روسيا تتخلى عن "دولرة" صفقات السلاح: استخدام العملات المحلية والمقايضة

07 ديسمبر 2021
مبيعات الأسلحة الروسية تتم بعملات غير الدولار (Getty)
+ الخط -

قال ألكسندر ميخيف رئيس شركة روسوبورون إكسبورت المشرفة على مبيعات الأسلحة الروسية إن بلاده لم تعد تستخدم الدولار الأميركي في صفقات الأسلحة، بما في ذلك مع الهند.
وشرح  ميخيف: "حسب التقاليد، نعطي سعر جميع الصفقات بالدولار لسهولة الحسابات. ومع ذلك، في عملها الحقيقي، توقفت شركة Rosoboronexport تماماً تقريباً عن استخدام العملة الأميركية في المعاملات". وقال إنه عند استخدام العملات الوطنية، لا يوجد خطر تأخير السداد بموجب العقود.
وتابع: "فيما يتعلق بالهند، يتم التعامل مع جميع المدفوعات المتبادلة بالروبل والروبية. إلى جانب ذلك، نحن نستخدم بنشاط مشاريع الأوفست (المقايضة)، الموجودة أيضاً في العقود التي وقعناها مع الهند. إنها ممارسة حديثة عادية. إنها أحد اتجاهات السوق العالمية".
الهند هي واحدة من المشترين الرئيسيين للأسلحة الروسية. يبلغ سجل طلبات الأسلحة الروسية الحالي الذي قدمته الهند حوالي 15 مليار دولار. في المجمل، طلبت الهند أسلحة روسية بقيمة تقارب 70 مليار دولار منذ عام 1991، بحسب الخدمة الفيدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني.

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهند بأنها "قوة عظمى" خلال زيارته نيودلهي الإثنين، وأكدت الهند أن روسيا بدأت هذا الشهر في تسليم نظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى إس -400 أرض-جو، وتبلغ قيمة الصفقة 7 مليارات دولار.

ودعت روسيا الدول الخمس الأعضاء في مجموعة بريكس العام الماضي، إلى استخدام العملات الوطنية بدلا من الدولار في التعاملات التجارية، وزيادة الاعتماد على بنك التنمية الجديد التابع للمجموعة.

وتضم مجموعة "بريكس" روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وتسيطر على ثلث المنتجات الصناعية العالمية، و17% من التجارة العالمية. ويشكل الناتج المحلي الإجمالي للدول الخمس نحو 21 تريليون دولار.

وعلّق أندرس أوسلوند، الباحث في منتدى استوكهولم العالمي الحر، في مقال نشرته "بروجيكت سانديكايت" بأن الاقتصاد الروسي راكد تماماً منذ عام 2014 (وهو راكد في الغالب منذ عام 2009).

انخفض الناتج المحلي الإجمالي لروسيا من 2.3 تريليون دولار في عام 2013 إلى 1.5 تريليون دولار في عام 2020.

من حيث القيمة الدولارية، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لروسيا من 2.3 تريليون دولار في عام 2013 إلى 1.5 تريليون دولار في عام 2020. ومنذ أن غزا بوتين أوكرانيا لأول مرة وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، انخفض الدخل الحقيقي المتاح للأسر الروسية (المعدل حسب التضخم) بنسبة 10%.
ووفق تقرير نشر في موقع "موديرن ديبلوماسي" الأوروبي، كان الدولار الأميركي هو العملة المهيمنة في العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. كان الدولار أيضاً العملة الاحتياطية الأكثر طلباً لعقود من الزمن، مما يعني أن البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم محتفظة بالدولار بكميات كبيرة. يستخدم الدولار أيضاً بشكل أساسي في المعاملات عبر الحدود من قبل الدول والشركات.

ولفت التقرير إلى أنه لا شك أن هيمنة الدولار هي سبب رئيسي لتأثير الولايات المتحدة على الكيانات العامة والخاصة العاملة في جميع أنحاء العالم. هذا الوضع الفريد لا يجعل الولايات المتحدة رائدة في النظام المالي والنقدي فحسب، بل يوفر أيضاً نفوذاً لا يضاهى عندما يتعلق الأمر بالقدرة القسرية على تشكيل القرارات التي تتخذها الحكومات والشركات والمؤسسات.
ومع ذلك، فإن هذه الديناميكية تشهد تغيرات تدريجية ومرئية، حيث يشهد العالم محاولات وطموحات لإزالة الدولرة، فضلاً عن صعود العملات الرقمية أو العملات المشفرة بوتيرة متزايدة اليوم.
مع قيادة روسيا والصين والاتحاد الأوروبي للطريق في عملية إزالة الدولرة، يثور الجدل حول ما إذا كانت الهند، حالياً من بين أكثر البلدان التي تعتمد على الدولار (في الفواتير)، ستأخذ تلميحات من الاتجاهات العالمية وتدفع نحو إزالة الدولرة.

المساهمون