استمع إلى الملخص
- تُعتبر العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة من الأهم عالمياً، حيث دعمت ملايين الوظائف وبلغت قيمة الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة 592 مليار دولار كندي في 2023.
- هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات الكندية والمكسيكية، مشيراً إلى أن الرسوم يمكن أن تكون أداة قوية إذا استخدمت بشكل صحيح.
قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو إن الأميركيين بدأوا يدركون أن رسوم ترامب المتوقعة على جميع المنتجات القادمة من كندا من شأنها أن تزيد كثيراً من تكلفة المعيشة، مشيراً إلى أنه سيتخذ إجراءات انتقامية إذا أصر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على فرضها.
وفي حديثه خلال حدث نظمته غرفة تجارة هاليفاكس الاثنين، قال ترودو أيضاً إن التعامل مع ترامب سيكون "أكثر تحدياً" هذه المرة مقارنة بالمرة السابقة، لأن فريق ترامب يأتي بمجموعة أكثر وضوحاً من الأفكار لما يريدون القيام به فوراً، مقارنة بعد فوزه في الانتخابات الأولى في عام 2016. وقال ترودو: "ترامب انتُخِب بناءً على تعهد لتحسين حياة الأميركيين وجعلها أكثر قدرة على التحمل، وأعتقد أن الناس في جنوب الحدود بدأوا يدركون الحقيقة بأن التعريفات الجمركية على كل شيء من كندا ستجعل الحياة أكثر تكلفة".
واستخدم ترودو بنجاح نهج "فريق كندا" خلال الولاية الأولى لترامب عندما أُعيد التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك، لكن حكومة الأقلية بقيادة ترودو في وضع أضعف بكثير سياسياً الآن وتواجه انتخابات في غضون عام. والتقى ترودو في وقت سابق من الشهر الجاري مع ترامب دون ضمانات، بأن يتراجع الأخير عن الرسوم الجمركية المهددة لبلاده، التي ستفرض على جميع المنتجات المصدرة إلى الولايات المتحدة.
رسوم ترامب تضغط على الاقتصادين الأميركي والكندي
وتُعَدّ العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة واحدة من أهم وأشمل العلاقات في العالم. وتدعم التجارة بين كندا والولايات المتحدة ملايين الوظائف في كلا البلدين، وتتميز بعلاقات اقتصادية عميقة تُعزَّز من خلال اتفاقيات مثل اتفاقية كندا والولايات المتحدة والمكسيك (CUSMA). وذهب أكثر من ثلاثة أرباع الصادرات الكندية من حيث القيمة، التي تقدر بنحو 592 مليار دولار كندي (حوالى 322.5 دولاراً أميركياً) إلى الولايات المتحدة في عام 2023.
وعلى صعيد الوظائف، فإن حوالى مليوني شخص في كندا من أصل تعداد سكاني إجمالي يقارب 41 مليون نسمة، يعولون في معيشتهم على الصادرات. وفي عام 2022، بلغ إجمالي تجارة السلع والخدمات بين هاتين الدولتين ما يقدر بنحو 908.9 مليارات دولار. ويشمل هذا الرقم 427.7 مليار دولار من الصادرات من الولايات المتحدة إلى كندا و481.2 مليار دولار من الواردات من كندا إلى الولايات المتحدة، ما أدى إلى عجز تجاري للولايات المتحدة قدره 53.5 مليار دولار.
وكان الرئيس المنتخب قد هدد بفرض ضريبة بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من كندا والمكسيك، ما لم توقفا تدفق المهاجرين والمخدرات. وأكد ترامب في أول مقابلة تلفزيونية بُثّت أول من أمس الأحد، التعهدات الانتخابية التي قطعها خلال حملته بفرض رسوم جمركية. وقال في لقاء مع قناة "ان بي سي" سُجِّل الجمعة وبُثَّ الأحد إنه سيفرض رسوماً جمركية مرتفعة على البضائع الصينية، وكذلك على واردات شركاء بلاده التجاريين الرئيسيين مثل كندا والمكسيك.
وأضاف أننا "ندعم المكسيك وندعم كندا وندعم العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم"، مشدداً على أن الرسوم الجمركية "المستخدمة بشكل صحيح" هي "أداة قوية جداً". وفي ما يتعلق بما إذا كان الأميركيون سيرون أسعاراً أعلى نتيجة هذه الرسوم، قال ترامب: "لا أستطيع ضمان أي شيء". وتعني الرسوم الجديدة التي يعتزم ترامب فرضها أن الشركات الصغيرة قد تجد نفسها مضطرة إلى دفع أسعار أعلى مقابل السلع والخدمات التي تحصل عليها.
ويقول أصحاب هذه الشركات إنهم ينتظرون معرفة الشكل النهائي لتلك الرسوم المقترحة، لكنهم يستعدون لزيادة نفقاتهم التي قد يضطرون إلى تمريرها إلى العملاء النهائيين.
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)