قدمت وزارة الخارجية الأميركية اقتراحا إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب بإضافة مجموعة "آنت" Ant Group الصينية إلى القائمة التجارية السوداء، وفقا لما نقلت "رويترز" حصريا عن مصدرين مطلعين على الأمر، وذلك قبل طرح مزمع لشركة التكنولوجيا المالية للاكتتاب العام.
ومع ذلك، لم يتضح فوراً متى ستنظر في هذا الطلب الوكالات الحكومية الأميركية المعنية باتخاذ قرار إضافة "آنت" إلى ما يُسمّى "قائمة الكيانات".
ويأتي هذا المقترح الأميركي في الوقت الذي يسعى المتشدّدون حيال الصين في إدارة ترامب لتوجيه رسالة تردع المستثمرين الأميركيين عن المشاركة في الطرح العام الأولي لشركة "آنت"، في إدراج مزودج في شنغهاي وهونغ كونغ قد تصل قيمته إلى 35 مليار دولار.
كما يأتي التصعيد ضد الصين في الآونة الأخيرة في الفترة التي تسبق الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني، والتي اتّخذ فيها ترامب المتخلف في استطلاعات الرأي بمواجهة منافسه الديمقراطي جو بايدن، من النهج الصارم تجاه بكين منبرا مهمّا للسياسة الخارجية.
وفي حين أن تطبيق الدفع "آليباي" Alipay غير مُتاح حاليا للمستخدمين الأميركيين في الولايات المتحدة، وفقا لمتحدث باسم "آنت"، يخشى مسؤولو إدارة ترامب من احتمال وصول الحكومة الصينية إلى البيانات المصرفية الحساسة الخاصة بالمستخدمين الأميركيين مستقبلا.
وفي العام 2018، أوقفت لجنة أمنية قوية تُعرف باسم "لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة" (CFIUS) عرضا تقدّمت به الشركة بقيمة 1.2 مليار دولار لشراء شركة تحويل الأموال "مانيغرام" Moneygram بسبب "مخاطر الأمن القومي".
وتقول "رويترز" إن وزارة الخارجية الأميركية لم ترد على طلب للتعليق. وكذلك فعلت "آنت"، إحدى الشركات التابعة لـ"مجموعة "علي بابا القابضة"، علما أن بيانات الوكالة تفيد بأن 5% فقط من أعمال الشركة خارج الصين.
من جهتها، تعارض الصين ما تعتبره إساءة استخدام الولايات المتحدة "مفهوم الأمن القومي" وقوتها الوطنية لقمع الدول الأجنبية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، تشاو ليجيان، في إفادة دورية اليوم الخميس، بأن "هذه ممارسة تنمّر"، مؤكدا أن "الصين ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية".
ويتضح تأثير مثل هذه "القائمة السوداء" على الشركات التي تسعى إلى إنجاز طرح عام أولي، من خلال فشل شركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ميغفي تكنولوجي" Megvii Technology في إنجاز جلسة استماع مع بورصة هونغ كونغ في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حيث هي في طريقها إلى إدراج مخطّط بقيمة 500 مليون دولار.
فقد طلبت البورصة مزيدا من المعلومات من "ميغفي"، بما في ذلك تفاصيل عن ملاءمتها للاكتتاب العام في هونغ كونغ، بعدما وضعتها الولايات المتحدة على القائمة التجارية السوداء في أكتوبر/تشرين الأول.
و"آنت" هي شركة المدفوعات عبر الهاتف المحمول المهيمنة في الصين، حيث تقدم خدمات القروض والمدفوعات والتأمين وإدارة الأصول عبر تطبيقات الهاتف الذكي. وهي مملوكة بنسبة 33% لشركة "علي بابا" Alibaba ويسيطر عليها مؤسّس "علي بابا"، جاك ما Jack Ma.
وتُستخدم منصة الدفع "أليباي" Alipay من "آنت"، مثل منصة "ويتشات" WeChat التابعة لشركة "تنسنت" Tencent، على نحو أساسي من المواطنين الصينيين الذين لديهم حسابات مصرفية بالرنمينبي. وتتم معظم تفاعلاتها مع الولايات المتحدة مع التجار الذين يقبلون الدفع من المسافرين والشركات الصينية في البلاد.
وفي 5 سبتمبر/ أيلول المنصرم، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن إدارة ترامب تدرس ما إذا كانت ستضيف أكبر شركة صينية لتصنيع الرقائق إلى القائمة التجارية السوداء، في وقت تصعّد فيه الولايات المتحدة حملتها على الشركات الصينية.
كما ذكرت متحدثة باسم البنتاغون، حينها، أن الوزارة تعمل مع وكالات أخرى لتحديد ما إذا كانت ستتخذ هذه الخطوة ضد المؤسسة الدولية لتصنيع أشباه الموصلات "إس.إم.أي.سي"، الأمر الذي سيجبر المورّدين الأميركيين على السعي للحصول على رخصة خاصة من الصعب الحصول عليها، قبل الشحن لهذه الشركة.