سورية: نفاد حليب الأطفال واجتماع حكومي لرفع أسعاره

09 يناير 2023
فقد الحليب من الأسواق له تداعياته على صحة أطفال الأسر الفقيرة (الأناضول)
+ الخط -

مرّ شهر كامل والأسواق السورية تعاني من نفاد مادة حليب الأطفال، والأسباب بحسب مصادر سورية، تتعلق بتراجع سعر صرف الليرة وتردد التجار باستيراد المادة وبيعها بالسعر القديم، على أهميتها وضرورتها، لتؤكد آراء متطابقة وجود كميات كبيرة من حليب الأطفال ضمن حرم ميناء اللاذقية، لكن تخليصها جمركياً وإدخالها للأسواق يتطلب رشى وإتاوات ورسوماً مرتفعة، ما يوصل سعرها لضعف السعر الرسمي.

وأخرجت حكومة بشار الأسد حليب الأطفال من قائمة المستوردات الحكومية، فيما اقتصرت المؤسسة العامة لتجارة الأدوية "فارمكس" على استيراد بعض أدوية الأمراض الخطرة والسارية، تاركه استيراد حليب الأطفال للتجار الذين يتلقون دعماً باستيراده عبر منحهم الدولار بالسعر الرسمي (3000 ليرة للدولار)، في حين السعر بالسوق، اليوم الإثنين، نحو 6200 ليرة سورية.

أخرجت حكومة بشار الأسد حليب الأطفال من قائمة المستوردات الحكومية

وبحسب السيدة زينب دالي، من دمشق، فقد بلغ سعر كيس حليب النيدو زنة 900 غرام بدمشق اليوم نحو 50 ألف ليرة سورية، في حين لم يزد سعره خلال الشهر الماضي عن 22 ألف ليرة، ووصل سعر حليب "نان1" إلى 35 ألف ليرة، في حين أن سعره الرسمي نحو 17 ألف ليرة.

وتكشف العاملة بقطاع الصحة بدمشق زينب دالي لـ"العربي الجديد"، عن اجتماع لجنة تسعير الدواء، اليوم الإثنين، في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بهدف رفع سعر حليب الأطفال بضوء سعر الصرف الجديد، وسيتم تبليع نقابة الصيادلة فور الوصول إلى الأسعار النهائية، ليصار إلى تعميمها على المستودعات وبما يساهم في توفير المادة في الصيدليات.

وحول استمرار دعم المادة عبر منح المستوردين الدولار بالسعر الرسمي، تضيف دالي متحدثة لـ"العربي الجديد"، أن رئاسة مجلس الوزراء بحكومة بشار الأسد وافقت، اليوم، على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمنة آلية تمويل المستوردات للمواد الأساسية للتجار والمواد الأولية للصناعيين والتي لها الأولوية بالتمويل، مضيفة أن مستوردي مادة حليب الأطفال سيتلقون دعماً عبر آلية تمويل جديدة، تنص على تسديد 50% من قيمة البضاعة بالليرات السورية خلال تقديم طلب التمويل بعد الحصول على إجازة الاستيراد، واستكمال المبلغ المتبقي خلال مدة شهر من إدخال البضائع ووضعها بالاستهلاك المحلي.

من جهته، يكشف تاجر الأدوية بدمشق أحمد الصمودي أن التجار يتلقون الدولار بالسعر الرسمي خلال استيراد الحليب، لكنهم يضيفون تكاليف النقل والتخليص الجمركي وحتى "النفقات المستورة" على السعر النهائي، ليكون السعر بالنتيجة وكأنه وفق سعر الدولار بالسوق السوداء.

ويؤكد الصمودي لـ"العربي الجديد"، شح الأسواق السورية، منذ شهر، من مادة حليب الأطفال، ما رفع الأسعار بالسوق إلى أكثر من الضعف (نحو 40 ألف ليرة للعبوة)، بعد رفع مستودعات التجار السعر وفق سعر الصرف الجديد وعدم توريدهم للتجار والصيدليات الحليب بالأسعار القديمة.

ويتوقع الصمودي استجابة وزارتي التجارة الداخلية والصحة لمطالب التجار برفع السعر اليوم أو غداً، لأن تكاليف الاستيراد وأجور النقل تزيد عن السعر الرسمي الذي لا يتجاوز 16.9 ألف ليرة سورية لعبوة حليب نان1 على سبيل المثال.

وحول وجود الحليب بالأسواق وبعض الصيدليات وبأسعار مرتفعة، يبرر تاجر الأدوية من دمشق أن المستودعات توزع لبعض الصيدليات والتجار الذين يوافقون على السعر المرتفع، مبيناً أن مستودعات الأدوية بالقطاع الخاص هي المعنية بالتوزيع والمتحكمة بالسعر، وليس للصيدليات علاقة بالسعر، فـ"الصيدليات مراكز بيع بالمفرق لتجار الجملة أصحاب مستودعات الأدوية".

ويضيف المتحدث خلال اتصال مع "العربي الجديد"، أن شحنات حليب الأطفال وصلت إلى ميناء اللاذقية، وإذا تم تعديل السعر اليوم، فسنرى وفرة المادة بالأسواق، كاشفاً أن مستوردي حليب الأطفال بسورية هم 11 تاجراً يوردون لمستودعات الأدوية التي تخزن المادة.

ويتم تحديد سعر حليب الأطفال من قبل لجنة مؤلفة من ممثلين عن المؤسسة العامة للتجارة الخارجية، ووزارة الصحة، ونقابة الصيادلة والمكاتب العملية، التي تعنى بتسعير الأدوية الاستيرادية وحليب الأطفال والرضع ما دون السنتين، وتحدد قيمة الدولار أمام الليرة لحساب قيمة المواد لمدة محددة تتغير في كل فترة، بسبب التغير في الأسعار المرتبط بسعر الصرف.

وتتكرر منذ سنوات حالات فقدان حليب الأطفال بالسوق السورية قبل أن يعاد النظر بتسعيرها، لكن هذه المرة، بحسب مصادر من دمشق، كانت الأطول والأكثر ارتفاعاً للسعر، إذ نفدت منتجات شركة "نستله" بشكل شبه كامل من السوق (نان، وكيكوز، ونيدو)، وانتشرت بدائل أخرى، يقول أحمد الصمادي إنها معتمدة من وزارة الصحة السورية ولا مخاطر على الأطفال من تناولها.

المساهمون