح في تونس وسط توقعات بحصاد 1.9 مليون قنطار مقارنة بنحو 1.6 مليون قنطار في الموسم الماضي.

وأعلنت حكومة قيس سعيد اليوم أن تونس تخطط لزيادة نسبة إنتاج القمح بنسبة 50 بالمائة بداية من العام القادم في إطار خطة لتحسين الأمن الغذائي للبلاد بعد الأزمة العالمية التي قفزت بسعر الحبوب إلى مستويات قياسية.

وفي الجزائر انطلقت ماكينات حصاد القمح، وسط تفاؤل الفلاحين بموسم وافر، بسبب ارتفاع المساحات المسقية بالأمطار الغزيرة التي سجلتها البلاد طيلة موسمي الشتاء والربيع، عكس الموسم الماضي الذي تميز بجفاف حادٍ.

في الجزائر انطلقت ماكينات حصاد القمح، وسط تفاؤل الفلاحين بموسم وافر، بسبب ارتفاع المساحات المسقية بالأمطار الغزيرة

وهذا خبر سار للجزائر التي تُعتبر من بين أكبر الدول المستوردة للقمح اللين في العالم، وتعد فرنسا المورد الرئيسي، بما قيمته ما بين 2 و3 مليارات دولار سنوياً.

ورغم هذه التطورات الإيجابية إلا أن خطر قلة الغذاء وارتفاع أسعار القمح وانعدام الأمن الغذائي في العديد من الدول العربية لا يزال قائماً، في ظل تراجع المخزون العالمي من الحبوب، وتوقعات بخسارة نصف القمح الأوكراني، واستمرار فرض روسيا الخناق على الموانئ الأوكرانية، وتفاقم أزمة الجفاف في عدد من كبار الدول المنتجة للحبوب ومنها الولايات المتحدة.

المساهمون