"روتشيلد" خارج البورصة والعائلة العريقة تخطط للاستحواذ الكامل على البنك الاستثماري

13 فبراير 2023
وول ستريت تترقب صفقة شراء أسهم "روتشيلد آند كو" (Getty)
+ الخط -

تخطط عائلة روتشيلد الثرية لشراء حصص المساهمين بشركة "روتشيلد آند كو" المصرفية كاملة وسحبها من الإدراج العام في الأسواق المالية وتحويلها إلى شركة خاصة.

وحسب ما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" اللندنية الأسبوعية، يعود سبب الانسحاب من أسواق المال وتحويل شركة "روتشيلد كو" إلى شركة خاصة إلى قناعة العائلة أنها لم تستفد مالياً من تداول أسهم الشركة في البورصات، حيث إن أداء الشركة القوي لم ينعكس على نمو سعر السهم.

وحسب بيانات "فاينانشال تايمز" فقد نمت إيرادات الشركة بنسبة 11% خلال الشهور التسعة الأولى من العام الماضي، ولكن سهم "روتشيلد آند كو" ارتفع بنحو 11.0% فقط خلال الـ12 شهراً الماضية وكسب 25% خلال السنوات الخمس الماضية.

وتعتقد الشركة العريقة أن هذا النمو الضئيل لا يناسبها. ويرى تحليل في "وول ستريت جورنال" أن الشركة تحتاج إلى تملك 90% من الأسهم حتى تتمكن من الضغط على "مساهمي الأقلية" في الشركة. 

ويعود تاريخ شركة "روتشيلد آند كو" المصرفية إلى القرن الثامن عشر حينما بدأت في ألمانيا. وتتخصص الشركة في إدارة الثروات وفي تقديم الاستشارات في صفقات التملك وحيازة الشركات.

وتملك عائلة روتشيلد نحو 54.5% من أسهم "روتشيلد آند كو" وتخطط حالياً لتملك باقي الأسهم حتى يتسنى لها تحويلها إلى شركة خاصة وإخراجها من أسواق المال.

وتقدر مجلة "ذا ريتشست" الأميركية ثروة عائلة روتشيلد بين 400 مليار دولار وتريليون دولار وتوظف الشركة نحو 3800 موظف في 40 دول حول العالم. وعائلة روتشيلد شديدة السرية في إدارة أموالها وأعمالها التجارية والمالية.

وحسب صحيفة "فن" فإن العائلة ترى أن شركة روتشيلد المصرفية ستعمل بشكل أفضل كشركة خاصة.

ووفقاً لمزود البيانات المالية "دي لوجيك ـ Dealogic" العالمي تتطلع الشركة إلى البناء على وجودها القوي في أوروبا نتيجة لمكانتها القوية في أسواق المملكة المتحدة وفرنسا.

واحتلت الشركة المركز الثالث في جداول ترتيب أكبر رسوم الاندماج والاستحواذ في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في عام 2022، وجاءت بعد مصرفي "غولدمان ساكس" و"جي بي مورغان" مباشرة.

وفي ذات الشأن قالت شركة كونكورديا ، الأداة الاستثمارية لعائلة روتشيلد، يوم الاثنين الماضي، إنها ستعرض شراء ما يقرب من 61 في المائة من الأسهم في "روتشيلد آند كو" التي لا تمتلكها حالياً. وهي تعمل على عرض سعر قدره 48 يورو (51.73 دولارا) للسهم، بزيادة 19 بالمائة عن سعر إغلاق السهم في السادس من الشهر الجاري.

وفي بيان يوم الإثنين الماضي أعلنت فيه عن خططها لشراء حصة المساهمين في شركة "روتشيلد كو"، قالت شركة كونكورديا الذراع المالية لعائلة روتشيلد إنه سيكون من الأفضل أن تتحول الشركة المصرفية إلى شركة خاصة. وأضافت أنها ستعرض 48 يورو للسهم الواحد وقد أدت هذه الخطوة إلى ارتفاع أسهم روتشيلد وشركاه بنحو 17%.

وفي صفقة تقدر قيمة البنك بنحو 3.7 مليارات دولار، قالت شركة كونكورديا القابضة التابعة لعائلة روتشيلد، إنها تعتزم شراء الأسهم المتبقية في الوحدة، التي تضم الخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الثروات والخدمات المصرفية التجارية. وهي تمتلك حالياً 38.9% من أسهم الشركة و 47.5% من حقوق التصويت.

وسيكون إخراج شركة "روتشيلد أند كو" من المساهمة العامة أحدث تطور لشركة الاستشارات والاستثمار في تاريخها الذي يزيد عن 200 عام.

وتعود جذور الشركة المصرفية إلى مقرض في فرانكفورت يديره ماير أمشيل روتشيلد في ستينيات القرن الثامن عشر، ونمت الشركة لتصبح بنكًا متعدد الجنسيات ساعد في تمويل هزيمة إنكلترا لنابليون في معركة واترلو وجمعت الأموال لبناء السكك الحديدية في بريطانيا.

ومن المتوقع أن يؤدي إلغاء إدراج مصرف "روتشيلد آند كو" وانسحابه من البورصة إلى تحويل مسار البنوك الاستثمارية التي بدأت كمصارف خاصة ثم تحولت إلى مساهمة عامة مع نمو البورصات وأسواق المال.

المساهمون