سورية: تربية الدواجن مهددة في منطقة الجزيرة.. والأسعار إلى ارتفاع

04 نوفمبر 2022
تراجعت في السنوات الأخيرة تربية الثروة الحيوانية عموما والدواجن خصوصاً (العربي الجديد)
+ الخط -

اشتهرت منطقة الجزيرة، شمال شرقي سورية، بالزراعة والثروة الحيوانية. وكان قطاع تربية الدواجن يشكل رافداً أساسياً لسلة الغذاء السورية، إلى جانب تربية الأبقار والأغنام والأسماك، فضلا عن زراعة القمح والشعير والقطن، لما تمتلكه الجزيرة من أراض خصبة ومياه وفيرة سطحية لمرور أنهار الفرات ودجلة والخابور وغيرها، ومياه جوفية تستخرج عن طريق الآبار الأرتوازية أو أمطار غزيرة.

إلا أنه في السنوات الأخيرة، تراجعت تربية الثروة الحيوانية عموما وتربية الدواجن خصوصا، نتيجة لغياب الاهتمام وقلة الدعم وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج من أعلاف وأدوية وكافة المستلزمات، فضلاً عن غياب الاستقرار وانتشار الجماعات المسلحة واحتدام النزاع العسكري.

مربي الدواجن محمد عليوي تحدث عن مشاكل كثيرة تواجه العاملين في القطاع بالمنطقة، مبينا لـ"العربي الجديد" أن تأمين الصيصان (الكتاكيت) في مقدمة هذه المشاكل. وقال: "بالنسبة للصوص، كنا نشتريه من حماة وحلب والشام ونبيعه بالليرة السورية، الآن نشتري الصيصان بالدولار ويبلغ سعر الصوص الواحد 85 سنتا، وكنا نشتريه سابقا بـ30 إلى 35 سنتا".

ويعزو عليوي سبب غلاء الصيصان إلى "إغلاق المعابر وتحكم التجار بالأسعار وصعوبة عمليات النقل بالشاحنات، التي تتوقف ليوم أو يومين حتى تصل الصيصان إلى مناطقنا بحالة يرثى لها، وعندما نستلم يجب أن نوفر حرارة من 30 لـ35 درجة مئوية، ونعاني من صعوبات في تأمين المحروقات لتشغيل التدفئة وصعوبات بتوفير المياه أيضا والكهرباء في الشتاء، وفي الصيف، نواجه صعوبة توفير التبريد، فالمواد الأولية جميعها من الصعب تأمينها".

أما مربي الدواجن أحمد الحلبي فقال لـ"العربي الجديد" إن "من مجموع عشر مداجن كنت امتلكها، الآن بقيت لدي مدجنة واحدة".

وعن شروط تربية الدواجن، ذكر: "بالنسبة لتربية الصوص، هناك شروط بيئية معينة لتربيتها، فيجب تأمين درجة الحرارة المناسبة وذلك بما يناسب عمر الطائر، كنا نربي من 40 لـ50 ألف صوص، الآن نربي 3000 في أفضل الأحوال، فلا يوجد وقود "مازوت"، ونواجه صعوبة في تأمينه، لا توجد جهة أو أحد يدعمنا، والمستلزمات كنا نؤمنها بالليرة السورية، الآن بالدولار، ومواصفات الصوص أصبحت بيد التاجر يبعث لنا غالبا نوع الصوص الذي يعاني من مشاكل صحية وتصعب تربيته".

وأضاف الحلبي: "بالنسبة للوقود، فإن المولدات تعمل على مدار اليوم ليل نهار، ويمنحوننا 1500 ليتر من المازوت لا تكفي مدة 45 يوما، وهي مدة الدورة الحياتية للصوص. وتجرى عملية تسليم الوقود عبر إجراءات بيروقراطية، ما يؤدي إلى التأخر في استلامها. أصبحنا نتكبد الخسارة منذ مدة طويلة، وتكبّدت ما يقارب 10000 دولار لكل سنة ما عدا المصاريف وأجور العمال والأدوية".

ربة منزل وأم لخمسة أطفال، عدلة محمود، قالت لـ"العربي الجديد": "اليوم سعر كيلو الفروج يبلغ 8600 ليرة سورية (1.66 دولار)، هناك أناس خلال السنة كاملة لا يستطيعون شراء الدجاج، وليست لديهم قدرة على شراء وجبة لحم أو فروج واحدة. لحم العجل أو الغنم يزيد عن 24 ألف ليرة للكيلو (4.6 دولارات)، أغلب الناس فقدوا القدرة الشرائية، حتى الخضراوات أصبحت غالية، إذ يبلغ سعر كيلو البندورة 3000 ليرة (0.58 دولار)".

المسؤول بإدارة الثروة الحيوانية في منطقة الجزيرة محمد كاظم حسين قال، لـ"العربي الجديد"، إنه بالنسبة لقطاع الدواجن، فإنه يلعب دورا كبيرا بالاقتصاد، ولا سيما في قطاع الثروة الحيوانية، مشيرا إلى تهميش قطاع الدواجن بسبب الحرب الدائرة في سورية.

وأشار إلى انقطاع الطريق بين شمال وشرق سورية وبين الداخل، حيث أغلقت أغلب المداجن التي كانت تصدر من الداخل إلى شمال وشرق سورية، وبلغ عدد المداجن في الجزيرة 460 مدجنة بين مفعلة وغير مفعلة، حيث إنه من أصل هذه المداجن بقيت 100 إلى 125 مدجنة مفعلة".

وأضاف حسين: "أهم العقبات التي تعاني منها المداجن تتمثل في مادة المحروقات واللقاح". وتابع: "أما بالنسبة للعلف فيوجد معمل وحيد في منطقة الجزيرة، وهو معمل الجزيرة للعلف، حيث لا يغطي هذا العلف أيضا كمية المداجن في المنطقة، ما يجبر المربين على استيراد العلف والصيصان من تركيا، وكون العلف المركب جيداً ويساعد على إنتاجية الفروج خلال 45 يوما، تجرى التنسيق بالآونة الأخيرة بيننا وبين مكتب شؤون المنظمات على مستوى شمال وشرق سورية، بخصوص دعم الدواجن من حيث تأمين الأعلاف والصيصان فقط".

المساهمون