سورية: فوضى توزيع المخصصات الغذائية مستمرة مع "البطاقة الذكية"

15 فبراير 2021
لم يحصل مواطنون على مخصصاتهم من المواد الغذائية الشهر الماضي (Getty)
+ الخط -

تعيش معظم مناطق سيطرة النظام السوري حالة من الفوضى المستمرة في عملية بيع وتوزيع المخصصات الشهرية في المؤسسات الاستهلاكية التابعة لـ"المؤسسة السورية للتجارية" في حكومة النظام السوري، والتي يعتمد عليها الكثير من السوريين بسبب دخلهم المحدود، تلك الفوضى أدت إلى حرمان الكثير من المواطنين من مخصصاتهم الشهر الماضي، بينما تتبرأ المؤسسة الاستهلاكية من المسؤولية.

وقال مواطنون من مدينة حلب، لـ"العربي الجديد"، إنهم لم يحصلوا على مخصصاتهم الشهر الماضي من الأرز والسكر، وغيرها من المواد الغذائية التي تباع في المؤسسات الاستهلاكية التابعة لحكومة النظام، وذلك بسبب عدم وصول رسالة نصية إلى هواتفهم النقالة من أجل الذهاب إلى أحد المراكز لشراء مخصصاتهم.

وهذا الشهر مضى نصفه ولم تصل الرسائل بعد، في حين أن آخرين وصلت إليهم الرسالة في بداية الشهر وأخذوا مستحقات الشهر الماضي والشهر الجاري.

ويقول حسين الحلبي، لـ"العربي الجديد"، إنه "عندما تتوفر المواد في المؤسسة لا تصل الرسالة، وعندما تصل الرسالة يذهب إلى المؤسسة ويقف في الطابور طويلا، ويعود خاوي اليدين بسبب نفاد الكمية"، ثم يضيف: "هناك فوضى عارمة وعدم مسؤولية، وعدم اكتراث بالمواطن، أنتظر وصول الرسالة منذ بداية شباط ولم تصل".

ولم يحصل حسين على مخصصات يناير/ كانون الثاني الماضي بسبب عدم تلقيه رسالة التوزيع وهو أمر عانى منه آلاف المواطنين في حلب، حيث فقدوا مخصصات الأرز والسكر الشهر الماضي بسبب عدم وصول الرسالة، الأمر الذي يدفعهم إلى شراء تلك المواد من السوق بسعر مرتفع.

ورغم الكميات المحدودة التي يشتريها المواطن على البطاقة من المؤسسات الاستهلاكية، إلا أنها تعيله قليلا في مواجهة أعباء الحياة التي تزيدها نسبة الغلاء وانخفاض قيمة الليرة السورية وانخفاض الدخل لدى المواطن وارتفاع الصرف.

ويقول حسين: "عندما تذهب إلى المؤسسة وتخبرهم بعدم وصول الرسالة يقولون نحن لسنا مسؤولين عن الرسالة، الرسالة تأتيكم من مركز تشغيل "البطاقة الذكية"، وعند السؤال عن مركز التشغيل يقولون إنه "شركة تكامل"، وهي المعنية بكل معاملات البطاقة".

وبدورها أيضا تبرأت "المؤسسة السورية للتجارة" من مسؤوليتها في هذه الفوضى وقالت إنها ليست المسؤولة عن إرسال الرسائل للمواطنين من أجل الذهاب للحصول على مستحقاتهم، مضيفة في بيان نقلته صحف ووسائل إعلام محلية أنها قامت بالتمديد من أجل تسليم المواطنين مخصصات دورات 3 أشهر "فبراير/ شباط، مارس/ آذار، أبريل/ نيسان".

ومع ذلك الإعلان من قبل المؤسسة يبقى استلام المستحقات متعلقا بوصول الرسالة النصية إلى هاتف صاحب البطاقة الذكية.

وكان النظام السوري قد اعتمد مشروع "البطاقة الذكية" وحصر الحصول على المنتجات المباعة من حكومته بشكل مدعوم، ويعاني المواطنون من مشاكل كثيرة في البطاقة على رأسها الإبطال وإعادة التفعيل، واستلام الرسائل المتعلقة بالذهاب من أجل الحصول على المستحقات الغذائية أو مستحقات المحروقات ومواد التدفئة.

وتقوم بأعمال البطاقة الذكية شركة "تكامل" وهي شركة لمجموعة من رجال الأعمال التابعين للنظام على رأسهم  المدعو "مهند الدباغ"، الذي يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة في الشركة، وهو ابن خالة زوجة رئيس النظام أسماء الأخرس.

المساهمون