زامبيا... جوهرة أفريقيا حيث الرحلات السياحية الأكثر خطورة على الإطلاق

لميس عاصي

avata
لميس عاصي
23 سبتمبر 2020
لأصحاب القلوب القوية حصراً... مغامرات سياحية في زامبيا
+ الخط -

"إنها جوهرة مخفية! لا يخفى على أحد أننا وقعنا في حب هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا بمناطق الجذب الطبيعية التي تنافس تلك الموجودة في كل وجهة سياحية رئيسية في أفريقيا"... بهذه العبارات بدأت صاحبة مدونة Safari Frank الحديث عن تجربتها خلال زيارتها زامبيا، والتي اعتبرتها واحدة من أكثر المغامرات تشويقياً.

تقول ألان فرانك عن رحلتها إلى زامبيا، بحسب مدونتها، "كانت التجربة فريدة نظراً للحجم الهائل من المتنزهات الوطنية، الطبيعة الخلابة، النشاطات الترفيهية، رحلات السفاري، واكتشاف العديد من الحيوانات النادرة".

زامبيا بلد غير ساحلي في جنوب القارة الأفريقية، لم تكن وجهة سياحية خلابة نظراً لقربها من جنوب أفريقيا  من جهة، وتنزانيا من جهة أخرى، إلا أنّ جمال طبيعتها، ونشاطاتها الخطيرة إلى حد ما، جعلتها مركزاً هاماً للمغامرات الشبابية، وبلداً سياحياً بامتياز.

التشويق والخطورة

أولى المغامرات التي يمكن القيام بها عند زيارة زامبيا، التوجه مباشرة إلى شلالات فيكتوريا، ليس لأنها إحدى عجائب الدنيا وحسب، بل لأنها أكبر مركز للتشويق والإثارة عند الشباب، نظراً لتنوع النشاطات المائية والتي توصف بحسب المجلات العلمية بأنها أخطر التجارب السياحية.

البداية من السباحة في بركة الشيطان، ويكفي اسمها للإشارة إلى مدى خطورتها. تقع البركة على حافة الشلالات، على عمق يصل إلى أكثر من 350 قدماً، لا يسمح للسياح بالغطس هناك إلا في الفترة الممتدة من منتصف شهر أغسطس/ آب، حتى بداية موسم الفيضانات.

ما يميز جو المغامرات هناك، أنّ السياح يستمتعون بمنظر الشلالات المتدفقة فوق رؤوسهم، ما يزيد من نسبة الأدرينالين لديهم؛ بسبب الحماسة الزائدة.

وفي إطار النشاطات المائية المسلية، تجذب زامبيا ريفييرا، محبي التجذيف، نظراً لكبر مساحتها، وتستضيف العديد من الفاعليات الرياضية المحلية. كذا تعد البحيرة موطنًا لأعداد كبيرة من أفراس النهر وتماسيح النيل وأسماك الصيد. 

مهرجانات مسلية

سبب آخر يجعل من الرحلة إلى زامبيا أكثر من ممتعة، ألا وهو حضور الاحتفالات والمهرجانات الفنية والغنائية. وهناك مكان واحد فقط في العالم حيث تلتقي أربع دول على حدود واحدة - وهذا على الحدود الرباعية بين بوتسوانا وناميبيا وزيمبابوي وزامبيا، تتشكل هذه المنطقة عند التقاء نهري كواندو وزامبيزي، مما يعطي السياح  فرصة القيام بجولة مرحة في أربعة بلدان.

عادة ما تستقطب هذه النقطة الرباعية السياح للقيام بأنشطة مائية مختلفة، منها القفز من السفن، والسباحة عكس التيار المائي، وهو ما يشعل الحماس بين السياح والزوار.

وفي قائمة المهرجانات الأكثر إثارة للإعجاب أيضاً مهرجان Kuomboka، تعني كلمة Kuomboka "الخروج من الماء"، حيث يقوم ملوك ورؤساء القبائل هناك بالقفز من بارجة مائية مزينة بالورود إلى قاع البحار والأنهار، للإعلان عن انتهاء موسم الفيضانات، فيما يقوم السياح والزوار بالاحتفال بهذه المناسبة بالموسيقى والرقص.

الفنون المخيفة

تتمتع زامبيا بتاريخ من السحر ويمكن للزوار تعلم كل شيء عن الفنون المظلمة في كل من متحف لوساكا الوطني (LNM) ومتحف ليفينغستون، حيث توجد معارض مخصصة حصريًا لهذه الممارسة.

بحسب فرانك، فإنّ التجربة هناك "فعلاً مثيرة للاهتمام، وإن بدا المكان وكأنه شرير بعض الشيء، أو حتى مخيف، لكنه يجذب الملايين من السياح، حيث يمكن للزوار التجول بين الدمى الملعونة والجماجم وغيرها".

وبعد هذه الرحلة المخيفة، لابد من الاستراحة لتهدئة الأعصاب، ولذا فإنّ زيارة بُحيرة تانجانيكا المميزة برِمالها النّاعمة البيضاء، ومياهها الصافية، وتذوق أشهی المأكولات المحلية، ستكون وجهة مميزة.

وتنصح فرانك بتناول نشيما، وهي من أشهر الأكلات التقليديّة في زامبيا، حيث تتكوّن من الذُّرة، الماء، ودقيق الذُّرة، وعادة ما يتمّ تقديمها مع السّمك أو اللحم.

رحلات السفاري

على الرغم من أنّ بوتسوانا وجنوب أفريقيا المجاورتين قد طغتا بظلالهما على زامبيا كونهما بلا شك من أفضل وجهات رحلات السفاري في القارة، إلا أنّ لرحلات السفاري في زامبيا أيضاً طابعها الخاص، وتحظى حديقة كافو الوطنية باهتمام عشاق الحياة البرية، فهي موطن لوفرة المخلوقات الرائعة، من الفهود والأسود إلى الفيلة والبانغولين، كذلك فإنّ حياة الطيور مذهلة أيضاً.

وإن كنتم من محبي الأفكار الغريبة، فإنّ فكرة الاقتراب من ملايين الخفافيش تعد فكرة جنونية، بحسب فرانك، لكن بالنسبة لأولئك المهتمين بالحياة البرية، فإن مشاهدة هجرة خفافيش الفاكهة المذهلة في زامبيا - والتي تشهد نزول 10 ملايين من المخلوقات على غابة المستنقعات في متنزه كاسانكا تعد أمراً رائعاً، وفق وصف الزوار.

الوجه الآخر

تعد زامبيا واحدة من أكثر دول أفريقيا تحضراً، نظراً لكونها ممراً تجارياً هاماً بين الدول الأفريقية، وتحاول السلطات استغلال هذه الميزة، لتطوير شبكات البنى التحتية، ومعالجة الفقر والبطالة، واستقطاب رؤوس الأموال.

تعتمد البلاد على الزراعة بشكل هائل نظراً لكبر المساحات الزراعية، إضافة إلى ذلك، بدأت البلاد تستقطب السياح بشكل واسع، ما ساهم في زيادة العائدات المالية لخزينة الدولة.

يعد الكروتشي الزامبي العملة الوطنية في البلاد، ويساوي تقريباً 50 سنتاً. يحتاج السائح قبل التوجه إلى هناك إلى إجراء بعض الفحوص الطبية نظراً لانتشار العديد من الأمراض، وهو إجراء ضروري وهام.

تبدأ تكاليف الرحلة بعيداً عن أسعار تذكرة السفر من 1200 دولار للشخص الواحد، شاملة الوجبات والإقامة، والنقليات، إضافة إلى رسوم الدخول إلى الأماكن الطبيعية والأثرية.

ذات صلة

الصورة

سياسة

أعلنت زامبيا، الثلاثاء، أنها احتجزت طائرة "خاصة" تحمل 5.6 مليون دولار نقداً و602 عملة ذهبية، وخمسة بنادق بها 126 رصاصة، قادمة من العاصمة المصرية القاهرة.
الصورة
الفلسطيني توفيق الجوجو

منوعات

لا تزال فكرة مُرافقة السُياح والوفود الأجنبية وتعريفهم على بحر غزة عالقةً في ذهن السبعيني الفلسطيني توفيق الجوجو من مُخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين، غربي مدينة غزة، فطبّقها على قوارب صغيرة، مُجسمة يدوياً باستخدام أدوات بدائية بسيطة.
الصورة
الترفيه في غزة

منوعات

تسعى فتيات فلسطينيات للتغلب على الواقع الصعب الذي يعانين منه في قطاع غزة المحاصر عبر تسيير الرحلات الترفيهية، والتي يتم من خلالها زيارة الأماكن الترفيهية والسياحية والتاريخية، بهدف الترفيه عن النفس وكسر حالة الجمود.
الصورة

اقتصاد

قد يكون السفر مع المراهقين أمراً صعباً. فهو يشكل نوعاً من التحدي بالنسبة إلى الأهل، لأن مراعاة أذواقهم ليست بالأمر اليسير، حيث الكثير من الخيارات السياحية التي كانت تروق لهم في صغرهم باتت اليوم مملة وغير ممتعة بالنسبة إليهم.
المساهمون