روسيا ترفض شحنات البرتقال المصري والحكومة تتدخل

10 فبراير 2022
القرار الروسي جاء مفاجئاً بالنسبة إلى الجانب المصري (Getty)
+ الخط -

فوجئ المصدرون المصريون بصدور قرار من السلطات الروسية بحظر دخول الموالح (البرتقال) المصرية بعد وصولها إلى الموانئ الروسية، دون إبلاغ مسبق، وهو ما يؤدي إلى خسائر كبيرة، خاصة أن الصادرات المصرية للأسواق الروسية بلغت العام الماضي نحو 490 مليون دولار. (الدولار= 15.7111 جنيها).

وأكد مصدر مسؤول بجمعية تنمية وتطوير الحاصلات البستانية أن رفض تلك الشحنات بالرغم من مطابقتها للمواصفات يرجع لقرارات الحجر الزراعي للبلد المتلقي للصادرات الزراعية المصرية، وذلك عبر اختلاق أي أسباب تحول دون دخول تلك الشحنات.

ويرى في تصريحات خاصة، أن سبب رفض دخول شحنات البرتقال المصري إلى الأراضي الروسية له أبعاد سياسية لفتح المجال للمنتجات التركية والتي تربطها علاقات وطيدة ومصالح مشتركة مع الجانب الروسي.

وأكد علي عيسى، أحد كبار المصدرين المصريين، أن رفض شحنات البرتقال المصري من قبل الجانب الروسي، ليس له ما يبرره على الإطلاق، خاصة وأن المصدرين المصريين ملتزمون بتطبيق كافة المواصفات العالمية.

وأضاف في تصريحات خاصة، أنه بعد وصول الشحنات فوجئنا بقرار رفض دخولها للأراضي الروسية، بزعم أنه تم رشها بأحد المطهرات، وهذا المطهر يتم استعماله أثناء إجراء عمليات الغسيل والتشميع بنسب متعارف عليها دوليًا، كما أن الجانب الروسي لم يبلغنا قبل عمليات التصدير بوجود محاذير حول هذه المادة المطهرة.

وأشار إلى أن قرار الحجر الزراعي الروسي ليس بمنع دخول الشحنات فقط، وإنما بحظر التعامل مع الشركات المصدرة ومنع دخول منتجاتها إلى الأراضي الروسية.
من جانبها، استقبلت نيفين جامع وزيرة التجارة المصرية، جيورجي بوريسينكو السفير الروسي بالقاهرة لبحث آخر التطورات والمستجدات الخاصة بقرار الهيئة الفيدرالية الروسية بإيقاف شحنات برتقال مصرية موجهة للسوق الروسي.

وأوضحت عبر بيان صحافي، أن الحكومة المصرية حريصة على تصدير منتجات مطابقة للمواصفات العالمية ومعتمدة بالجهات الروسية المعنية، خاصة أن مصر تحتل المرتبة الأولى عالمياً في تصدير البرتقال بإجمالي صادرات يصل إلى نحو مليوني طن سنوياً.

وأشارت إلى أن السوق الروسي يعد أحد أهم الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية عالمياً؛ إذ بلغ إجمالي الصادرات المصرية لروسيا العام الماضي نحو 489 مليون دولار مقارنة بنحو 416 مليون دولار.

وكان بعض مصدري البرتقال كشفوا لـ"العربي الجديد" في وقت سابق أنهم تعرضوا لخسائر مع بداية موسم التصدير، وصلت إلى حوالي 40 ألف جنيه (2500 دولار) في كل حاوية تبلغ حمولتها 24 طنًا، وأرجعوا خسائرهم  إلى نزول سعر الطن في الأسواق العالمية بحوالي 200 دولار عن السعر المصري، بخلاف اتباع بعض المصدرين المصريين لنظام البيع بـ"العمولة"، والذي أضر بسمعة الصادرات المصرية.

وأوضح مسؤول بإحدى شركات التصدير أن تكلفة الطن حتى يصل إلى الميناء تقدر بنحو 550 دولارًا، في الوقت الذي وصلت فيه الأسعار في الأسواق العربية والروسية، والتي تستحوذ على 50% من صادرات الموالح، حوالي 450 دولارًا، وهو ما يمثل خسارة 100 دولار في كل طن للمصدر، بخلاف تراجع حجم الصادرات هذا الموسم بالمقارنة بالعام الماضي.

وتوقع مكتب الشؤون الزراعية الأميركية بالقاهرة تراجع صادرات البرتقال المصري الموسم الجاري 2021/ 2022 بنسبة 13.2% لتصل إلى 1.45 مليون طن، بسبب الظروف المناخية، لافتًا إلى أن مصر ستظل محافظة على مكانتها على رأس قائمة المصدرين للبرتقال في العالم.

وكشف أحدث تقرير صادر عن الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة المصرية عن تجاوز الصادرات الزراعية حاجز 5.6 ملايين طن، خلال 2021، والموالح على رأس القائمة بـ1.8 مليون طن، ثم بنجر العلف 650 ألف طن، وحلت البطاطس في المرتبة الثالثة بـ614 ألف طن، فالبصل 276 ألف طن.