قال العامل بقطاع النقل البري في سورية منير جبر، لـ"العربي الجديد"، إن السلطات الأردنية لم تغلق معبر "نصيب" الحدودي مع سورية، لافتاً إلى أن الإغلاق بدأ قبل عيد الأضحى من الجانب السوري، مع ملاحظة تراجع عدد الشاحنات.
وأضاف جبر، من مدينة الشيخ مسكين بمحافظة درعا الحدودية مع الأردن، أن الإغلاق جاء من إدارة الجمارك عن الجانب السوري "تحت مبرر العطلة ووجود تعليمات جديدة"، ما ينذر بخسائر كبيرة "خاصة تلف الخضر والفواكه بسبب الحر وانتظار الشاحنات منذ يوم الخميس الماضي".
ويشير إلى تراجع السيارات العابرة إلى سورية، لكنه وخلال مراجعة السائقين لمديرية النقل "أكدت لنا أنه لا يوجد سبب والعلاقات جيدة مع الأردن، وأن الإغلاق مسألة وقت، وقد يفتتح المعبر اليوم الأحد أو غداً الإثنين".
وأغلق معبر نصيب عام 2015 بعد سيطرة المعارضة السورية على مناطق جنوبي سورية، ليعاد فتحه في أكتوبر/تشرين الأول 2018 أمام حركة المسافرين والترانزيت والشحن والتبادل التجاري، حتى انتشار جائحة كورونا، ما دفع الأردن إلى إغلاق المعبر في مارس/آذار عام 2020، قبل أن يعاد فتحه في 29 سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وحاول "العربي الجديد" التواصل مع مصدر من دمشق، للوقوف على السبب الحقيقي لإغلاق المعبر، لكن المخاوف من التصريح للإعلام كانت السمة العامة، "لأن أي تصريح قد يوصلنا للسجن والغرامات المالية، بعد قانون جرائم المعلوماتية الذي أصدره نظام الأسد في إبريل/نيسان الماضي، محدداً غرامة مليوني ليرة وسجن يصل إلى ثلاث سنوات" وفق المصدر.
ويلفت العامل بمديرية التجارة الخارجية في دمشق، شوكت عامر (اسم مستعار) لـ"العربي الجديد"، إلى أن أهم المستوردات السورية عبر المعبر تتركز على ألواح الطاقة الشمسية والمواد الأولية الداخلة في الصناعة، في حين تتركز الصادرات السورية بالدرجة الأولى في الخضر والفواكه، والصناعات المحلية كالألبسة والصناعات المنزلية "بلاستيكية"، إضافة إلى المنتجات العابرة لمنطقة الخليج عبر الأردن "منتجات زراعية، خراف، أحجار صناعية".
ويشير إلى أن نحو 30 شاحنة تعبر هذا المنفذ يومياً، مبيناً أن الإيرادات من رسوم العبور بلغت العام الماضي نحو 117 مليار ليرة، بزيادة 90% عن عام 2020.
وأكدت مصادر إعلامية سورية، اليوم، زيادة شكاوى أصحاب الشاحنات المتوقفة منذ أربعة أيام أمام بوابة الجمارك "المغلقة" بالمعبر، ما ينذر بتلف الخضر والفواكه العابرة نحو منطقة الخليج عبر الأردن. مشيرين إلى عدم تأمين المازوت لتشغيل البرادات والمحافظة على حمولات سياراتهم من التلف من جراء الحر الشديد "حيث يلزم البراد 70 ليتراً من المازوت يومياً، وهو غير متوفر بسهولة، ويصل سعر الليتر بالسوق السوداء إلى نحو 7 آلاف ليرة".
ويشير سائقو شحن الترانزيت إلى أنهم لم يبلّغوا خلال قطع تذاكر العبور عن إغلاق المعبر، كما أن تكفّلهم أمام التجار بإيصال البضائع سليمة سيحملهم غرامات التلف.
بدوره، حمّل مدير النقل الطرقي في دمشق محمود الأسعد، المسؤولية لإدارة الجمارك، مؤكداً خلال تصريحات اليوم أن الإغلاق "أمر مستغرَب وجديد على الحدود السورية". مشيراً إلى ضرورة إبلاغ إدارة الجمارك ووزارة النقل "في حال نيتها إغلاق الحدود". مؤكداً أن موظفي الجمارك لا يتمتعون بعطلة سوى يوم الجمعة.
وكشف محمود، خلال تصريحه لصحيفة "تشرين" الحكومية اليوم، أن مسؤولي الجمارك "لم يردّوا على اتصالاته المتكررة"، وأن هذا الأمر لم يحدث مسبقاً، فالمنفذ الحدودي البري، مثل المطارات والمنافذ البحرية "يجب ألا يغلق". خاتماً باحتمال وجود نظام جديد وضعته إدارة الجمارك.