سورية: ارتفاع تكاليف معيشة الأسرة إلى 635 دولاراً يفاقم أزمة الفقر

03 يناير 2023
ازدادت الأعباء على السوريين بقوة نتيجة الغلاء والتدهور الكبير لسعر الليرة (فرانس برس)
+ الخط -

ارتفعت تكاليف معيشة الأسرة السورية بنحو 500 ألف ليرة سورية منذ سبتمبر/ أيلول الماضي حتى نهاية عام 2022، لتبلغ كلفة معيشة أسرة مؤلفة من 5 أشخاص نحو 4 ملايين ليرة (635 دولاراً). (الدولار= 6300 ليرة).

وكشف مركز "قاسيون" من دمشق عبر دراسة نشرها اليوم، أن متوسط المعيشة اعتمد طريقة محددة في حساب الحد الأدنى لتكاليف معيشة أسرة سورية من 5 أشخاص، تتمثل بحساب الحد الأدنى لتكاليف سلة الغذاء الضروري، وذلك بناءً على حاجة الفرد اليومية إلى نحو 2400 سعرة حرارية من المصادر الغذائية المتنوعة.

وتشير دراسة "قاسيون" إلى أن وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية، شهد ارتفاعاً بنحو 437.23 ألف ليرة عن التكاليف التي سُجِّلَت في سبتمبر الماضي، حيث انتقل من 3.575 ملايين ليرة في سبتمبر إلى 4.012 ملايين في يناير/ كانون الثاني.

وارتفع الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة بنحو 273.3 ألف ليرة، من 2.234 مليون في سبتمبر إلى 2.508 مليون في نهاية ديسمبر/ كانون الأول.

وتبيّن أن تكاليف المعيشة ارتفعت 12.2% خلال الفصل الأخير من عام 2022، علماً أنها زادت في سبتمبر وحده 19% عما كانت عليه في يوليو/ تموز، فيما زاد متوسط هذه التكاليف في عام 2022 من 2.0267 مليون في بداية العام إلى 4.012 ملايين في نهايته.

أما الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة فقد زاد من 1.267 مليون في بداية العام، إلى 2.508 مليون في نهايته، أي إن الزيادة ناهزت 97.9% خلال العام، بينما بقي الحد الأدنى للأجور على حاله عند 92.97 ألف ليرة، أي إنه لا يغطي نظرياً وفق حسابات ديسمبر سوى 2.3%، بعد أن كان في بداية العام يغطي نظرياً أيضاً نحو 4.5% من متوسط تكاليف معيشة الأسرة.

وبيّنت الدراسة أن الحد الأدنى لتكاليف الغذاء الأساسية لأسرة من 5 أفراد ارتفع من 1.341 مليون ليرة للأسرة شهرياً في سبتمبر، إلى 1.505 مليون في نهاية ديسمبر، اعتماداً على أسعار هذه المكوّنات في الأسواق الشعبية بالعاصمة دمشق.

وفصّلت الدراسة تبدل أسعار المستلزمات الضرورية، من خبز وخضر ومواد استهلاكية، لتخلص إلى تكاليف الحد الأدنى للحاجات الضرورية الأخرى التي تشكل 40% من مجموع تكاليف المعيشة، مثل السكن والمواصلات والتعليم واللباس والصحة وأدوات منزلية واتصالات وغير ذلك.

وقد ارتفعت أسعار هذه المستلزمات الضرورية من 893.74 ألف ليرة في سبتمبر، إلى 1.003 مليون في نهاية ديسمبر، أي إنها زادت بنسبة 12.2% خلال 3 أشهر.

وتباينت نسبة تضخم الأسعار خلال عام 2022، ففيما ناهزت 150% لبعض السلع المستوردة، زادت أسعار الفروج 300% وصحن البيض 251%، بحسب تصريحات عضو اللجنة الرئيسية لمربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة السورية حكمت حداد اليوم الثلاثاء.

ويضيف حداد أن "الإهمال الحكومي واضح وكبير للقطاع الخاص المربي للدواجن في سورية"، مشيراً إلى أن "الوضع سيّئ جداً، وسيزداد سوءاً عندما تظهر آثار هذه الفترة خلال الشهر أو الشهرين المقبلين إن لم يكن هناك تدخلات واضحة من قبل الوزارات المعنية"، لافتاً إلى أن القطاع يتدهور وكأن لا يوجد من هو مسؤول عنه.

ويرى الاقتصادي السوري أسامة قاضي، أن ارتفاع تكاليف المعيشة حوّل أكثر من 90% من السوريين إلى فقراء، ففيما لا يزيد متوسط الدخل الشهري على 100 ألف ليرة، تشير "دراسة قاسيون" إلى تكاليف بنحو 4 ملايين.

واعتبر أن الحوالات الخارجية أهم عامل في جسر الفجوة بين الدخل والإنفاق، لكنها لم تخرج السوريين من تحت خط الفقر.

ويضيف قاضي، وهو رئيس مجموعة عمل اقتصاد سورية، أن "تفقير السوريين سيترك أثاراً طويلة الأمد، ليس على الصحة وقوة العمل فحسب، بل على الاقتصاد الكلي، لأن تراجع القدرة الشرائية ينعكس على الإنتاج، كمّاً ونوعاً، وسيؤدي مع التراكم، إلى تراجع الخطط الإنتاجية أو إغلاق المنشآت والهجرة، وهو ما رأيناه خلال الأعوام الأخيرة".

وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة قد أشار العام الماضي إلى ارتفاع عدد من يحتاجون إلى مساعدات في سورية، من 13.4 مليوناً خلال عام 2021 الى 14.6 مليوناً عام 2022.

وقال نائب المنسق الإقليمي لسورية في مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة مارك كاتس إن المعاناة في سورية في أعلى مستوياتها منذ بدء الأزمة، مضيفاً أنه قد تصل مساعدات الأمم المتحدة وشركاؤها إلى 7 ملايين شخص في كل شهر، لكن ثمّة حاجة إلى مزيد من الدعم.

وسبق أن أشارت تقديرات الأمم المتحدة الى أن 9.2 ملايين شخص من الأكثر ضعفاً احتاجوا إلى المساعدة، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 44% مقارنة بالعام السابق. ويسلط ذلك "الضوء على الانعكاس الكبير للتدهور الاقتصادي على شرائح من السكان، ممن كانوا أقل تأثراً بشكل مباشر بالأعمال العدائية والنزوح".

المساهمون